كمال مراد كمال مراد

المضربون عن الطعام  أمام المفوضية الآوروبية: أمريكا زعيمة الإرهاب العالمي.. والمقاومة حق مشروع للشعوب

قبل نحو عام، أعلن 16 شاباً إضراباً مفتوحاً عن الطعام في اعتصام في مبنى الأمم المتحدة بدمشق، احتجاجاً على المجازر الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني وانتفاضته الباسلة.. وأنهي ذلك الاضراب يوم 11 أيلول 2001...

ومع استمرار المجازر الصهيونية وتصاعد التهديدات الأمريكية لضرب العراق.. ودعوة الكونغرس الأمريكي لقانونه الذي  أسماه بـ: «محاسبة سورية»!! وفي ذكري مجزرة صبرا وشاتيلا.. أعلن عشرة من الشبان والشابات العرب اضراباً عن الطعام أمام مبنى المفوضية الآوربية في دمشق، وذلك في صبيحة يوم 16/9/ 2002 ..

وقد طالب المضربون الاتحاد الآوروبي بالنقاط التالية:

1 ـ محاكمة مجرمي الحرب وعلى رأسهم الارهابي شارون لدوره في المجازر التي ارتكبت وترتكب بحق شعبنا الفلسطيني البطل. وإعادة فتح ملف محاكمته بما يتعلق بدوره الكبير في مجزرة صبرا وشاتيلا إبان غزو الاحتلال الاسرائيلي للبنان.

2 ـ مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته كاملة في صون وحماية الشعب العراقي والحفاظ على وحدته وسيادته على كامل أراضيه ووقف الهجمة البربرية الأمريكية وتهديداتها بضرب العراق.

3 ـ الوقوف مع سورية في مواجهة التهديدات التي دعا اليها الكونغرس الأمريكي بما أسماه: «قانون محاسبة سورية» على مواقفها الوطنية والقومية الصلبة.

4 ـ مطالبة المؤسسات الدولية المدافعة عن حقوق الانسان بحماية معتقلينا وأسرانا في السجون الاسرائيلية وفق مانصت عليه اتفاقية جنيف الخاصة بحماية المدنيين أثناء الحرب.

5 ـ مطالبة الاتحاد الاوروبي بإعادة النظر في إدراج فصائل المقاومة الفلسطينية على لائحة الارهاب، إذ أن النضال ضد الاحتلال حق مشروع ومقر في كافة المواثيق والأعراف الدولية.

وفي اليوم الثالث للاضراب، التقت «قاسيون» مع الشبان والشابات المضربين عن الطعام، تحدثهم وكأنك تتحدث مع شخص واحد.. وكانت كلماتهم وهواجسهم مفعمة بمشاعر السخط والألم من الصمت المخيم على الشارع العربي والدولي في ظل خنوع غالبية الأنظمة العربية أمام المجازر الصهيونية والعنجهية الأمريكية.. وأكد المضربون عن يقينهم في إفشال المشاريع الامبريالية الأمريكية والصهيونية، من خلال تحرك الشارع العربي، وما إضرابهم إلاّ محاولة لخلق حالة من الحراك التي يجب أن تتصاعد بأشكال عدة وعبر العودة الى الشارع لتقول الجماهير مالم تقله الأنظمة.. وقد سجلنا المقتطفات التالية من أحاديث طويلة:

- حسن ابراهيم ـ (طالب): حالياً لانستطيع أن نفعل شيئاً إلا التعبير عن وجهة نظرنا بهذه الطريقة.. حيث وجدنا أن صيغة الاضراب عن الطعام هي الأفضل.. مطالبنا واضحة ومعروفة.. نحن ضد التهديدات الأمريكية الموجهة للعراق،  ونطالب بمحاكمة شارون الذي ارتكب مجازر صبرا وشاتيلا.. وكذلك نقف ضد قانون  الكونغرس الأمريكي في محاسبة سورية..

- هيلين الجنابي (طالبة معهد عالي للفنون المسرحية): إن مشاركتي في الاضراب تعني لي الشيء الكثير.. لأنها في النهاية حركة احتجاج، خاصة أن الشارع العربي متهم بالركود - وهذا صحيح - ومن الضروري في الظروف السياسية الحالية تحريك الشارع العربي، في الوقت الذي تتخاذل فيه الأنظمة العربية وتقدم تنازلات بالجملة.. من الضروري أن يعبر الشارع عن رأيه، إن كان بالنسبة للمجازر التي تجري في الأراضي الفلسطينية أو في قصف العراق والتهديدات الموجهة لسورية ولبنان..

باختصار، نحن نحاول أن نشكل بداية جديدة لحراك الشارع العربي..

- ميسون عمران (تعمل في المسرح المدرسي): نحن مجموعة رغبنا الخروج من حالة الاسترخاء التي رافقتنا وأن لا نكون مجرد متفرجين على الأحداث، ولنا احتجاجنا الخاص، وإضرابنا عن الطعام هو شكل من أشكال التعبير في مواجهة التهديدات القائمة.. ونتمنى أن يصل صوتنا وتضامننا للشعب الفلسطيني.

- خالد حجي محمود (عامل): نحاول من خلال هذا الشكل من الإضراب توحيد قوى الشباب الوطني، في ظل غياب دور الأنظمة العربية التي لا تأبه للتهديدات الموجهة للمنطقة وما يجري للشعب الفلسطيني.. خطر الحرب يهدد مجمل المنطقة، وبالتالي حاولنا بإضرابنا كسر حالة الصمت السائدة، ونحاول أن نوصل صوتنا للشعب الفلسطيني والعراقي ضد التدخل الأمريكي في شؤون السيادة الوطنية لدول المنطقة، وأي تهديد أمريكي يعتبر عدواناً.. تجري إبادة الشعب الفلسطيني والحكومات العربية صامتة.. والنظام الأردني أعطى قواعد عسكرية للقوات الأمريكية..

- سامر عبد الله سليمان (طالب بكلوريا): إضرابنا يهدف إلى تغيير نوعي للنشاطات التي نقوم بها.. قمنا بالعديد من النشاطات العادية السابقة... ولم تلق أي تجاوب، من هنا اخترنا شكل الإضراب من أجل تحريك الشارع.. وذلك احتجاجاً على المجازر اليومية التي تجري في فلسطين ولمواجهة التهديدات الأمريكية لدول المنطقة، هذه التهديدات التي تستهدف جميع حركات المقاومة بعد أن اعتبرت أمريكا أن أي بلد يأوي حركات مقاومة هو بلد إرهابي!!

إن مجموعة الشبان المضربين جمعتهم قضية واحدة، فهل يمكن أن تقف الدول العربية موقفاً موحداً تجاه هذه القضية؟!..

- محمد الشرقاوي (طالب معهد): وجودنا هنا من أجل تحريك الشارع، وبكل أسف فإن الشارع لم يتحرك حتى الآن تجاه التهديدات الأمريكية الموجهة للعراق وسورية.. وأعتقد أن الشارع وصل إلى حالة موات ولا يمكن أن يصحو إلا من خلال حدث يمسه شخصياً.. ووجودنا هنا لكسر حالة اليأس هذه، ونتمنى أن يكون إضرابنا بداية الصحوة في الشارع العربي بشكل عام.

- سلام نمر (طالب ثانوي): إضرابنا من أجل شعبنا الفلسطيني وشعبنا في العراق، ونعمل على كسر حالة الصمت العربي وصولاً لقول كلمة: لا للتهديدات الأمريكية..

إضرابنا صرخة لإيقاظ الضمير العربي والعالمي تجاه ما يجري من انتهاكات لأبسط حقوق الإنسان في المنطقة..

- إيهاب عمر (طالب جامعي): إضرابنا هو احتجاج على السياسة الأمريكية في المنطقة العربية وسياسة الكيل بمكيالين، أمريكا تلصق تهمة الإرهاب بكل فصائل المقاومة الفلسطينية، رغم أن المقاومة حق مشروع لكل شعب، أمريكا زعيمة الإرهاب العالمي.. وتقوم بتزويد إسرائيل بالأسلحة، وتتغاضى عن مجازرها تجاه الشعب الفلسطيني.

وأتساءل: هل صيغت قرارات الأمم المتحدة من أجل أن تخرقها إسرائيل فقط؟! إن قرارات الأمم المتحدة لا تطبق إلا على الدول الضعيفة..

- كايبر أبو زيد (طالب): نهدف من خلال إضرابنا البسيط هذا تحريك ما تبقى من الضمير العربي والعالمي تجاه ما يجري من قتل وتهديدات أمريكية وصهيونية في المنطقة.. هذا في ظل تواطؤ بعض الأنظمة العربية مع الطغاة... حيث سمعنا عن مناورات عسكرية أمريكية ومصرية مشتركة منذ فترة قليلة، وكذلك في الأردن.. والقواعد الأمريكية في منطقة الخليج العربي... لقد أصبح اسم الفلسطيني لديهم تهمة..

وأقول: من هي أمريكا هذه كي تحاسب سورية.. وبأي حق؟؟.. إن أمريكا منبع الفساد والارهاب في كل العالم..

أين هي حقوق الانسان؟.. لقد أصبح الموت اليومي اعتيادياً في الأراضي الفلسطينية.. أين النخوة العربية؟؟.. يتحدثون عن حقوق الإنسان.. ويجردوننا من منظور الرفق بالحيوان!!..

- متولي ناصر ـ (طالب دراسات عليا) - «وأحد المضربين القدامى»:

لقد جاء اضرابنا لتحريك حالة الصمت الدولي والعربي المرافق للمجازر اليومية بحق الشعب الفلسطيني.. وفي ظل استفحال البربرية الأمريكية التي توجه تهديداتها للعراق وسورية..

لقد جاء اضرابنا عن الطعام بعيداً عن الحدث المثير للعاطفة.. حيث تعود الشارع العربي على المجازر اليومية المرافقة لحالة الانكسار والاحباط.. إننا من خلال اضرابنا هذا نحاول تصعيد أشكال التحرك الجماهيري، وصولاً لاتخاذ موقف فعال وملموس تجاه مايجري..

وتستمر الانتفاضة

وأصدر المضربون عن الطعام في ختام إضرابهم بياناً تحت عنوان «وتستمر الانتفاضة» جاء فيه:

.. لم تتحقق مطالبنا جميعها والتي من أجلها أضربنا عن الطعام إلا أنه تكفي محاولة الخروج عن دائرة التحرك وفق الحدث والعاطفة.

يكفي أن نقرر أننا نريد الاستمرار حتى نتلمس المستقبل، والمستقبل في منطقتنا مرتبط بوحدتنا العربية وهذا ماحاولنا أن نترجمه في إضرابنا بوجود عدد من الشباب من مختلف البلدان (سوري ـ فلسطيني ـ عراقي).

 

إننا نستطيع الاستمرار، نستطيع الحياة دون توقف ولتستمر المقاومة حتى تحرير جميع الأراضي المحتلة وفي مقدمتها فلسطين...... كل فلسطين.