حزب وطني من طراز جديد
الوثيقة البرنامجية الصادرة عن مجلس اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين خطوة كبيرة وهامة نحو عودة الحزب الشيوعي السوري إلى دوره الوظيفي في قلب المجتمع السوري،
عبر عودة الجماهير إلى الحزب وعودة الحزب إلى الجماهير، خاصة الجماهير الكادحة التي نذر الحزب الشيوعي نفسه ووجوده لأجلها، فالحزب لم يكن يوماً غاية، بل هو وسيلة لكي يقوم بقيادة الطبقة العمالية والكادحين عموماً للتعبير عن مصالحهم، ووسيلة لبناء وطن متقدم حضاري وعادل يحترم ويحمي جميع مواطنيه دون أي تميز بين مواطن وآخر على أساس ديني أو قومي أو طائفي، ولهذا عندما نقول حزب وطني من طراز جديد، لا يعني هذا أننا سنغير أهدافه التاريخية المعروفة للجميع، لكن يعني أن نبحث عن الأفكار والصيغ الجديدة الملائمة لانطلاقة حزب شيوعي وطني قوي قادر مرن ذكي ومبدع، لأن المنهج الماركسي أعطانا كل الأسلحة العلمية والأخلاقية لكي نكون كذلك.
إن الطراز الجديد لا يعني أن نغرق بالعدمية والاستسلام للرأسمالية ودعايتها وإعلامها القوي والمضلل.. والطراز الجديد لا يعني أن نحول الماركسية إلى دين إلهي نعبد نصوصه القدرية، بل نحافظ على المنهج الأساسي وعلى مبدأ الأساسي التي وجدت الماركسية لأجلها، وفي الوقت نفسه أن نعرف الفرق بين الثابت/ المبدأ الذي يدعو لمجتمع العدالة والكفاية والمساواة والاشتراكية، وأن نعرف المتغير والمتحول في الظروف الخاصة لبلدنا، والعامة لمجمل البشرية وتغير الظروف وتطور الاكتشافات العلمية المختلفة التي تكتشف كل يوم. ولهذا فإن تحليل اللجنة الوطنية المتقدم وغير المسبوق لأزمة الرأسمالية العالمية يعطينا البوصلة العلمية وقوة الدليل على عودة الفكر الماركسي للريادة وانفتاح آفاق الحركة الثورية العالمية، وإن هذا الظرف العالمي الذي يقدم الدفع والقوة والشرعية لعودة اليسار الحقيقي في العالم، يجب أن يعطينا القوة الكافية لكي نعيد توحيد الشيوعيين السوريين على أرض صلبة، وهذه الأرض الصلبة تقدمها قواعد الشيوعيين في مختلف المواقع..
إن الانتهازية أصبحت في موقع الدفاع عن موقعها الانتهازي، وهي ضعيفة في مواجهة الواقع المتغير لغير مصلحتها لا محالة، حيث يتدفق اليوم آلاف الشيوعيين إلى نهرهم النظيف الموحد، وإذا كنا نحمل المشاعل المضيئة في ليلنا المظلم الطويل، فالصباح يبدأ بالغسق والولادة لا تأتي إلا بعد مخاض عسير..