نحو مؤتمر شامل لحزب (الإرادة الشعبية)
المعروف عن الشيوعيين في تعاملهم مع المجتمع أو مع بعضهم البعض ينطلقون من كونهم دعاة مجتمع إنساني جديد يساهمون في بنائه، لذلك يرفضون القيم الأخلاقية لمجتمع الاضطهاد والاستغلال والتبعية، يرفضون الخضوع للاستبداد أو السكوت على الضيم وعلى انتهاك الحقوق ويلتزمون بالحقيقة والدفاع عنها، يقدسون قيم العمل ويرتبطون بالشعب الكادح ويدافعون عن الحرية والعدالة والمساواة
إن الصدى والتفاعل الذي حققه حزب الإرادة الشعبية ثبت أن ناشطيه تواقون للعمل والنضال وتجاوز الأزمات، وتاريخ الأحزاب الشيوعية مليٍء بالتحالفات من أجل الانتقال إلى مرحلة أكثر عدالة.
إن مشروع البرنامج الذي طرح للمناقشة استكمالا لما يريد الحزب من حيث الرؤية العامة وتطبيقا لشعار( الشعب يريد ) لذا يجب إن يكون شاملا في كل المجالات خاصة إن الوضع الذي تعيشه البلاد والمنطقة (استثنائي ) إضافة إلى الوضع الاقتصادي والاجتماعي والفكري، من الأزمة المالية العالمية إلى المحلية الوطنية، وطبيعة المرحلة والدفاع عن القطاع العام والحقوق التي حققتها الطبقة العاملة، والحفاظ على الدعم الاستهلاكي للمواطن وتوضيح المسألة الزراعية ومهام الشيوعيين وتمسكهم بالماركسية اللينينية كمرجعية فكرية وهذا ما يميز الشيوعيين من حيث قراءة الواقع الاجتماعي والتاريخي، وتحليل الظواهر من وجهة نظر ومصالح الطبقة العاملة وانتصار الاشتراكية والعدالة الاجتماعية، ويعني ذلك مساهمة الشيوعيين بشكل ايجابي بالتغيير الذي يحصل.
وبالنسبة للوضع الاستثنائي الذي تعيشه البلاد في ظل الأزمة الكارثية في جميع المجالات لابد من إضافة برنامج الخروج من الأزمة من حيث إزالة الأسباب التي أوصلتنا إليها وإقرار برنامج ما بعد الأزمة وبرنامج المصالحة الوطنية وتفعيلها بشكل جاد..
إن التحديات والمخاطر الداخلية والخارجية التي تهدد الوطن تحتاج إلى جهد كبير من القوى الوطنية كافة، ومن أجل هذه المواجهة الجريئة لابد من تجديد الحركة الوطنية وتفعيل حوار وطني شامل للوصول إلى حالة متقدمة مع كل القوى السياسية بكافة الطيوف على قاعدة الثوابت الوطنية والاحترام المتبادل. بعيدين عن الاقصاءات والتوصيفات والتسميات القديمة
إن محاربة الفساد والهدر ونهب موارد الدولة مهمة وطنية ويجب أن تقوم حملة وطنية لمكافحة الفساد وأخلاقياته. إن ازدياد المقاومة الشاملة ضد التحالف الامبريالي والصهيوني والوقوف بوجه السياسات الليبرالية الجديدة التي هي جوهر قوى السوق والسوء في بلادنا، والتي تزيد من التبعية إلى الغرب الرأسمالي وتزيد من تدهور المستوى المعاشي .كل ذلك يفرض على الشيوعيين مهام جدية وأن يلعبوا دورهم الحقيقي للنهوض بحركة التحرر الوطني وتوحيد صفوف القوى الوطنية والتحررية كافة وفي مقدمتها وحدة الشيوعيين.
إن استعادة الشيوعيين لمواقعهم الفكرية والنضالية وإعادة الاعتبار لمنظومة الأخلاق الشيوعية تمكنهم من العودة إلى الشرائح الاجتماعية وإلى الطليعة التقدمية التي لها المصلحة في التنمية والعدالة الاجتماعية. إن وحدة الشيوعيين تأتي من خلال الحوار الصادق والشعور بالمسؤولية والابتعاد عن بقايا الأزمة والتخلص من التكتلات والمحسوبيات ونفي الآخر.
أتمنى لمؤتمركم النجاح ،ومناقشة جميع القضايا الملحة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ومن أجل عودة الحزب إلى الجماهير والطبقة العاملة والارتقاء بالعمل التنظيمي نحو الأفضل والأرقى...