بيان: الجلاء جاء بالمقاومة... وسيتحرر الجولان بالمقاومة!
يا أبناء الشعب السوري العظيم!
عيد الجلاء أكبر أعيادنا الوطنية، صنعته الإرادة الوطنية والمقاومة الشعبية الشاملة ضد الاحتلال، وحققه آلاف الشهداء والثوار على ساحة الوطن من جنوبه إلى شماله بقيادة أسلافنا العظام أمثال يوسف العظمة، سلطان باشا الأطرش، صالح العلي، عبد الرحمن الشهبندر، إبراهيم هنانو، أحمد مريود، حسن الخراط، محمد الأشمر، سعيد العاص، سعد آغا الدقوري، عقله القطامي.... إلخ، الذين لم يأبهوا لقوة المحتل العسكرية الهائلة، فاعتمدوا على الشعب، وعززوا وحدتهم الوطنية تحت شعار «الدين لله والوطن للجميع»، والتزموا خيار المقاومة الذي حقق للوطن عزاً واستقلالاً وفخاراً، وللمحتل ذلاً وانكساراً!
نحتفل بذكرى الجلاء هذا العام وما يزال الجولان تحت الاحتلال، والعدوان الصهيوني ـ الأمريكي متوقعاً في أية لحظة على سورية ولبنان وإيران، خصوصاً بعد فشل الكيان الصهيوني في حربي تموز وغزة، وبعد تعثر المشروع الأمريكي في أفغانستان والعراق، وبعد التحاق النظام الرسمي العربي كلياً بالتحالف الامبريالي ـ الصهيوني، وبعد إدراك شعوب هذا الشرق العظيم أن الامبريالية الأمريكية فرضت على شعوب العالم مواجهة مكشوفة ومباشرة، ولا طريق لهزيمتها مع حليفتها «إسرائيل الصهيونية»، والرجعية العربية إلا بالإرادة السياسية للمواجهة والمقاومة الشعبية المسلحة التي لا تقهر!
إن إطلاق المقاومة الشعبية من أجل تحرير الجولان سيقلب كل المعادلة في المنطقة، وسينقل سورية على المستوى الإقليمي من الدفاع إلى الهجوم، وهذه قمة الواقعية الوطنية المعتمدة على الشعب وخياراته التي لا تعرف الهزيمة.. وهذا يتطلب تعبئة قوى المجتمع في سورية ضد العدوان الخارجي، واعتبار الأمن الاجتماعي ـ الاقتصادي أساس الأمن الوطني، خصوصاً بعد أن تحول الاقتصاد إلى جبهة أمامية أولى يعمل أعداء الخارج والداخل على اختراقها وتحويلها لمصلحة مخططاته العدوانية ضد بلدنا سورية.
إن الاحتفال بذكرى الجلاء عيد أعيادنا الوطنية، واستعداد شعبنا للالتزام بخيار المقاومة، يتطلب وقف تدهور المستوى المعيشي لجماهير الشعب، واجتثاث سياسات قوى النهب والفساد التي تزيد من تراكم حالات الاستياء الشعبي في كل البلاد من السياسات الليبرالية ـ الاقتصادية، التي افتقدت للحد الأدنى من العدالة الاجتماعية، وزادت من معدلات الفقر والبطالة مقابل الإثراء الفاحش لقلة قليلة من ناهبي الدولة والمجتمع معاً.
بعد الذي حدث ويحدث في العراق وفلسطين المحتلة، وفي عموم المنطقة، وما يحدث من تهافت دول الاعتلال العربي نحو التحالف الإمبريالي ـ الصهيوني وما تقوم به من قمع لشعوبها، نقولها مجدداً: لا استقواء إلا بالداخل، ولا رهان إلا على الشعب السوري بكل ما يملك من تاريخ وطني وتضحيات ضد الاستعمار، وعلى قواه الفاعلة، بدءاً بعماله وفلاحيه ومثقفيه الوطنيين الحقيقيين، وانتهاء بضباطه وجنوده، فهؤلاء جميعاً عماد المقاومة الشاملة والوحدة الوطنية، وليس أولئك الذين يراهنون على السياسات الليبرالية ـ الاقتصادية المتوحشة أو على إمكانية تحييد الولايات المتحدة، أو أمثال الذين جروا «عربة غورو»!
الجلاء صار خلفنا، ويعبر عن ماض نعتز به، وهو خزان الإرادة ننهل من دروسه الكفاحية العظيمة، لكن مسألة الدفاع عن الوطن ضد الأخطار المحدقة به وتعزيز الوحدة الوطنية وتحرير الجولان كاملاً، كلها قضايا راهنة تنتصب أمام شعبنا لا تقبل التأجيل، ولا سبيل لإنجازها إلا عبر المقاومة وتحت علم الوطن.
المجد لذكرى الجلاء وشهداء الجلاء وقادة الجلاء.. والمجد للمقاومة من ميسلون ومرصد جبل الشيخ إلى فلسطين والعراق ولبنان ومؤيديها من شعوب المنطقة والعالم ضد التحالف الإمبريالي ـ الصهيوني ـ الرجعي العربي!
دمشق 17/4/2010
اللجنة الوطنية لوحدة
الشيوعيين السوريين