ما معنى المشاركة في انتخابات اللجنة الوطنية؟

لا شك أن طريقة إجراء انتخابات اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين غير مألوفة، وكل ما هو غير مألوف من الطبيعي أن يثير الأسئلة، وتتعدد التفسيرات والتأويلات بشأنه، لاسيما وأن هذه الطريقة تتعرض للكثير من التشويه والتشكيك من جانب أبطال الأزمات الحزبية، وفقهاء تبرير الانقسام، وحتى من جانب بعض الذين يتباكون على الوحدة.. فماذا تعني المشاركة في عملية التصويت؟

- إن هذه المشاركة تعني المساهمة في تجاوز حالة التخندق الفصائلي، والمعارك الوهمية، والصراعات المفتعلة بين الشيوعيين السوريين، وخلق تلك الأجواء الرفاقية الكفيلة بإثارة الحوار الرفاقي حول واقع الحركة وصولا إلى فرز الصالح من الطالح، والمبدئي من الانتهازي في سياق العمل الكفاحي وليس على أساس الاتهامات الجاهزة والانتماء الفصائلي التي كلفت وتكلف الشيوعيين المزيد من الوقت والجهد.

- المساهمة في تجميع القوى الحية المبعثرة بين كل فصائل الحركة وقسم هام من الرفاق الذين هاجروا التنظيم، والذين يعجز أي فصيل عن احتوائهم بالطريقة التقليدية المألوفة، وتفعيل تلك القوى ولو بالحدود الأولية وصولا إلى بلورة تيار وحدوي واسع قادر على فرض إرادة الشيوعيين من أجل وجود حزب شيوعي موحد له دوره الفاعل والمؤثر في حياة البلاد

- إن المشاركة في التصويت لا تعني الانتقال من فصيل إلى آخر - إلا لمن أراد- أو الانضمام إلى فصيل ما، فيمكن لأي رفيق ومن أي فصيل شيوعي كان أو حتى الأصدقاء المقربين المساهمة في عملية التصويت لانتخاب هيئات اللجنة الوطنية دون أن يعني ذلك الالتزام بالبنية التنظيمية للجنة الوطنية.

- إن المشاركة لا تتناقض مع التنسيق والحوار بين قيادات الفصائل بل من الممكن أن تتكامل معها، وتعطيها قوة دفع إلى الأمام اللهم إلا إذا كان هناك من يريد إن ينجز عملية التوحيد بطريقة الدمج والتلصيق التي أثبتت الحياة فشلها، أو من يريد من التنسيق بين القيادات وسيلة لإجهاض رغبة أغلبية شيوعيّ القواعد في تجاوز الحالة المرضية التي تعاني منها الحركة، عبر التسويف والمماطلة والدخول في نقاشات حول جنس الملائكة.

- للحزب الشيوعي السوري بصمات لا تمحى في مختلف المنعطفات التي مرت بها البلاد، والوفاء لتاريخ الحزب ودماء شهدائه، يتطلب الارتقاء بنضال الشيوعيين لاسيما وان المؤشرات والمعطيات تقول إن العالم والمنطقة والبلاد أمام ظرف انعطافي، والمدخل الأفضل للارتقاء بالعمل هي بوابة وحدة الشيوعيين السوريين، ومن هنا يمكن القول إن المسالة تكتسب بعدا وطنيا وأخلاقيا.

- وأخيراً وليس آخراً، إن وحدة الشيوعيين السوريين قادمة،    فالفصائلية المقيتة ولّى زمانها كونها أصبحت عائقاً أمام قيام الشيوعيين السوريين بدورهم، ذلك الدور الذي يعتبر القيام به اليوم هو المقياس الوحيد للتمييز بين المبدئية وعدمها، ولان وحدة الشيوعيين أصبحت اليوم ضرورة موضوعية فان المساهمة في عملية التصويت تعني توفير ولو الحد الأدنى من العامل الذاتي التي يتوافق مع الظروف الموضوعية، والتاريخ لن ينتظر أحداً وسيبقى شرف الريادة لكل من يتفهم إبعاد الموقف، ويساهم في التقاط   اللحظة التاريخية، دون ترك الأمور للتقادير. 

 

الحسكة - عصام حوج