بيان من أعضاء في الحزب الشيوعي السوري «المكتب السياسي»

تتعرض سورية إلى أخطر لحظاتها السياسية منذ الجلاء في عام 1946، وهي تعيش حالة استهداف أمريكي أتى حصيلة لرؤية واشنطن الجديدة للمنطقة مع وبعد احتلال العراق، مما أدى إلى نظرة أمريكية مختلفة لوظيفة الأنظمة الإقليمية، ومنها النظام السوري، وصولاً إلى تحقيق الهدف الأمريكي في الهيمنة على الشرق الأوسط، وبالذات منطقة المشرق العربي.

لم تظهر سورية من قبل في حالة ضعف كالتي تعيشها الآن، جاءت حصيلة للعزلة التي تعيشها السلطة السورية على الصعيد الإقليمي بعد فقدانها للكثير من أوراقها، إلا أن هذا الضعف الإقليمي لسورية لم يكن ليظهر بهذا الاستفحال لولا الأوضاع الداخلية التي يعيشها الشعب السوري، نتيجة لنهج وسياسات النظام منذ عام 1963، وبالذات بعد 1970.

 

 المسألة أصبحت الآن أبعد من النظام، حيث هناك حاجة إلى سياسات من بعض أطراف المعارضة السورية لا تكرر فيها تجربة المعارضة العراقية في عام 2003، تؤكد عبرها طابعها الوطني، وأنها حريصة على البلد من خلال عدم تشكيلها غطاء للاحتلال أو الهيمنة على مقدراته، ونعلن هنا، وبوصفنا جزءاً من القوى الوطنية المعارضة السورية، بأننا نقف في خندق واحد مع كل سوري يقف ضد هذه الحملة الأمريكية، والقوى الغربية المتحالفة معها،بكل أشكالها .

إن هناك ضرورة ملحة أمام الجميع لفتح صفحة جديدة في التاريخ السوري الحديث، عبر الدعوة إلى مؤتمر وطني عام، يشارك فيه الجميع، من السلطة والموالاة والمعارضة، لا يقصي أحداً من أطياف ومكونات النسيج الاجتماعي والسياسي السوري ولا يضع شروطاً مسبقة، يكون مدخله ومناخه عبر إنهاء قانون الطوارئ، وردّ المظالم عبر تبييض السجون والسماح للمنفيين بالعودة الحرة من دون مساءلة وكشف مصير المفقودين وإحقاق حقوق  السجناء السياسيين السابقين، وصولاً إلى مقررات عن هذا المؤتمر تشيع مناخات حرة للمجتمع وقواه على الصعيد السياسي وفي وسائل الإعلام، من أجل الولوج في مرحلة انتقالية تنقل سورية عبر باب  الحريات إلى فسيح الديمقراطية .

بدون ذلك لن تنجح سورية في الوقوف أمام العاصفة القائمة، وأمام الهجمة الأمريكية والصهيونية على المنطقة .

21/تشرين الأول/2005

■ أعضاء في الحزب الشيوعي السوري (المكتب السياسي)