صحيفة قاسيون بين مؤتمرين مانزال على العهد

بعد الانتهاء من عملية تقديم التقارير الأساسية ألقيت كلمة نوعية باسم أسرة تحرير صحيفة قاسيون جاء فيها:

أيتها الرفيقات . . . . أيها الرفاق:

نحييكم باسم هيئة تحرير صحيفتكم «قاسيون»، ونتمنى لأعمال مؤتمرنا كل النجاح. . .

لابد لنا بداية ونحن نقدم تقريرنا عن واقع صحيفة قاسيون ونشاطها خلال الفترة الماضية، أن نتذكر بكل إجلال ومحبة فقيدين عزيزين شكل غيابهما خسارة كبيرة للصحافة الشيوعية، وهما الرفيقان الراحلان: عادل الملا (أبو محمد) وكمال مراد (أبو بحر) اللذان ترك رحيلهما أثراً بالغاً في نفوسنا جميعاً.

ولكن، وكما قيل في تأبين كل منهما: (اللي خلف مامات)، وهاهي قاسيون بجهود كل المخلصين لها تسير قدماً، متجاوزة كل العوائق والعقبات.

أيتها الرفيقات. . . . أيها الرفاق:

قطعت قاسيون منذ الجلسة الثانية للمؤتمر الاستثنائي شوطاً واسعاً في التطور، كماً وكيفاً، شكلا ًومضموناً، واستطاعت أن تفرض نفسها بجدارة بين الصحف المحلية، الرسمية منها والحزبية والخاصة، وذلك لأسباب كثيرة سنأتي على ذكرها في معرض تقريرنا، ولكن يأتي على رأس هذه الأسباب موضوعيتها وجرأتها وصدقها في طرح القضايا والمواضيع التي تهم الشريحة الأوسع من الناس، السياسية منها والاجتماعية والاقتصادية والمطلبية والنقابية والفكرية والثقافية.

لقد استمرت «قاسيون» منذ الجلسة الماضية للمؤتمر الاستثنائي بالصدور بشكل دوري ومنتظم، وهذا يعد إنجازاً جيداً وربما غير مسبوق، خصوصاً وأنه قد واكب ذلك تطور من حيث الكم وتميز نوعي ودقة عالية في انتقاء المواضيع وتطوير التناسبات.

فسابقاً كانت القضايا الداخلية مضغوطة ومقتضبة أما الآن فقد بات نصيبها هو الأكبر، تتنوع بين الشؤون الاقتصادية والاجتماعية والمطلبية والنقابية وقضايا الفساد، وهذا لايعني أن ضعفاً أو نقصاً قد حدث في بقية الشؤون والقضايا، بل على العكس، فالشؤون العربية والدولية جرى تكثيفها وتعميقها بحيث أصبح الجانب التحليلي فيها يغلب فعلياً على الجانب الخبري، والأمر ذاته ينطبق أيضاً على الجانبين الثقافي والفكري اللذين ينالان مساحة مقبولة في الصحيفة. إن هذا التحول النوعي في التناسبات العامة، وضعنا أمام مسؤوليات جديدة ليست بالسهلة، فمع توسعنا في التصدي للقضايا الداخلية وطرحها ومعالجتها بشكل خاص ومتميز، أصبحت صحيفتنا منبراً حقيقياً ومفتوحاً يعبر من خلاله عن كل شجون وهموم وآمال الوطن والمجتمع.

فعلى الصعيد العمالي والنقابي والذي أصبح يأخذ حيزاً ثابتاً على صفحاتنا، أثرنا كل القضايا الملحة والمزمنة: قانون العمل، الضمان الاجتماعي، عمال القطاع الخاص. . . . . إلخ، وغطينا، قدر المستطاع الاعتصامات والإضرابات والمؤتمرات النقابية بطريقة مختلفة عن تناول بقية الصحف لها، حتى تحولنا عن جدارة واستحقاق وبشهادة النقابيين والعمال أنفسهم إلى صوت العمال الصادق والجريء.

وعلى صعيد محاربة الفساد، فتحنا ملفات عديدة، مالية حمص، مشفى حماة، اتحاد الفلاحين، الإدارات المحلية ومجالس المحافظات، معمل ألبان حمص. . . .إلخ. وفضحنا بالوثائق العديد العديد من بؤر الفساد والنهب، وقد أقر الخصوم قبل ألأصدقاء أن صحيفتنا أصبحت بحق أهم صحيفة في محاربة الفساد والمفسدين، والحقيقة أن المضي في هذا الطريق يحتاج عوناً كبيراً ومستمراً من رفاقنا في المنظمات الذين ماتزال جهودهم في هذا المجال أقل بكثير من إمكانياتهم، وهنا من الضروري القول أن بعض منظمات الحزب في المحافظات تمدنا بشكل مستمر بمواد ووثائق ومواضيع متنوعة وعلى رأسها منظمة دمشق، والتي تتحمل العبء الأكبر من التغذية والرفد، كذلك منظمات الجزيرة وحماة ودير الزور، وبصورة أقل حمص وحلب وطرطوس، أما بقية المنظمات فأملنا أن تنشط أكثر في هذا المجال لأن مصادرنا بحاجة دائمة إلى رفد وتوسيع وإضاءات متنوعة.

أيتها الرفيقات أيها الرفاق

إن الخط السياسي الواضح والثابت الذي تسير صحيفتنا بهديه وتعبر عنه بدقة، كان ومايزال يحظى باحترام الجماهير، خصوصاً وأن الحياة وتطور الأحداث تثبت صحته وصوابه، وقد باتت افتتاحيات الجريدة بمثابة البوصلة التي تحدد وتصوب الرؤية والاتجاه، ليس لرفاقنا وقرائنا وأصدقائنا فحسب، وإنما للعديد من القوى والشخصيات والمنظمات الشعبية، ومن هنا تأتي أهميتها وضرورة قراءتها بعمق ودراستها، ولقد ساهمت هذه الافتتاحيات بالإضافة للمحتوى العام للصحيفة بزيادة انتشارها ووصولها إلى شرائح أوسع في المجتمع، حيث ارتفعت نسبة توزيع الصحيفة خلال عام ارتفاعاً كبيراً وملحوظاً، وهذه النسبة مرشحة للازدياد أكثر فأكثر في حال تم إيجاد وابتكار حلول أفضل في التوزيع وزيادة الاشتراكات السنوية.

بالنسبة للموقع الإلكتروني: أخذ هذا الموقع يتطور تطوراً كبيراً منذ مطلع العام المنصرم، وراح يلعب دوراً مساعداً في انتشار الصحيفة داخلياً وخارجياً، ولكن وبعد أن أصبح هذا الموقع يومياً حدثت قفزة كبيرة فيه، وأصبح يرفد الجريدة الورقية بـقسم كبير من موادها.

إن تنوع النوافذ الهامة في موقع قاسيون الإلكتروني يجذب العديد من الزوار.

ومنذ أيام قمنا بتفعيل قسم (كتاب وكاتبات سورية) ونتوقع له أن يجذب أعداداً إضافية من القراء والضيوف الدائمين للموقع.

كما أننا، خلال فترة وجيزة سنفعل كلاً من المكتبة الماركسية التي ستضم أمهات الكتب الماركسية.،والمكتبةالموسيقية التي ستكون غنية  بالأغاني والموسيقا التراثية والوطنية، أما بالنسبة لقسم (شهداء الحزب) فهو يحتاج إلى دعم المنظمات الحزبية في كافة المحافظات، إذ يجب تزويدنا بالصور والمعلومات بأسرع وقت ممكن. لإغنائه.

إن نشاط الموقع الإلكتروني بأبوابه وأقسامه المفعلة حتى الآن، بين لنا أن احتياطاً كبيراً من جماهيرنا مايزال خارج نطاق صلاتنا المباشرة معه، وهذا يتطلب منا جميعاً السعي الجاد من أجل توسيع جبهة عملنا التنظيمي والجماهيري أكثر فأكثر وكسر الحواجز المصطنعة بيننا وبين الناس، وخصوصاً العمال والطلاب، ومن الهام أن نؤكد هنا أن تطوير الصحيفة كماً ونوعاً ووتيرة مرهون بتوسيع وزيادة عدد قرائها ومشتركيها، فمن أهم عوائق زيادة عدد الصفحات إلى 20 صفحة أو أكثر، هو أن عدد المشتركين الحالي لايكفي لتغطية نفقات هذه الخطوة التي هي من وجهة نظرنا في أسرة التحرير، أصبحت ضرورية ومطلوبة وملحة، من جهة أخرى فإن وتيرة الإصدار الراهنة، أي عدد كل أسبوعين، أصبحت لاتلبي الحاجة والضرورة، وبات من الأهمية بمكان أن يصبح هذا الإصدار أسبوعياً. وعملياً فإن مايعيق الانتقال إلى هذه المرحلة وتحقيق هذه النقلة، هو عائق التوزيع بآلياته وسرعته القائمة حالياً، وإذا استطعنا تذليل هاتين العقبتين: أي زيادة عدد المشتركين، وإيجاد حلول في التوزيع، سنتمكن في أي وقت من الانتقال إلى العدد الأسبوعي الدوري وبعشرين صفحة، إذ ليس لدينا أية مشكلة في البنية التحتية والكادر البشري، ونحن جاهزون لهذا التطوير في حال أزيلت العوائق الآنفة الذكر.

إذا ًالكرة الآن في ملعب المنظمات الحزبية، فالرفاق في المركز والقيادة يقومون بدورهم بصورة معقولة، ولكن الإمكانات المادية كما تعلمون ليست كبيرة، ومن دون دعم المنظمات الحزبية في كافة المحافظات لن نستطيع إنجاز أي تطور.

أيتها الرفيقات . . . أيها الرفاق:

الوحيد الذي لايخطئ هو الذي لايعمل، نحن نخطئ أحياناً، ولكننا نسعى دائماً لتجنب الأخطاء والاستفادة من هفواتنا وزلاتنا لعدم تكرارها والوقوع فيها مجدداً، وفي العموم، وكما تبين انطباعاتكم وانطباعات قرائنا وأصدقائنا، فإن نسبة هذه الأخطاء، وهي بسيطة وعابرة وليست في الأمور الأساسية على أي حال، آخذة بالتراجع، ونحن نبذل أقصى مابوسعنا وبظروف ليست مثالية، لتطوير أدائنا وتحسبن نتاج عملنا وتقديم الصحيفة بأبهى حلة شكلاً ومضموناً.

إن جريدة قاسيون هي جريدتكم ولسان حالكم، وقد نذرتموها لخدمة الوطن والشعب، ولخدمة السعي الجاد والدؤوب الذي تبذله اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين التي تخلص الجهد من أجل توحيد الشيوعيين السوريين في حزب واحد، قوي، ثوري، قادر على القيام بدوره الوظيفي الوطني والطبقي، لذلك فلنحسن توظيفها، فهي من أمضى أسلحتنا من أجل تحقيق شعارنا الكبير: كرامة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار.

آخر تعديل على الإثنين, 24 تشرين1/أكتوير 2016 12:06