الأشجار تموت واقفة كلمة المحكمة الحزبية ألقاهاالرفيق سيتركو ميقري:

أيتها الرفيقات والصديقات أيها الرفاق والأصدقاء

 

يعز على قلبي كثيراً كما يعز على قلوبكم أن أقف اليوم متحدثاً في الذكرى الأربعين لرحيل رفيقنا الغالي محمد محسن أيوبي «أبو عصام» وإذا كان القول المأثور يقول بأن الأشجار تموت واقفة فقد جسد رحيل رفيقنا هذا القول بكل ما فيه من معنى. التزم باكراً بالدفاع عن حقوق الكادحين ورحل باكراً وكان عطاؤه لا ينضب فأنا أعرف كما تعرفون أن رفيقنا رحل شامخاً رغم وهن جسده من آثار الوهن. مرفوع الرأس رغم أشواك الحياة الصعبة التي برزت في دروب حياته التي عاشها وعشناها معاً.

لقد تعرفت على الرفيق محسن عندما انتسبت إلى دار المعلمين العامة بدمشق عام 1966 وكنت في السادسة عشر من عمري. وتوطدت العلاقة الشخصية فيما بيننا كوننا كنا نعيش في حي واحد وغالباً ما كنا نذهب إلى الدار ونعود معاً. سرعان ما ترك بصمة واضحة على أفكاري من الناحية السياسية فلم ينته عام 1966 إلا وكنت بفضله قد انتسبت إلى اتحاد الشباب الديمقراطي وصرت عضواً فيه. وكان الرفيق محسن حينذاك من الرفاق الأوائل الذين كلفوا من أجل إعادة الحياة والنشاط للاتحاد.

واستمرت العلاقة الشخصية تنمو فيما بيننا إلى أن جمعنا العمل الحزبي حين انتخبنا معاً إلى اللجنة الفرعية في حي ركن الدين في أوائل الثمانينيات ثم إلى اللجنة المنطقية في منتصفها وأصبح سكرتيراً لها وأنا عضو فيها.

لقد عرفته خلال هذه الفترة الطويلة كما عرفه الجميع مناضلاً صلباً ورجلاً متواضعاً. وأباً رؤوفاً باراً لوالدته ولإخوته وراعياً لحياته وأسرته وشريكة حياته شجاعاً في المواقف لا يخشى فيها لومة لائم مكراً ومقبلاً على أعداء الحزب وكأنه القدر عندما يهاجم حكيماً في الصغائر وفي الكبائر وكلنا يعلم عندما هاجم البعض بيت الحزب بعد منتصف الليل وكان معه رفيق فقط، كيف تصدى للمهاجمين وكان بإمكانه أن يقضي عليهم جميعاً ولكنه كان أكثر حكمة وأكبر قدرة على معالجة الأمور دون دماء.

وأبت ضرورات العمل الحزبي بعد أن غادرنا اللجنة المنطقية إلا أن تجمعنا مرة ثالثة حين تم انتخابنا لعضوية المحكمة الحزبية العليا في المؤتمر التاسع ثم في المؤتمر التاسع الاستثنائي. للجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين كان وما زال عضواً فيها حتى مماته. وكان يواظب على حضور اجتماعاتها بشكل دائم .