الركض وراء الفتات والمنافع هو ما يساهم في تكريس الانقسامات
ألقيت في الاجتماع الوطني السابع للجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين الذي انعقد في الحادي عشر من الشهر الجاري في مطعم نادي بردى بدمشق، مداخلات عديدة، بعضها باسم المنظمات، وبعضها فردية، قامت «قاسيون» بنشر القليل منها في العدد الماضي، وستستمر بنشرها تباعاً..
نحو حزب شيوعي لا تغير اتجاهه الريح..
■مداخلة طرطوس - رئيف بدور
لا يسعنا في هذا الاجتماع المهيب إلا أن نحييكم ونحيي الجهود المخلصة لآلاف الشيوعيين السوريين من كل أنحاء الوطن الذين ساهموا بالتحضير لهذا العمل النوعي الهام؛ لقد كانت الأعمال التحضيرية التي سبقت اجتماعنا هذا مثمرة وإيجابية وساهمت الحوارات والندوات المشتركة وتجارب العمل المشتركة في الانتقال إلى مرحلة جديدة تماماً على المستوى المعرفي والسياسي والتنظيمي أيضاً.
رفاقنا الأعزاء: إننا نعلن موافقتنا على ما توصلت إليه اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين من استنتاجات بأن التراجع على المستوى العام، مع العجز وعدم الإنتاج المعرفي الذي أصاب الحزب الشيوعي السوري أدى إلى حالة الضعف والهزيمة، كما أن غياب البرامج الواضحة المعلنة أدى إلى الابتعاد عن السلوكية النضالية، وكانت النتيجة ما نراه اليوم من الانقسامات والتشرذمات الحاصلة في الحركة الشيوعية السورية. لقد تحولت الفصائل الشيوعية إلى مستنقعات راكدة تفوح منها الروائح الكريهة والأمراض وأصبحت مدارس تعكس مصالح أنانية للمستفيدين من هذا الواقع، فقسم من قيادات هذه الفصائل مصاب بمرض الغرور الأجوف وتعتبر نفسها الوريثة الشرعية للشيوعية والعصمة بيدها، وهي وكالة حصرية محتكرة من قبلها؛ فهي المخولة إعطاء شهادات بالوطنية والخيانة.
وقسم آخر ليس لديه وضوح رؤية، وقد فقد إيمانه بانتصار الأفكار الاشتراكية وأضاع الهدف؛ بل هو مرتاح تماماً لهذا الوضع وليس له شبيه إلا سلحفاة بحرية غير آبهة ببيوضها ولا كيف تتركها تواجه مصيرها.
باختصار فإن قيادات هذه الفصائل تنازلت عن القيم النضالية الشيوعية، بل خرجت حتى من العباءة اليسارية؛ وتحولت في أحسن الأحوال إلى مؤسسات قطاع عام فاشلة أو خاسرة، ووصل الأمر بهذه القيادات بأنها أصبحت مهيأة نفسياً وفكرياً كي تهب ما بقي من تنظيمها لأصحاب السلوك المشبوه.
إن الركض وراء الفتات والمنافع التافهة (بزنس) الحياة الحزبية وكرّس ثقافة الغابة التي أصبحت تسكن خلايا أجسادنا؛ فالخيانة والتسفيه والشتائم والاتهامات أصبحت ثقافة وسلوكية تمارس يومياً وكأن فيروساً خطيراً أصابنا وأصاب معه الفكر والقيم والأخلاق إضافة إلى الضمير والإرادة، فتحولنا إلى أرقام وليس أشخاص وكوادر ذات قيمة اجتماعية وسياسية، مما خلق انطباعاً أننا بدأنا ندخل سن اليأس الجماعي، لدرجة أصبحت الرتابة والملل داخل الفصائل الشيوعية شبيهة بقنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في أي وقت مؤدية إلى انهيار كامل ولولا الحالة الجبهوية لكانت قيادات هذه الفصائل تمارس أعمالاً أخرى، فعندما لا يخضع قادة الفصائل لطلبات وهموم القواعد ومناقشتها للوصول إلى الطريق السليم، سيفقد هؤلاء القادة الصفة التمثيلية لهم، وهم الآن من أجل البقاء والسيطرة يقومون بتدمير الأسس التنظيمية والفكرية والسياسية، فكثير من الكوادر الحزبية التاريخية التي عرقلت مصالحهم، طردوا خارج أبنية الحزب بعد أن تم قذفهم ورميهم بالحجارة لذلك فإن ما نشاهده الآن من تفجرات وخروج جماعي هو حالة طبيعية جداً؛ وقادة هذه الفصائل ينظرون اليوم إلى أي ظاهرة محترمة وناجحة أو مبادرة ذات بعد وهدف بأنها جريمة ترتكب؛ من هذا المنطلق تعاملوا ونظروا إلى اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين بأنها الخطر القادم؛ لذلك ولأول مرة التقت قيادات الفصيلين على هدف واحد هو تشويه سمعة ودور اللجنة الوطنية والاستقواء على كوادرها وأعضائها بكل ما أتيح لهم من وسائل غير أخلاقية.
إننا نؤكد من هذا المنبر أيها الرفاق؛ وبعد أن اكتست اللجنة الوطنية لحماً ودماً يتطلب الأمر منها الآن انعطافاً جدياً باتجاه بنية تنظيمية معاصرة، لأن المعطيات والمتغيرات الحاصلة سواءً في الفصائل الشيوعية أو في متطلبات المجتمع السوري تحتاج منا جميعاً إلى بذل وجهد معرفي وتنظيمي، لملاقاة هذه التطورات بمنطق جديد وطرق ووسائل مبتكرة وإبداعية، والتجديد يكون بالأسلوب وليس طبعاً بأهدافنا الاستراتيجية كشيوعيين سوريين.
لقد نجحت اللجنة الوطنية في الفترة السابقة بإرساء وتعزيز ثقافة وحدة الشيوعيين السوريين والتي برأينا هي اليوم وبامتياز من أهم تجليات ثقافة المقاومة الشاملة؛ والمطلوب الآن الارتقاء بهذه الحالة الفاعلة إلى أعلى المستويات فنحن اليوم أمام تحدي التطور من ثقافة الوحدة والمقاومة الشاملة، إلى تنظيم الوحدة والمقاومة، أي تنظيم الشيوعيين السوريين الذي يضع جميع الشيوعيين السوريين أمام مسؤولياتهم ودورهم التاريخي.
إن مسألة التنظيم الشيوعي اليوم هي هدف بذاتها، فالأفكار الصحيحة والسياسات الصائبة لا فائدة منها إذا لم يوجد تنظيم يحمل هذه الأفكار والسياسات مع أدوات قادرة على تطبيقها، وتحقيق الانتصارات بها، ولهذا فنحن نؤكد اليوم أمام الاجتماع الوطني السابع ضرورة الخروج بخلاصات وملامح واضحة لبناء حزب شيوعي سوري عصري ومتطور يهيئ نفسه لكل الأجواء والاحتمالات دون أن يفقد اتجاهه مع الريح، ودون أن تقعده واقعية اللحظة الراهنة، حزب لا يترك أهدافه تضيع عند أول منحنى صعب على الطريق، حزب ينظر إلى المستقبل ويحدد مصادر الخطر على هذا المستقبل باستحضاره معرفياً مع قراءة الماضي للتفاعل مع الحار اليومي الراهن، وصولاً إلى برنامج واضح ومعلن تترتب فيه الأهداف حسب المتطلبات والاستحقاقات.
لأنه بصراحة ووضوح إذا أردنا استمرارية الحياة والعطاء يجب العمل على أن أهم معركة تخاض اليوم هي معركة المستقبل، فمستقبلنا ومستقبل أوطاننا وأجيالنا وحضارتنا مهدد لأن ذلك المستقبل لا يصنع على أيدي غيرنا فقط بل وبغيابنا أيضاً، ولقد بات واضحاً أن المشروع الأمريكي الصهيوني يستهدف تفتيتنا إلى كيانات طائفية ومذهبية وتحويلنا إلى شراذم من العبيد كأنهم قبائل من الهنود الحمر مؤهلون للإبادة الجماعية في حال أبدوا المقاومة، وهذا ما جرى ويجري في فلسطين ولبنان والعراق...
رفاقنا الأعزاء: إن التجربة التي خضناها في محافظة طرطوس أكدت الاستنتاج الهام القائل اليوم بإمكانية تحول الرغبة الصادقة في الوحدة لدى الشيوعيين إلى واقع ملموس؛ وبات اليوم واضحاً أن الظرف الموضوعي قد ضيق هامش الاختلافات والخلافات بين الشيوعيين السوريين إلى حده الأدنى، فعندما تتوفر الإرادة المقرونة بالمعرفة الفكرية والسياسية يبقى لنا الانطلاق للعمل بين صفوف جماهيرنا وشعبنا، وإذا سألنا اليوم من أين نبدأ العمل؟ فالتجربة تبين أن العودة الحقيقية للدفاع عن الوطن وعن مصالح الجماهير وتمثيلها هي مفتاح الحل.
تحية طيبة لجهودكم أيها الرفاق، ولنعمل سويةً كي يكون العام القادم هو عام العمل للوحدة وإنهاء الحالة الفصائلية، وبحيث يعود للشيوعية موقع وعنوان واحد هو الحزب الواحد القوي، فلنعمل كي تكون اللجنة الوطنية هي مشروع الحزب القادم بقوة وثبات.. عاشت الشيوعية.
من أجل وحدة لا تعيد إنتاج الأزمة والانقسامات
■كلمة دير الزور – حسين الشيخ
إن عملية التوحيد للشيوعيين السوريين خلال السنوات الخمس الفائتة حققت نجاحات فكرية وسياسية وتنظيمية جيدة، ولكنها أقل مما نطمح إليه، ولا تتناسب مع متطلبات الظروف السياسية الراهنة، فالعملية تسير بخطى وئيدة على طريق مزحوم بالمطبات والحواجز، بسبب الموقف السلبي من الوحدة لدى قيادات الفصيلين الآخرين في الجبهة، فهم يفهمون الوحدة من منطلق الربح والخسارة، ينظرون إليها من منظور ضيق يقوم على فكرة الضم والإلحاق إلى «الحزب الأم»، دون أي اعتبار لوجهات النظر الأخرى واحترام الطرف الآخر، وأن وحدة كهذه يقررها طرف أحادي الجانب سيكون مآلها الفشل وتتسبب في إعادة إنتاج الأزمة والانقسامات، الأمر الذي يبقينا ندور في الدوامة نفسها.
إن مصلحة وطننا وشعبنا في هذه الظروف الخطيرة تتطلب من كل القوى الوطنية الشريفة توحيد صفوفها ومواقفها ضد العدو الأمريكي ـ الصهيوني المتربص بالوطن، وأعوانه في الداخل. والشيوعيون بفصائلهم معنيون قبل غيرهم بإدراك المسؤولية وفهم وتحليل خطورة المرحلة والعمل الحثيث للخلاص من حالة الجفاء والتباعد، وأن يفتحوا باب الحوار البيني للوصول إلى الاتفاقات والتفاهمات اللازمة للتنسيق والعمل المشترك، لما لذلك من أهمية في تعزيز أجواء الثقة، وبناء علاقات حميمة وقناعات مشتركة بين الرفاق، والتمهيد لتوحيد الشيوعيين السوريين في حزب واحد مستقبلاً.
وفي كل الأحوال ـ أيها الرفاق ـ تبقى مقولة «توحيد الشيوعيين من تحت إلى فوق» صحيحة وتفعل فعلها على الأرض ولكن الأهم وما يسرع عملية الفرز بين الشيوعيين ويقرب أجل الوحدة، هو استعادة الشيوعيين لدورهم الوظيفي في المجتمع، تحت شعار الدفاع عن كرامة الوطن والمواطن.
وفي هذه المناسبة نؤكد على صحة سياسة اللجنة الوطنية الموضوعية والجريئة والشفافة والتي عبر عنها مؤخراً التقرير الذي ألقاه الرفيق قدري جميل وبخاصة ما تضمنه من مبادرات هامة فيما يتعلق بوحدة الشيوعيين السوريين، والوحدة الوطنية المطلوبة وكيفية مجابهة مشاريع الامبريالية والصهيونية وأعوانهم الليبراليين والرجعيين في الداخل، والدفاع عن لقمة الشعب وكرامة الوطن والمواطن.
إننا ندعو إلى وحدة وطنية تعبر عن إرادة الشعب السوري وقواه الوطنية.. ينتفي فيها التمييز بين المواطنين على أساس طائفي وعرقي وسياسي.. وضمان الحقوق الثقافية للأكراد في سورية ورفع الحيف عنهم الذي كرسه إحصاء عام 1962 المشؤوم، ويشجب كل المظاهر التعسفية ومواقف التعصب القومي التي تظهر هنا وهناك وتخل بالوحدة الوطنية.. إن الوحدة الوطنية التي نريدها ويريدها شعبنا يجب أن تكون قوية وراسخة ومحصنة بإصدار قانون الأحزاب وإطلاق الحريات الديمقراطية والسياسية وسيادة القانون وتعبئة كل الإمكانيات الاقتصادية والبشرية لمجابهة التحديات الخارجية والداخلية التي تهدد استقلالنا الوطني.. وتوزيع الدخل الوطني بشكل عادل على المواطنين وضرب الفاسدين..
الارتقاء الجدي بتنظيماتنا في القواعد
■كلمة اللاذقية – فيصل خيربك
ننطلق اليوم في اجتماعنا الوطني السابع ونحن أشد عزماً ومضاء من الاجتماعات السابقة.. كل هذا جاء وتحقق بفضل عزيمة وإيمان المخلصين والمؤمنين بقضية وحدة الشيوعيين السوريين وقضية كرامة الوطن والمواطن.
نصرنا نصران: نصر مادي تجلى بالزيادة العددية عن الأعوام السابقة.
ونصر معنوي تجلى بالبرامج والخطط التي وضعت ونفذت بالشكل الصحيح والأوقات المناسبة، وهذا يجب أن يجعلنا ننظر بعين ناقدة إلى الثغرات التي ظهرت هنا وهناك في ميادين العمل، والتقصيرات التي ظهرت لدى بعض المنظمات.
يجب أن نبحث عن حلول مناسبة وأن نطور عملنا نحو الأفضل، ونقترح أو نستنبط البرامج والخطط الجديدة التي تتلاءم مع طبيعة المكان والزمان.
لدينا بعض الملاحظات التي نتمنى أن تؤخذ بالاعتبار:
إننا نرى في المجال التنظيمي أن يعمل مجلس اللجنة الوطنية ورئاستها على استبدال بعض القيادات المقصرة، أو دعمها بعناصر نشيطة وفعالة ومراقبة العمل.
في المجال الجماهيري والتثقيفي:
- العمل على تشكيل فرقة أو فرق فنية على غرار فرقة الطريق وفرقة الدرب تواكب الاحتفالات التي تقام في المحافظات.
ـ الاهتمام بالشباب وفتح دورات تعليمية مجانية أو شبه مجانية لكافة الفروع والمستويات في جميع المحافظات.
- العمل على إنشاء فرق رياضية تستقطب الشباب.
- العمل على إلقاء محاضرات أو دراسات نوعية تعنى بإعداد الشبيبة إعداداً وطنياً، وتنقية أذهانهم من النزعات الشوفينية والمذهبية، وتحلّيهم بروح العداء للامبريالية والصهيونية وحب الاشتراكية وزرع بذور المقاومة الفكرية والسياسية للتصدي للأفكار الرجعية والدخيلة، وتعدّهم لمقاومة الاحتلال حتى تحرير كل ذرة تراب محتلة من وطننا الغالي.
نوافق على ما طرح فكرياً وتنظيمياً حول طريقة إنجاز الوحدة بين الشيوعيين، ونرى أنها كانت ناجحة شكلاً ومضموناً بمخاطبة الحضور بهذا الكل المبسط..
وبالنسبة للتعديلات على اللائحة التنظيمية فإننا نرى بأنها محاولات جدية للارتقاء بتنظيماتنا في القواعد، وقد تتبدل في المستقبل إذا لم تثبت فعاليتها، لذلك نعلن موافقتنا عليها.
ونقترح في ختام المداخلة أن تجري لقاءات بين وفود المحافظات كزيارات غير دورية لتبادل وجهات النظر حول طريقة النشاط والتوسع، فتبادل التجارب والخبرات تؤدي إلى تحسين العمل وهذا ما نبتغيه من نشاطنا.
القوى الليبرالية في الداخل الممثل الشرعي والوحيد للامبريالية العالمية
■كلمة حلب – سالم دهش
ينعقد اجتماعنا الوطني السابع لوحدة الشيوعيين السوريين في ظروف دولية وعربية واضحة.
نقرؤها وفق منهجية متطورة أساسها الماركسية اللينينية.
هذه الرؤية التي أكدت معادلة أزمة الامبريالية العالمية، التي جعلتها محكومة بالحرب وبتوسيع رقعة الحرب، وبالفشل إذا تمت مقاومتها وممانعتها.
ولا أدل على صحة رؤيتنا للواقع مما يحدث اليوم للمشروع الأمريكي في كل من العراق ولبنان وفلسطين من تعثر وارتباك أمام ضربات المقاومة البطلة هذه المقاومة التي أثبتت أن العين تقاوم المخرز.
ولكن دخول المشروع الأمريكي دائرة الفشل لا يعني فشله، لذلك لا بد من العمل على حشد كل الطاقات من أجل دعم القوى المقاومة والممانعة، وفي مقدمتها سورية التي لعبت دائماً دوراً بارزاً في التصدي للمشاريع الاستعمارية منذ الاستقلال.
ومن أجل استمرار وتقوية هذا الدور التاريخي المقاوم والممانع لسورية يجب ضرب مواقع الفساد ومرتكزاته، والتصدي للقوى الليبرالية الاقتصادية في الداخل الممثل الشرعي والوحيد للامبريالية العالمية، وملاقاة الجماهير الشعبية التي تعاني الأمرين من شدة الغلاء الفاحش، والعمل على رفع المستوى المعاشي للجماهير عبر زيادة الأجور من مصادر حقيقية لأن هذه القضية أصبحت قضية وطنية من الدرجة الأولى، والتنسيق مع الحركة النقابية وكل القوى الخيرة في الوطن من أجل حماية القطاع العام وإعادة دوره الرئيسي في الاقتصاد الوطني لتأمين فرص عمل للشباب والعودة لشعار الديمقراطية للعمال والفلاحين والمثقفين الثوريين للوقوف في وجه الديمقراطية الليبرالية الاقتصادية والتي نتائجها فلتان الأسعار، والوقوف في وجه ديمقراطية المكونات التي تلتقي مع مشروع الفوضى الخلاقة ومن أجل الهجوم المعاكس للتصدي للمشروع الامبريالي الصهيوني داخلياً وخارجياً.
أناشد جميع الشيوعيين السوريين من أجل وحدة الحزب التي أصبحت ضرورة وطنية من الدرجة الأولى.
من لا يسعى للوحدة يخون الحزب والوطن
■كلمة درعا - فهمي العاسمي
الاصطفاء الطبيعي حسب داروين يكون فيه البقاء للأفضل والأقوى، وسياسة الأمريكيين تفترض بأنها الأقوى فتريد إزالة من تريد بشكل سريع وعلى طريقتها، وفي حساباتها نحن الحلقة الأضعف والأكثر ثروة، لذلك نحن من سيؤمن لها حل مشاكلها الاقتصادية بعد القضاء على شعوب المنطقة وبناها الوطنية.
الواقع أن الوضع الدولي الراهن يثبت صحة ما قلناه سابقاً ووافقنا البعض بأن أزمة الرأسمالية تتفاقم أكثر وبسرعة، والدليل أزمتها في العراق وأفغانستان ولبنان، فما هو المطلوب من الشيوعيين الآن؟
برأينا لا يستطيع أي فصيل شيوعي بمفرده أن يحمل مهمات حزب شيوعي حقيقي له دوره الوظيفي على مستوى البلاد، أما الذين يتوهمون بأنهم يستطيعون حمل المهمة لوحدهم فعليهم أن يدركوا أنهم سيواجهون المستحيل، لأن المرحلة تقتضي إنجاز الكثير في وقت قصير وحماس ثوري كبير.
برأينا أمام الشيوعيين الآن خياران لا ثالث لهما: الحياة أو الموت.
فإذا كان أحد يعتقد بأنه يمارس نضالاً سلبياً على طريقة الهند فهو واهم ونائم في الضحى، أما خيار الحياة فيقتضي حتماً وحدة جميع الشيوعيين في حزب واحد قادر على حمل المهمة الصعبة الوطنية والطبقية.
ونذكر بأن عهد البيانات والشعارات من قمة الإهرامات المعزولة والمهترئة لم تستطع أن تعيد حجراً إلى الجسم المتصدع. حان وقت العمل الجدي.
حان وقت العمل الجدي من أجل وحدة الحزب، لأنه المنقذ وطنياً وطبقياً، وهو ضروري جداً، ومن لا يعمل من أجل هذا الخيار أقول آسفاً إنه يقوم بفعل خيانة للحزب والوطن.
وفي النهاية اسمحوا لي أن أعبر عن استغرابي الشديد كيف تكون وحدة الحزب هي هاجس الشيوعيين، وفي الوقت نفسه لا يمكن الاقتراب منها خطوة واحدة؟ فهل بعض الشيوعيين يريدون أن يثبتوا أنهم يقولون ما لا يفعلون.
على كل الشيوعيين الذين يعتبرون الوحدة هاجساً أن يتظاهروا في وجه قياداتهم من أجل إنجاز هذه المهمة.
أيها الرفاق: في حوران نسمع أثناء حواراتنا كلاماً جميلاً، ولكن دون أن يليه أي عمل جدي للأسف، ولكن في الأفق بوادر عمل جيد نسعى مع رفاقنا المخلصين إلى تفعيله قريباً جداً.