اللجنة الوطنية لوحدة  الشيوعيين السوريين اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين

الافتتاحية بيان من الشيوعيين السوريين البادئ أظلم.. والعين تقاوم المخرز

البادئ هو الاحتلال والقول الفصل بعد عشرات السنين من ذل المساومة التي انغمس فيها الحكام العرب هو خيار المقاومة الشاملة، وهو حق طبيبعي للشعوب وهو الطريق الوحيد المتاح لتحرير الأرض واسترداد الكرامة الوطنية. فمن مقولة «قوة لبنان في ضعفه»، قلبت المقاومة اللبنانية الباسلة تلك المعادلة منذ عام 1982 حتى الآن إلى واقع «قوة لبنان وشرفه الوطني في مقاومته الوطنية» صاحبة الفضل الأساس في التحرير ووضع حد لمقولة «الجيش الصهيوني الذي لايقهر»، بغض النظر عن أعداد الشهداء وحجم الدمار وتهويل المستسلمين وناهبي شعوبهم والمرتبطين بحبل السرة مع الرأسمال المعولم والمسلح.

■ ... ولأن جولاننا تحت الاحتلال منذ عشرات السنين، وعندما يكون كل لبنان تحت النار، ومقاومته الباسلة تخوض أشرف معركة فاصلة ومنتصرة في التاريخ الحديث نستذكر في سورية مافعله أسلافنا العظام أمثال الشهيد البطل يوسف العظمة، سلطان باشا الأطرش، صالح العلي، ابراهيم هنانو، جميل مريود، محمد الأشمر، سعيد العاص، سعيد آغا الدقوري، عقلة القطامي، رمضان باشا الشلاش وغيرهم الكثير، الذين قالوا: «أيها العرب هبوا إلى السلاح»، ولم يخذلهم الشعب في كل أرجاء الوطن وانتصر الرهان على المقاومة الشعبية.

■ في الوقت الذي تقوم فيه المقاومة الفلسطينية ولبنان بعملياتها البطولية والأسطورية ضد الاحتلال الصهيوني، وفي الوقت الذي تتعرض سورية إلى التهديد المباشر بالعدوان لأنها ترفض أن تكون وسيطاً بين الجلاد والضحية، تقوم الأنظمة العربية المهزومة والخائنة أمثال السعودية ومصر والأردن باتهام أبطال وقادة المقاومة بالمغامرة ويتكامل دورها مع العدوان والإمبريالية الأمريكية سياسياً ودبلوماسياً، وبذلك استحقوا لعنة التاريخ والشعوب، لأن المقاومة هي أشرف ظاهرة في هذا العصر من أمريكا اللاتينية الملتهبة إلى شعوب الشرق العظيم والذي سيكون له شرف دحر المشروع الإمبراطوري الأمريكي.

■ ولأن المعركة مع العدو الصهيوني - الإمبريالي الأمريكي واحدة وأهدافها وساحاتها تتعدى لبنان وسورية وفلسطين والعراق وإيران، لاخيار أمام شعوب هذا الشرق العظيم إلا خيار المواجهة والمقاومة الشاملة. ومن هنا يطالب الشعب السوري في هذه الظروف العصيبة، وإحساساًَ منه بدور سورية التاريخي والمحوري في مقارعة الغزاة المحتلين، بضروروة إطلاق المقاومة الشعبية لتحرير الجولان، لأن العدو الصهيوني يصر على تأبيد الاحتلال والاستيطان في الجولان، وهذا ما يفرض علينا المواجهة اليوم قبل الغد وخوض معركة الشرف كما يحدث اليوم في كل لبنان، وهذا مايتطلب تأمين مستلزمات المقاومة الشاملة الكفيلة بالرد على أعداء الخارج والداخل، ويأتي في مقدمة تلك المستلزمات:

■ موقف لا لبس ولا أوهام فيه ضد الإمبريالية الأمريكية والكيان الصهيوني، اللذين يقترفان المجازر اليومية بحق شعوب المنطقة والعالم، واللذين لاتجدي معهما لغة المساومة والتكيف، بل يجب فضح جوهر السياسية والمخططات الإمبريالية الصهيونية من خلال تعبئة قوى المجتمع على الأرض وتحصين الداخل بالحوار الوطني الديمقراطي الجاد، وصولاً إلى قيام جبهة وطنية شعبية عريضة تلتزم خيار المقاومة الشاملة على المستويات كافة.

■ اجتثاث قوى ومراكز الفساد الكبرى في جهاز الدولة وخارجه، لأن تلك القوى هي المكان الرخو في الوحدة الوطنية كونها بوابات العبور للعدو الخارجي خصوصاً أننا أمام عدوان جدي وخطير يهدف إلى تدمير كيان الدولة وبنية المجتمع ككل.

■ لاسبيل لمواجهة الخطر الخارجي الداهم إلا الاستقواء بالداخل والاعتماد على الشعب وملاقاة مطالبه السياسية والاجتماعية والديموقراطية في مواجهة المخططات العدوانية، وما يجري في لبنان يثبت أن العين تقاوم المخرز إذا توفرت الإرادة السياسية للمواجهة.

بئس المساومة... والمجد والنصر لخيار المقاومة.

دمشق 15/7/2006