انتخابات «نص كم»
انتهى الدور التشريعي الثامن، وعاد الأعضاء إلى مكانهم الطبيعي سالمين غانمين، لتبدأ مرحلة جديدة من الغش والتزوير والصراع غير النزيه غالباً على من سيربح بدورة أخرى من وأنا كلما تذكرت الانتخابات أحزن كثيراً وأتألم لا لأنني أرشح نفسي ولا أنجح، بل لأنني من المغضوب عليهم في هذا الوطن جراء الإحصاء الاستثنائي المشؤوم، وسيىء الصيت في محافظة الحسكة الذي بموجبه حرمت من حق الانتخاب ومن حق الترشح؟
نعم، في وطن مضى على وجود أجدادي فيه آلاف السنين لا حق لي في الترشح والانتخاب، في حين يحق للمغترب الذي يقطن في أقاصي الدنيا حق التصويت، وهو لا يعرف أين يقع مجلس الشعب السوري؟ وما مهمته؟ اللهم إلا في القوانين والمراسيم التي يصدرها من أجل استثمارات (المستثمرين) على أنقاض قطاع الدولة وقوت الشعب!! ولشعوري الدائم أنني ابن هذا الوطن مهما حصل أحشر نفسي بهذه الانتخابات وما يرافقها من مهازل
لعل أهم نقطة يجب أن نذكّر بها هنا أن أعضاء الدور السابق من المجلس قد أقروا 537 مرسوماً وقانوناً، وبإجماعهم كلهم، دون أن يحاسَب أحد منهم أمام الشعب باعتباره هو من أوصلهم لهذا المجلس، خصوصاً وأن معظم هذه القوانين المقرة لم تصب بمعظمها في صالح الجماهير!
والأنكى من هذا أننا لم نسمع يوماً أحداً من أعضاء المجلس قد حاسب مسؤولاً أو وزيراً أو أي لص من سارقي لقمة البلاد وثروة العباد.. وذلك وفق الصلاحيات الممنوحة لهم في النظام الداخلي للمجلس. فكم من قانون ومرسوم أقره المجلس من أجل خدمة الشعب وتحقيق أحلامه بالعيش الكريم دون أن تهان كرامته؟؟؟ ذكّرونا يا سامعي الصوت!
وبالعودة للمرشحين فإن أقل ما يمكن إطلاقه على حملاتهم الانتخابية بأنها جعجعة بلا طحن، وصور بلا بيانات، وشعارات مزيفة، فنرى أحدهم قد كتب في إحدى يافطاته أنه سيقضي على البطالة (من دون شك)، مع العلم أن هذا الشخص أو المرشح، يملك معملاً لا يعمل فيه السوريون سوى في الأعمال الخدمية، أي مستخدمين! وقد جاء بكل مهندسيه وخبرائه من تركيا وبلغاريا و..
….وآخر أكد أنه صوت العمال الحر، وهو لم يلتق أحداً من العمال في دائرته أبداً!
ومن المضحك في العملية الانتخابية استخدام بعض المرشحين لعناصر تعمل لصالحها بهدف التجسس والتنصت على المرشحين الآخرين وطرق الدعاية لديهم لتقليدهم..
ومن النوادر المثيرة للسخرية أن أحدهم اضطر إلى وضع عدسات على عينيه لكي يبدو وسيماً وأجمل من منافسه (أبو عيون خضر) وآخر سمى نفسه «حبيب الشباب والصبايا الحلوة»! والثالث أبو الفقراء، وهو بالأصل يمص دماءهم!!
ومنهم من يدعي بأنه ملاك التقوى والورع أسوة بالممثلات المصريات المعتزلات التائبات المستغفرات، رغم أنه الأبرع في نهب الناس وخداعهم.
أما القوائم.. وما أدراك ما القوائم؟ فهي لوحدها حكاية فبدءاً من «قائمة الخير» إلى «قائمة البشائر» إلى «قائمة الشام» كل هذه القوائم تقدم نفسها على أنها الأفضل والأتقى.. مما جعل أحد الظرفاء يكتب على صورهم في الشوارع تعابير لا تخلو من الفكاهة والسخرية معاً مثل: قائمة النصابين والكذابين والمخادعين والنشالين والمجرمين و….. وتطول القائمة .
أما إحدى أغرب طرق الدعاية كحالة سورية خاصة، هي فتح أحدهم أبواب ومكاتب العمل قبل إعلان الترشيحات والاتفاق مع بعض السماسرة للسيطرة (انتخابياً) على المجتمع الطلابي مستغلاً حاجة وعوز الطلاب للسيولة النقدية، والعمل على شراء أصواتهم!!
والبعض الآخر من المرشحين يؤكد في جلساته الخاصة بلغة فيها الكثير من التكبر أنه على وشك الاحتفال بالفوز قبل حدوث الانتخابات!! وآخر أقام حفلة خاصة لطلاب جامعة دمشق وأنفق أموالاً كثيرة طمعاً بأصواتهم، مستغلاً الشعور القومي لدى بعضهم مما آثار حفيظة الكثير ممن عرفوا الحقيقة لاحقاً ولكن بعد فوات الأوان وانتهاء الحفلة.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.