الزمر في المحافظة والعرس في حرستا
بعد ما يزيد عن خمسة عشر عاماً على إشادة البناء (الجديد) لها، وإصرار وزارة السياحة على إخلائها واستلام المبنى منها بأسرع وقت ممكن، تمت الموافقة على نقل وزارة الري من ساحة المحافظة في قلب العاصمة إلى مدينة حرستا في ريف دمشق..
لكن ما أوقع المواطنين، المراجعين لهذه الوزارة في الحيرة والارتباك، هو أن موافقة الوزير على نقل ممتلكات الوزارة وموظفيها جاءت على أساس الطوابق، أي كلما جُهِّز طابق في البناء الجديد، يُنقَل الموظفون والعمال الذين يقابلونه في البناء القديم. وقد تم حتى الآن نقل مديريتي التخطيط والمالية، والحبل على الجرار، وهذه العملية أرخت بظلها المزعج على كل مراجع لهذه الوزارة، فإذا اضطر أحدهم لأية موافقة من أحد الطوابق السفلية ثم العلوية، فستترتب عليه المراجعة في البناء الجديد في حرستا لأخذ توقيع ما، ثم العودة إلى مبنى الوزارة القديم لأخذ الموافقة أو التوقيع من الطابق الخامس، وبالتالي فإن المواطن المسكين المبتلي بحكومته سيمضي يومه كله ذهاباً وإياباً من الريف إلى المدينة وبالعكس، في جولة ماراتونية لإنجاز معاملته مع كل ما تتطلبه عادة من «مصاريف إضافية» لاتخفى على أحد، ناهيك عن تكاليف النقل والمواصلات والتعرض للشمس الحارقة والهواء الملوث وتحديداً في شرق المدينة...
كل هذا يجري في ظل الحديث عن الحكومة الإلكترونية، والتشديد على ضرورة تسريع إنجاز المعاملات اليومية للمواطنين.. إنه بالفعل اختراع جديد من وزارة الري، وصدق من قال: الطبل والزمر بكناكر، والعرس بدوما، عفواً حرستا الجارة..