وجع ع ورق

بتعرف شو مدايقني؟ مأروء إنك بالشام اليوم متل كل مناطق بلدنا.. يعني هي سورية يلي كنا بنعرفها.. وأرض الحضارات، يا عيني ويا سلام، ما عاد في أي شكل من أشكال الرقي والحضارة.. لا بحياتنا ولا بمماتنا..

وأكتر شي زاعجني بهالفترة قصص الهاون.. كأنو ما كَفّا ولادنا تلتسنين من الموت المجاني بالقصف والقذائف والقنابل والرصاص والاعتقال والخطف والجوع والبرد والمرض.. وقطع الرؤوس بالفؤوس أحلا شي..!
كأنو واحدنا صاير ناطر دورو.. وهو ماشي بالشارع أو مزروب بسيارة أو محبوس ببيتو.. عندو احساس بكل لحظة أنو ميت على «لائحة الانتظار» السريعة.. مو شرط بسبب قناعة إيمانية أنو الله هيك راد.. لاء بس لأنو ما في فرق تكون هدف أو هدف بالصدفة.. بتطلع حالتك: «خسائر جانبية للمعركة المقدسة».. بس معركة مين ما بتعرف..! ما أنت ما حدا سألك أصلاً...!!
وأسوأ شي أنك وأنت حاسس طوال الوقت بـ«الخطر الداهم» ما بيعطوك هادا «الترف» تبع الشعور بـ«الإثارة».. شو مفكر حالك عم تشوف فلم أكشن هوليوودي يا حبيب..؟ هي سورية.. والحرب حقيقية فيها!
حبيبي.. الهاون والقنابل والقذائف والقنص أجبن من أنو يمنحوك هالشعور
أو يعطوك وقت كافي لتلملم أشلاءك.. أو تودع يللي بتتركو أو يتركك..
بأرض الشام اليوم.. «طبّ غمّ»..! بأي لحظة بتختبر الخطر مباشرة أو أنك ببساطة بتترك هالألم للي بيبقى من بعدك ناطر على نفس اللائحة..!
بس قولتك.. رح نخلص..؟ يعني بالآخير رح نموت كلنا..؟ إذا بتسألني بقلك لاء.. ما حزروا بقنابلهم وهاوناتهم.. ويمكن هلأ صرنا نعرف أكتر، ولازم نعرف أكتر وأكتر، شو معناتها تكون سوري..! فهمت علي كيف؟؟