وشهد شاهد من أهله.. رسالة نائب فرنسي (عربي أكثر من العرب) إلى وزير خارجية بلاده!
14 حزيران 2007
السيد برنار كوشنير، وزير الخارجية، 37 شارع كي دورسيه، 75007 باريس
السيد الوزير
ظهرت برقية صحفية (رويترز، الساعة 14 و18 دقيقة) تشير، عبر صوت المفوض لوي ميشيل، إلى أنّ الاتحاد الأوروبي قد قرر تعليق مساعدته للفلسطينيين في غزة «بسبب» الأحداث الجارية فيها.
هذا أمرٌ لا يصدق أبداً. بل هنالك ما هو أسوأ، إنه أمرٌ إجرامي بالمطلق- وأنا أزن كلماتي. هو أمرٌ لا يصدق لأنّ السيد لوي ميشيل، غير المكلف فوق ذلك بالمسألة، على عكس الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية المشتركة، يتحدث باسم من؟ باسم المجلس؟ متى اجتمع حتى يتخذ مثل هذا القرار؟ أبداً!
وهو خصوصاً أمرٌ إجرامي، وأؤكد على ذلك، لأنه إذا كان هنالك شيءٌ مؤكد، فهو أنّ الوضع في غزة ناتجٌ بصورة كبيرة عن قرارات سابقة بالعقوبات التي لم ترفع أبداً، حتى حين كان الهدوء يسود في غزة.
حين تكون غزة هادئة: عقوبات! وحين تعيش غزة الدم والنار: عقوبات! هذه هي سياسة الاتحاد الأوروبي حتى يجري تكذيبها.
أطالبكم بإلحاح بالطلب من المفوض ميشيل أن يبقى في مكانه ويلغي هذا القرار الذي ليس من صلاحيته أبداً. إنه موظف، موظفٌ كبير دون شك، لكنه ليس إلا موظفاً. أطلب منكم كذلك تكريس مكانة كبيرة في اجتماع مجلس الشؤون العامة القادم لمسألة النزاع في الشرق الأوسط للحصول أخيراً بالعمل لدى إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية- على رفع كافة العقوبات ضد الشعب الفلسطيني، وهي عقوباتٌ اتخذت في الحقيقة لدفع الأراضي الفلسطينية إلى الخراب والرعب المطلقين. هذا هو السبب الوحيد لوجودها.
هذا القرار الأولي أوضح اليوم.
كان هنالك اتفاق مكة وتشكيل حكومة وحدة وطنية رغب بها المجتمع الدولي، ولاسيما فرنسا. لكن ذلك لم يؤدّ إلى مسار سلام مع إسرائيل ولم يسمح برفع هذه العقوبات التي يعرف الجميع بأنها لا تحتمل بالنسبة للسكان وبأنّ كل ما تفعله هو الدفع نحو الفوضى.
حين يتصارع تنظيما حماس وفتح: عقوبات! وحين يتحدان على أساس واضح: عقوبات!
هذا أمرٌ مفرط، سيدي الوزير!
في الحقيقة، كل الجهود تبذل للدفع إلى الفوضى.: من الداخل ومن الخارج. هذا أمرٌ واضح. والاتحاد الأوروبي لا يجد أفضل من وضع الزيت على النار في مثل هذا الظرف. إنها مسؤوليةٌ رهيبة.
لقد آن الأوان حقاً كي تتغلب قوة الحق على حق القوة.
حالياً، ارفع سماعة الهاتف سيدي الوزير واطلب من السيد لوي ميشيل تعليق هذا التعليق. هذا هو مطلبي في الساعة السابعة عشرة في هذا اليوم. هذا اليوم الأسود.
■ جان كلود لوفور، مندوب عن منطقة فال دومارن
بالمشاركة مع ميشيل بيريه