«الوطن» القطرية في لقاء مع الرفيق د. قدري جميل: شيوعيو سورية يطمحون إلى دور أكبر
نشرت صحيفة «الوطن» القطرية مقابلة مع الرفيق د. قدري جميل، ننشرها فيما يلي:
■ اتصف الشيوعيون السوريون خلال العقود الثلاثة الماضية بأنهم منقسمون على أنفسهم وانهم غير فعالين في الحياة السياسية السورية؟
■■ حدثت عدة انقسامات في الحزب منذ اوائل السبعينيات، رياض الترك 1974 ـ مراد يوسف 1979 ـ يوسف فيصل 1986.
ومن خلال رؤيتنا المتجددة لما جرى ان الانقسامات كانت نتيجة ابتعاد الحزب عن تنفيذ مهامه وبالتالي عن جماهيره مما خلق ارضية تلك الانقسامات. ونحن نرى الآن ان الخروج من أزمة الانقسامات الى الوحدة يتطلب العودة الى الجماهير أي يتطلب اعادة النظر في طريقة تعاطي الحزب مع الشأن العام.
■ ما الهدف الذي تسعون اليه من خلال عملية التوحيد هذه؟
■■ نرى انه لا يوجد حزب شيوعي سوري من حيث قيامه بدور حزب أي من حيث قيامه بدور وظيفي سياسي وفكري واجتماعي بل هناك فصائل لا ترتقي الى دور حزب شيوعي ومهمتنا اعادة تكوين حزب شيوعي يكون قادرا على تنفيذ مهامه الوطنية والطبقية والاجتماعية.
■ كيف كان تجاوب الشيوعيين مع دعوتكم وخصوصا القيادات الشيوعية المتمثلة بعدة فصائل وتيارات؟
■■ نحن كلجنة وطنية وجهنا رسائل الى قيادات الفصائل الثلاثة يوسف فيصل ـ رياض الترك ـ وصال فرحة للمشاركة في عملية الحوار.
وصال فرحة رفضت جملة وتفصيلا، واغلقت في وجهنا الباب، رياض الترك قال انه غير معني بتوحيد الشيوعيين السوريين بل هو مهتم بتوحيد القوى الديمقراطية والوطنية ونحن نرى ان توحيد الشيوعيين شرط ضروري في البداية لتوحيد القوى الأخرى.
يوسف فيصل وافق على بدء حوار معنا وكلف عضوين من المكتب السياسي بذلك وعقدت اول جلسة للحوار قبل اسبوعين في شهر مايو وتم الاتفاق خلال الجلسة على استمرار الحوار.
■ ما هو طموحكم السياسي كلجنة وطنية شيوعية؟ هل تطمحون للمشاركة الفعالة في الحياة السياسية أم انكم تفضلون ان تعملوا من خلال المعارضة؟
■■ طموحنا السياسي ان يكون لنا دور اكبر في الحياة السياسية السورية من أجل تخفيف التأثيرات السلبية للسياسة الاقتصادية الحالية الضاغطة على الجماهير، طموحنا ان نردم الهوة بين الأجور والأسعار وننشر الديمقراطية في الحياة وداخل الاحزاب، نعيد الاعتبار للفكر التقدمي في المجتمع السوري حتى نستطيع تأمين تطور متوازن للدخول الى العصر والحفاظ على تراث شعبنا وتقاليده التي صنعت حضارات وكل هذا الطموح السياسي يتطلب حزبا شيوعيا قويا موحدا وانطلاقا من هذا الفهم. طرحنا وحدة الشيوعيين وطموحنا ان نعتمد على جماهير الشعب.
فتحنا حوارا في جريدة «قاسيون» الصادرة عن اللجنة المنظمة في دمشق حول نظام الانتخابات الحالي وضرورة تطويره وحول اصدار قانون عصري للاحزاب شاركنا في الحوار طيف واسع من القوى السياسية والمفكرين طيب تيزيني ـ محمد جمال باروت ـ حمدان حمدان ـ لمى قنوت ـ د. نايف سلوم ـ محمد على حسن ـ حمزة منذر.
■ لماذا أنتم غائبون عن الاعلام؟
■■ نحن نصدر جريدة «قاسيون» وهي صحيفة نصف شهرية تطبع وتوزع بآلاف النسخ كما نصدر البيانات بالمناسبات والتي توزع في انحاء سورية وحسب الحاجة ولصحيفتنا موقع على الانترنت منذ عام وقد بلغ عدد زواره حتى هذه اللحظة 25 ألف زائر.
■ كيف هو حال علاقتكم بالسلطة؟
■■ نحن نمارس نشاطنا بحرية ولم يتدخل أحد في شأننا لا خيرا ولا شرا.
■ هل تعتبرون انفسكم معارضة باعتباركم خارج الجبهة الوطنية وخارج السلطتين التشريعية والتنفيذية؟
■■ نحن حزب ندافع عن مصلحة الوطن ومصلحة الجماهير ونحدد موقفنا في كل قضية على اساس ذلك يمكن ان ترى اننا في بعض القضايا معارضة اكثر من المعارضة وفي بعض القضايا معارضة تجاه مايسمى بالمعارضة، أي نحن اصحاب موقف مستقل وشعارنا الدفاع عن الوطن وعن لقمة الشعب وكرامة الوطن والمواطن ونحن نرى ان هناك تلازما عضويا بين القضية الوطنية العامة وبين القضية الاقتصادية الاجتماعية وبين قضية الديمقراطية أي ان القضايا الثلاث هي وجه لقضية واحدة هي قضية الوطن.
■ انتم كشيوعيين سوريين كيف تنظرون الى خالد بكداش هل تعتبرونه مؤسسا للحزب أم ابا روحيا أم ماذا هو بالنسبة لكم؟
■■ نحن أعلنا في الميثاق احترامنا لكل بناة الحزب وشهدائه وانطلاقا من ذلك نرى ان خالد بكداش احد البناة الاساسيين الذي لعب دورا مميزا في حياة البلاد السياسية انطلاقا من طموحنا في الحفاظ على هذا التراث وليس الى اجتراره، ولمعلوماتك الحزب تأسس عام 1924 وخالد بكداش انتسب الى الحزب في عام 1930 واصبح أمينا عاما في عام 1937 وبقي حتى وفاته عام 1995 ونحن نفرق بين خالد بكداش كثوري وبين عائلته الصغيرة التي تحاول ان تختصر الحزب الى حدودها بينما نرى ان عائلة خالد بكداش هي الحزب كله.