وسيم الدهان وسيم الدهان

أهلاً بالتقنين، في القرن (الأول) والعشرين!

لم يتأتَّ لنا أن نلحظ هبوط الغزارة في الهاطل الكهربائي هذه السنة كما هو الحال في الهاطل المطري، إلا أننا لا نستطيع أن نخفي فرحنا العارم بظاهرة التقنين المفاجئة في كلٍّ من الكهرباء والماء.. ويا لسعادتنا!..

فكيف يمكن لنا أن نتصور هذا الرضا من السماء وقد منّت علينا بمفهوم التقنين بدلاً من معاقبتنا بمشقة تطوير إدارة الموارد أو بوباء تقليص الهدر!؟. فيا مرحباً بالتقنين حلاً ونعمةً!.

فمع احتداد الحر وارتفاع صوته، أعلنت أحياء دمشق كما أحياء كل المدن السورية، تنافسها (في القرن الواحد والعشرين) فيما بينها على دخول الجنة الحكومية في قدرتها على تحمّل أطول ساعات التقنين المفاجئ، ونقول: المفاجئ، لأنه أثبت صفة المفاجأة من حيث منافاته لتصورات العقل من جهة، ومن حيث لا انتظامه المكاني ولا الزماني من جهة أخرى، إذ لم يوفق المواطنون حتى الآن بضبط الزمان أو المكان أو المدّة التي ستدهمهم فيها العتمة داخل بيوتهم أو في محالهم التجارية التي غالباً ما تعتمد على الكهرباء لتسيير عجلة اقتصادها اليومي...

وطبعاً، فإن التقنين في الكهرباء سبقه أيضاً تقنين في الماء، وبالبداهة نعلم أنه يمكن للناس (بمعونة من الله) تفهّم موضوع الماء، ويمكنهم أيضاً معالجته بأشكال مختلفة من الطرق البدائية كملء بضع (قنانٍ) للاستفادة منها عند تعذّر عصر الصنابير لارتشاف قطرة حياة منها، أما الكهرباء فللأسف لم تثمر بعد جهود المجاهدين في تقنينها (وضعها في قنانٍ) لصعوبة ذلك على أرض الواقع.. لكنهم بدؤوا تعلم الاستمتاع بالهدوء الحذر المرافق لقطع الكهرباء، فأحياناً تحيط بهم العتمة المطلقة، وأحياناً يحاصرون بحّرٍ خانقٍ يستبدّ بهم من كل صوب، ناهيك عن ملء وقت انفصالهم عن الكهرباء بالدعاء لكلٍّ من وزير الكهرباء ومخترعها بكلِّ خير، لتسهيلهم للناس الحصول على فرصة للعيش في ظلمة التقنين، متفائلين!!. ودمتم..

آخر تعديل على الأحد, 20 تشرين2/نوفمبر 2016 21:53