«أول الرقص.. جنادرية»! جاء الخبران متزامنين!
أولهما: أتحفتنا مصادر سعودية بأن الملك السعودي لم يجلس مع مجرم الحرب الصهيوني شيمعون بيريز إلى طاولة واحدة في ما يسمى بـ«مؤتمر حوار الأديان» في نيويورك، لكنه سيكون موجوداً أثناء إلقاء بيريز كلمته في المؤتمر، وهو أمر مخالف لما كان عليه الوفد السعودي، حيث كان ينسحب في مثل هذه المواقف(!) ولم لا؟ فإن (أول الرقص «جنادرية»)!
وثانيهما، من قلب الكيان الإسرائيلي حول «فوز» ضابط المظلية السابق في جيش الاحتلال الإسرائيلي، «العلماني» المتشدد، نير بركات، برئاسة بلدية مدينة القدس المحتلة، بعد تغلبه على منافسه المتشدد الحاخام مائير بوروش في «الانتخابات المحلية» التي شهدها الكيان الثلاثاء الماضي، حيث «وعد» بركات في «خطاب الفوز» بإبقاء القدس موحدة وعاصمة أبدية لدولة «إسرائيل»(!)
وبطبيعة الحال فقد استغل بيريز المؤتمر لإحداث المزيد من التشرذم العربي والإسلامي ضمن محاولات تجيير المؤتمر في المعركة بين «محور الاعتدال» ضد «محور التطرف». وقال «أعتقد أن هذا المؤتمر مهم، ويستطيع أن يغير، ويولد تحالفاً ضد الإرهاب والعنف والتطرف في الشرق الأوسط»، مضيفاً «أن مبادرة الملك السعودي عبد الله جددت الأمل»، معتبراً أن السعودية ليست وحدها في هذا المحور، إنما هناك تحالف من دول أخرى كمصر والأردن التي تحاول مجتمعة «اعتراض النزعة التوسعية الإيرانية في الشرق الأوسط باسم الدين والذي لا يقل خطورة عن القنبلة النووية نفسها»(!)
وفيما كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن الكثير من الزعماء العرب المشاركين وخاصة من دول الخليج بادروا إلى مصافحة بيريز بحرارة، كشفت نظيرتها «هارتس» أن عبد الله سيجتمع في الولايات المتحدة مع رؤساء الكونغرس اليهودي العالمي رونالد لادور والحاخام مارك شيناور.
وفيما كان هؤلاء فرحين بإنجازاتهم في نيويورك كانت قوات الاحتلال الإسرائيلية تواصل فتكها بأبناء فلسطين المحتلة مع إطباق حصارها القاتل عليهم فيما سبقها المدعو «نير بركات» إلى بناء حملته الانتخابية مثل جميع خصومه المرشحين الآخرين على التشدد في رفض أية تنازلات في المستقبل عن أي جزء من الأراضي المحتلة والقدس الشرقية مقابل اتفاق سلام مع الفلسطينيين.
ويعارض بركات أي تقسيم لمدينة القدس المحتلة، ويؤيد بناء مزيد من آلاف الشقق الاستيطانية في الأجزاء المتنازع عليها من المدينة بما يعارض عملياً الوجود الفلسطيني فيها.