النائب.. وفاكهة الصيف!

نفى النائب الاقتصادي خلال اجتماع الهيئة العامة لاتحاد غرف التجارة السورية الذي انعقد مؤخراً، «مسؤولية التجار عن رفع الأسعار الذي حدث في العام 2008»، مبيناً «أن هذا الارتفاع كان ظاهرة عالمية»، وكأنه يوحي للسوريين، واللبيب من الإشارة يفهم، أن الارتفاعات الهائلة في الأسعار التي تشهدها السوق السورية حالياً، هي أيضاً من مسؤولية تجار موزامبيق أو احتكاريي هونولولو.. وأن تجارنا الأوادم براء منها..

وانطلاقاً من إنسانية النائب الاقتصادي تجاه أوادم اقتصاد سوقه، يمكن الجزم بأنه يتمتع بكل ما تقدمه له السوق من أطايب، ولا شك أنه يحب الكرز والمشمش الهندي والبلدي، كما يحب البندورة البلدية والخضار الطازجة والفريز والدراق، وإذا سألونا عن رأينا فنعتقد بأنه سبق للنائب (ولو مرةً) أن تناول كل ما يحب من أطعمة دفعةً واحدةً، وفي أضعف الإيمان قد يكون قسّطها على دفعات و«على كل ضرس لون»!.

وانطلاقاً من «تعتير دراويش هالبلد ومحدودي الدخل فيها»، يمكن الجزم من الوادي الآخر، بأن أفحل مواطن لم يستحل لنفسه كرزةً أو مشمشةً هنديةً منذ بداية موسم الغلاء، رغم أنه يحبها طبعاً، وإذا سألونا عن رأينا فنعتقد بأنه سبق للمواطن (لعدة سنوات) أن حافظ على نفسه بعيداً عن ترف العيش وفاكهته، وفي أحسن الأحوال قد يكون كثف ذلك كله بكيلو خيار «بعز دين موسم الخيار البلدي»!.

وبالخلاصة، وانطلاقاً من «اللا إنسجام» التام بين النائب والمواطن (الذي يفترض بالنائب أن يرعى شؤونه)، يمكن الجزم بأن المواطن بات يستحق تحيةً على شكل جائزة ترضية من فئة «نصيبك بالجنة» لصبره وزهده علّه يتابع خطاه على طريق الصمت، بينما يستحق النائب بطيخة صيفية «حزّ ورا حزّ» علّه ينبسط على المظبوط قبل أن ينتهي موسم الليبرالية الجديدة الذي شارف على خريفه بإذن الله!.