النظرية رمادية اللون يا صديقي....

بديهي إن أقسام الماركسية مترابطة ، لكنه ترابط ديالكتيكي وليس ميكانيكي كما يتصور السيد رشيد في رده على مقالة (يجب العودة إلى ماركس...) في العدد 291 من صحيفة قاسيون، فلكل قسم استقلاله النسبي، الاسترشاد بالاقتصاد السياسي الماركسي يوصل إلى حلول صحيحة نسبيا للمشاكل الاقتصادية و الاجتماعية،

مع ذلك الجزء الذي انتقاه ليسلط نيرانه عليه ليس موجّه للشيوعيين، بل موجّه للتيارات الدينية لتصحيح وتصويب العلاقة معها، لذلك اتهامنا بالتضليل باطل، أم انه يريد استمرار الجدال العقيم بين التيارات الدينية والشيوعيين في هذه المرحلة الخطيرة التي تمر بها شعوب المنطقة، انه دون أن يدري، يلهي القوى المقاومة، المناهضة للمشروع الأمريكي الصهيوني بنقاش أيدلوجي بيزنطي لا جدوى منه، المسألة سياسية وليست فكرية (الطبل بدوما والعرس بحرستا). التيارات الدينية قوى سياسية برجوازية ولو كانت شعبية؟ تبسيط مسف، الأحزاب القومية مدعية (التعسف يسفه الحكيم) ، إذا مع من سنتحالف لم يبقى أمامنا سوى البرجوازية البيروقراطية والطفيلية؟؟.

شعارات الأحزاب القومية خداع للعمال والفلاحين، هل النضالات الطبقية التي خاضتها هذه الأحزاب في أواسط القرن الماضي وتوجت بالإصلاح الزراعي والتأميم هي خداع للعمال والفلاحين ، أم أنه يحكم عليها من خلال تجاربها التي انهارت. في هذه الحالة تجارب الدول الاشتراكية انهارت أيضاً، فهل كان الشيوعيون مدعين ويخدعون العمال ؟ ، تشكلت البيروقراطية في الدولة الاشتراكية نتيجة للتعيين ألمراتبي ونزع سلاح الطبقة العاملة...، للحفاظ على مناصبها ومصالحها كانت تخدع العمال بالجمل الثورية وتشوه الماركسية اللينينية بالجمود العقائدي... إن إلقاء مسؤولية الوضع المتردي لحركة التحرر الوطني العربية على عاتق الفكر القومي الاشتراكي سيستر السلوك المشين لقوى الفساد الكبرى ويغطي النهب البيروقراطي المنظم للاقتصاد الوطني، إذا أراد منظرو البيروقراطية الدفاع عنها فعليهم اختراع حيل أكثر تماسك وبراعة.

نهوض التيارات الدينية هو ظرف تاريخي عابر، نعم هذا صحيح إذا استمروا في رفض الماركسية والاشتراكية لكن خلال هذه الفترة ماذا سنفعل ؟ هل سنندب حظنا العاثر لأننا نعيش هذا الظرف ، أم سنردد قضايا فلسفية معروفة... ، من الأفضل تقديم المساعدة لأبطال المقاومة الإسلامية في جنوب لبنان وفلسطين والعراق الذين يقاومون المشاريع الأمريكية والصهيونية ببسالة عوضاً عن تبشيرهم بالنهاية المشئومة، لقد مر ماركس بمثل هذه الأحوال، لكنه كان يقدم نصائحه و حلوله الصائبة ويردد القول المأثور ( قلت وخلصت نفسي).وهكذا إذا تابعنا الرد لوجدنا أخطاء سياسية وفكرية... عديدة اكتفي بهذا القدر.

حلب في 20 /2/2007

■  رياض اخضير

آخر تعديل على السبت, 12 تشرين2/نوفمبر 2016 13:15