كلمة هيئة تحرير قاسيون

لعل نقطةَ العلام الأبرزَ على صعيد صحيفة قاسيون، في الفترة التي تلت الاجتماعَ الوطنيَّ الثامن، هي انتقالُ الصحيفة من حالةِ وضع نفسها وإمكاناتها بخدمة اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين، إلى ناطقةٍ باسم هذه اللجنة بُعيد المؤتمر الـثاني عشر للشيوعيين السوريين، وقد توّج هذا الانتقالُ جملةَ خطوات التماهي الكلي الذي تم في الأشهر القليلة الماضية.. وهو ما حمّل الصحيفةَ مسؤولياتٍ أدقَّ وأكبر على الصعد كافة، وزاد من مستوى التطلب شكلاً ومضموناً وانتشاراً وأداءً عاماً.

وقد بذلنا ككادر إعلامي منتخب لأداء هذه العمل، كلَّ ما بوسعنا لإنجاز المهام المنوطة بنا، سواء على صعيد استمرار الدعوة من أجل وحدة الشيوعيين السوريين وتدعيم الوحدة الوطنية، أو على صعيد فتح ملفات الفساد الكبرى وفضح الفاسدين، أو على صعيد محاربة السياسات الليبرالية والدفاع عن الاقتصاد الوطني ولقمة الشعب وكرامته والدفاع عن الطبقة العاملة وحقوقها، أو على صعيد متابعة فصول الأزمة الشاملة للنظام الرأسمالي وفضح مخططات الهيمنة والتوسع والتفتيت للإمبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية..

كما حاولنا من خلال التحقيقات والتقارير والمتابعات والمقالات المختلفة، متابعةَ وتغطيةً وتحليل كل المستجدات، والوصول إلى كل مدينة ومنطقة وقرية على مستوى البلاد ورفعَ مطالب أبنائها والإضاءة على مشكلاتها وأوضاعها الخدمية، ساعدنا في ذلك التحسن النسبي لنشاط مراسلينا، والاتساع المتزايد كماً ونوعاً، لحضورنا التنظيمي في أغلب المناطق..

وقد أثمر كلُّ ذلك علوَّ شأن صحيفتنا في جميع الأوساط، وخصوصاً في الأوساط العمالية والنقابية حيث باتت «قاسيون» لسان حالهم كما يؤكد معظمهم، وازدياد الإقبال على الاشتراك بها وقراءتها من مختلف الشرائح في المجتمع، وتوالي ورود الملفات المتنوعة إلى بريدنا لتعاظم ثقة الناس بنا وبجرأتنا وصدقنا وموضوعيتنا.

لا شك أن عملَنا شابته ثغراتٌ وأخطاءٌ ونواقصٌ متعددة، لكننا نسعى بشكل دائم لتطوير أدائنا وتحسينِ إمكاناتنا وتثقيف أنفسنا وزيادة احترافيتنا، بشكل نستطيع فيه إثبات جدارتنا أكثر وأكثر. وفي هذا الإطار، لم نصمَّ آذانَنا أبداً عن أية ملاحظة، ولم ندر ظهرنا لأي نقدٍ محق يوجّه لنا..

أيها الرفاق..

أمامنا في الفترة القصيرة القادمة تحدٍّ كبير، وهو زيادة عدد صفحات قاسيون إلى ست عشرة صفحة بدءاً من مطلع العام الجديد 2011، وتطوير مستوى الأداء من جوانبه كافة، وهذا الأمر سيزيد من حجم أعبائنا وصعوبة مهمتنا وكلفتها، مما يتطلب من جميع المنظمات والدوائر في المحافظات كافة أن تقف إلى جانبنا وتدعمنا، سواء عبر المراسلات الدائمة غير المتقطعة أو المزاجية، أو عبر تزويدنا بالملفات المتنوعة، وخاصة ملفات الفساد، أو عبر العمل الجاد من أجل زيادة الاشتراكات في الصحيفة لتغطية ما يمكن تغطيته من نفقات، وهذا إن تم بصورة جيدة، سيقدم لنا مساعدةً هامة، بل وحاسمة، في مسيرة عملنا لتطوير الصحيفة وتوسيع دائرة انتشارها أفقياً وعمودياً.. وهو ما نرجو من جميع الرفاق التعاطي معه بكل الجدية الممكنة، وبروح المسؤولية الشيوعية العالية.

إن إدراكنا الحقيقي والواعي والعملي لأهمية استعادة دورنا الوظيفي، الوطني والطبقي، يحتّم علينا جميعاً ألا نتراخى في التعاطي مع المهام المنتصبة أمامنا، سياسياً وتنظيمياً وإعلامياً، وهذا برسمنا جميعاً لنكون على مستوى التحديات وما أكثرها وأخطرها..