كلمة الرفيقة فريزة الأيوبي زوجة الرفيق الراحل:
فقيدنا العزيز كما تعرفون جميعاً شيوعي قلباً وقالباً.. جسد في سلوكه وعمله ونضاله حقيقة الانتماء للحزب الشيوعي والالتزام الواعي والانحياز الكامل إلى صف الكادحين بسواعدهم وأدمغتهم، ويكفي للدلالة على صدق وإخلاص وكفاح هذا الراحل الشهم، أن نذكر عناوين من سيرة عمره حيث اقترن القول بالفعل، نشأ فقيدنا الغالي في أسرة كريمة ووطنية والده خالد أيوبي شارك في النضال ضد الاحتلال الفرنسي لبلدنا بدعمه الثوار بالمال وتأمين السلاح.
وفي يفاعته جذبته خصال المناضلين الشيوعيين ومنهم بالتحديد خاله المعلم القدير سعيد ميرخان ورفاقه المحترمين فرأى فيهم نموذج البذل والعطاء والجرأة والإخلاص والدفاع عن حقوق الفقراء والمستضعفين، فاستمد منهم حب الشعب والوطن واحترام العمل والمرآة وكره الظلم والتسلط والاستغلال والمراءاة والانتهازية.. والأنانية النفعية.. فاندفع ينهل من معين الثقافة وأدبيات الحزب لتنمو بين جوانحه وفي فكرة الرغبة والإرادة القوية ليمارس ما رآه واجباً ومسؤولية وهوية، وليصبح عضواً في الحزب الشيوعي الذي اقتنع بفكره وسياسته، فأعطاه عصارة جهده وصادق عمله، فلم يبخل بعطاء ولم يتردد في موقف ولم يتوان في معترك وحسبي هنا أن أشير أيضاً إلى اهتمامه الشامل والواعي بأسرته بدءاً من الأم الجليلة والإخوة والأخوات وعائلاتهم، فهو حاضر دائماً لرعايتهم وخدمتهم وفي الوقت ذاته كان لديه الوقت اللازم والكافي والإرادة والعزيمة للمهام الحزبية والجماهيرية.
وقد كرس أيام عمره واهباً كل جانب من جوانب حياته العملية والنضالية ما يستحق من الجهد والإخلاص فكان موضع احترام ومحبة جميع من عمل معهم كمعلم قدير وسياسي أعلى من شأن المسؤولية وأداها بشرف وصدق منذ كان عضواً في الحزب ومن ثم في فرعية ركن الدين وفي منطقية دمشق وانتخابه سكرتيراً لها إلى أن أصبح عضواً في اللجنة المركزية في المؤتمر السابع والثامن، ودوره مع رفاقه في المنظمة الذين رفعوا مع بقية الرفاق شعار لا انقسام ولا استسلام وبعد ذلك دورهم في التحضير لعقد الاجتماع العام لتوقيع ميثاق شرف الشيوعيين السوريين، وثم في قيام اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين وفي الاجتماعات الوطنية السنوية.
نقاط لابد من ذكرها:
- شارك الرفيق الشجاع في الدفاع عن بيت الحزب ضد هجمات الأخوان المسلمين عام 1980 وكان صلباً وعنيداً.
- كانت لهم بصمات في حرب تشرين التحريرية هو ورفاقه في المقاومة الشعبية.
تميز بالتواصل مع الرفاق القدامى وكبار السن.
وفي ختام كلمتي لابد أن أقول إنه الرفيق الشهم الذي شاركته السراء والضراء سنين طويلة في العمل الحزبي والنشاط السياسي، ولن أنساه كشريك عمر.. وزوج فاضل كريم وأب رائع لابن وابنتين بصدره الحنون وقلبه الكبير وستبقى يا أبو عصام في قلوبنا وذاكرتنا مادام في عروقنا دم وفي حنايا قلب يخفق بحب الشعب والوطن.
أشكر كل من شاركنا هذا الواجب وأتمنى للجميع الصحة والعمر المديد ولبلدنا الخير والأمان.