إطلاق الحوارالعام من أجل وحدة الشيوعيين السوريين تعزيز الديمقراطية واختيارها طريقاً لحشودنا

تعاطفاً مع مشاعر المنطلقين لوحدة الشيوعيين السوريين ـ فقد أبديت وجهة نظري في بيان أسباب انقسام الجماهير، وعلتها ـ هي تسلط القيادات على الجماهير. وقد دأبت «قاسيون» ـ المنبر الحر والجريء ـ بوصف أعراض تلك العلة ووصف العلاج الذي، إن لم يشف فإنه يخفف من الآلام ـ وينبه لمخاطر الإحجام عن المعالجة. وذلك في عددها رقم 186 تاريخ 21/11/2002 وتتابع وبإبداء الرأي حول إمكانية تحري ومعرفة أسباب حدوثها ـ فالوقاية خير من العلاج ـ  وبصورة غير مباشرة وصلت إلى استقراء رأي بعض معارفي ممن اطلعوا على وجهة نظري فلمست حول ذلك ثلاثة آراء متماوجة وتقريبية وهي:

1. رأي يؤيد أصحابه استمرار بقاء القياديين القدامى في مراكز المسؤولية للاستفادة من خبرتهم من جهة ولأنهم وجوه معروفة من قبل الفعاليات والجماهير من جهة ثانية، وفي سن متقدمة من العمر لم يعد عندهم مشاغل خاصة فينصرف اهتمامهم للقضايا العقائدية والاجتماعية على أنماط سلوكية وليدة عصر الكفاح العنيف ضد سلطة الاستعمار الحاكمة وأعوانها.

2. رأي يواكب التحديث والتجديد توجهاً ومسلكاً ومحاورة الآخرين في كل المسارب ـ ويرى في تشبث القدامى بالتسمَّر في مقاعدهم عنفاً وتخوفاً وعدم ثقة بالجيل الصاعد أن يوجه سفينة النضال على سمت اعتمده القدماء ـ ويطلبون التعامل الرفاقي بروح الديمقراطية لأن لكل زمان دولة ورجال ـ فالمستقبل لأجيال المستقبل من الشباب الذين لهم نظرة متطورة وخلاقة تتجاوز التحجر والجمود الفكري وتقابل مسائل الحياة وقضايا المجتمع بفهم وسلوك حديثين. وهذا ما يعاون على رص الصفوف وإزالة الخلافات بين رفاق الحزب وبين الحزب ومع الأحزاب الثانية.. وهو توجه جنود ميثاق الشرف..

3.  ورأي ثالث معتدل يرى في أن الإخلاص للمبادئ يوجب المرونة والنقد البناء ـ و…

ويتبين أن مستجدات التحاور مع الرفاق حول التوجه لمخاطبة الآخر فيما يخص الخط الجبهوي والتفاعل مع الجماهير المتعددة مشارب الحياة وما نراه متوجباً لوحدة الفصائل في الحزب الواحد أن نتفهم دور الحزب بأنه يمثل الدولة التي يطمح لقيامها ووفق مبادئه والاقتداء بالأنموذج الناجح ـ الذي نتمثله في إعلان هافانا ـ  حين ادلهمت الظروف على كوبا وحين عزمت عصابات باتيستا والقوى المعادية فكان اللقاء الجبهوي الذي ضم 16  فريقاً وكانت الحركة الشيوعية إحدى فصائله إلى جانب رجال الدين والراديكاليين وكونت جبهة متحدة فانتصرت وحدتها وانتصرت كوبا وانتصرت بانتصارها وكان التحرر في أمريكا اللاتينية.. فالاعتراف بواقعنا الاجتماعي والعمل في الإطار القانوني لما يحقق التوافق بين المناهج والمبادئ السياسية المتعددة وبشفافية وصدق في المسيرة يصحح ما في داخل التنظيم من تضارب بالسلوكية الحزبية لن توصل إلى الغاية المنشودة ألا وهي عزة الوطن وكرامته وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة ـ فالوطن للجميع وبتوافر قواه تتحقق منعته ـ وهذا التوجه يتطلب التعامل بروح ديمقراطية ضمن كل حلقة اجتماعية. فالتسلط يخبل القوى ويضعف التآلف ويعمي البصائر عن تدبر الأمور بصوابية الرأي وسلامة التفكير ـ فالتركيز على ممارسات ديمقراطية بانتخاب القيادة وتلمس مصالح المجتمع والقضايا التي تهم الشعب تعطي للتنظيمات العقائدية قبولاً شعبياً يدفعها للسير بالجماهير الشعبية نحو أهداف الأمة لما يحقق عزة الوطن والمواطن ويدفع عنها كل ضيم خصوصاً وأرضنا وشعبنا مستهدفون لاستعمار استيطاني تدفشه وتعززه مطامع استعمارية إمبريالية فلنرفع صوتنا بتعزيز الديمقراطية واختيارها طريقاً لحشودنا نحو الوطن والتحرير والنصر حليف الشعوب المناضلة وإن كثرت في مسارها المطبات ولنا من التاريخ أمثلة وعبر.

 

■ السويداء ـ المحامي ذوقان أبو فخر