نواة برنامج 

جاء مشروع «المهام البرنامجية» بعد إقرار ورقة «المهام السياسية الملحة» ليشكل نقلة معرفية ـ نوعية في عمل الشيوعيين وخاصة في هذه الظروف المعقدة التي تحيط ببلادنا ومنطقتنا، والتي على الشيوعيين ـ أينما كانوا ـ تسريع العمل والجهود لإنجاز وحدة جميع الشيوعيين السوريين لما لذلك من أثر إيجابي على تعزيز تلاقي القوى السياسية الوطنية كافة في بلادنا.

ولعل أهمية مشروع المهام البرنامجية تكمن في تعميق الرؤية والخطاب السياسي والممارسة لدى الشيوعيين وحلفائهم الطبقيين، ففي ظل ما تقدمه وسائل الهيمنة والتضليل الإعلامي الهائل من المفاهيم والشعارات الزائفة والمعادية للسيادة الوطنية وقضايا الجماهير الاقتصادية والاجتماعية والديمقراطية، جاء مشروع المهام البرنامجية بكل ما تضمنه من مفاهيم وطنية ـ طبقية ليشكل قاعدة انطلاق في عمل الشيوعيين اللاحق بعيداً عن الجمود والعدمية.

إن أخطر ما يصيب الحركة الثورية في بلادنا هو الأداء العفوي بمواجهة التخطيط الإمبريالي ـ الصهيوني سواء على صعيد منطقتنا أو على الصعيد العالمي.

واللافت أن مشروع المهام البرنامجية أكد على أن الهدف الاستراتيجي للشيوعيين هو بناء الاشتراكية. والأهمية هنا أن هذا التأكيد جاء في وقت تعمل فيه كل أجهزة الدعاية الإمبريالية والقائمين عليها لإلغاء مصطلح «الاشتراكية» من الوعي الاجتماعي لدى الناس العاديين ولدى بعض المثقفين وبعض الشيوعيين الذين خابت ثقتهم بالتاريخ، ولا أدل على ذلك من خلو العديد من الوثائق التي تصدرها بعض الفصائل الشيوعية التي غاب عنها ـ ليس صدفة ت مصطلح الاشتراكية وهذا ما يريده الأعداء الطبقيون وعلى رأسهم أرباب رأس المال المعولم.

تتميز المهام البرنامجية بالتكثيف والوضوح والترابط الدقيق بين المهام الوطنية والاجتماعية ـ الاقتصادية والديمقراطية.

فعلى الصعيد الوطني جاء المعيار الأساسي متمحوراً حول الموقف  المعادي من الإمبريالية والصهيونية وعلى المستوى الاجتماعي ـ الاقتصادي هو الموقف المعادي من ناهبي قوت العباد وثروة البلاد، وعلى الصعيد الديمقراطي جاء التأكيد على ضرورة الارتباط العضوي بين الديمقراطية ومستوى معيشة المواطن وكرامته وحقه في الحرية والعمل والتعبير والانتماء السياسي والنقابي والمساواة والمواطنة تحت سقف الوطن.

أما على المستوى الإقليمي طرح مشروع المهام البرنامجية إعادة الاعتبار لمفهوم حركات التحرر الوطني في المنطقة، وأكد على ضرورة مواجهة «مشروع الشرق الأوسط الكبير» بمصطلح «شعوب الشرق العظيم» المستهدف بالتفتيت والسيطرة والعدوان والهيمنة.

 

■ خالد الشرع