بلاغ عن انعقاد المجلس المركزي لحزب الإرادة الشعبية

بلاغ عن انعقاد المجلس المركزي لحزب الإرادة الشعبية

عقد المجلس المركزي لحزب الإرادة الشعبية اجتماعه الدوري يوم السبت 14 أيار 2016، في دمشق، وبحث في جدول أعماله أبرز تطورات الأوضاع السورية والإقليمية والدولية بين اجتماعين، إلى جانب عدد واسع من القضايا التنظيمية والعمالية والإعلامية، وتلك المرتبطة بالعلاقات الخارجية.

 رأى الاجتماع أن التغييرات السياسية تجري على مستوى العالم أجمع، وأن التسارع في منطقتنا مرده سخونة الصراع بأشكاله ومستوياته العسكرية والسياسية والشعبية، بآن معاً، لافتاً إلى أن تبدل ظهور هذا الشكل أو ذاك هو مرتبط بطبيعة الصراع في مختلف المناطق، كل على حدة، من أمريكا اللاتينية إلى البلطيق مروراً بشرق المتوسط، وصولاً إلى القارات كلها.

ووجد الاجتماع أن المناطق والبلدان التي تشهد صراعاً مسلحاً يجري فيها الانتقال إلى الحلول السياسية، على خلفية استمرار تفكيك نظام العلاقات الدولية التي كانت سائدة منذ النصف الثاني للقرن الماضي، سياسياً وعسكرياً واقتصادياً ومالياً، باتجاه علاقات دولية تقوم على القانون الدولي، وهو ما ينجزه تقدم روسيا- والصين وحلفائهما مقابل تراجع الولايات المتحدة وحلفائها، بما يغير ضمناً حتى من نمط السيادة على الثروة العالمية باتجاه إلغاء الهيمنة الأمريكية.

وبناءً عليه، استعرض الاجتماع مسار الجولات الأخيرة من جنيف-3 الهادف إلى بلورة الحل السياسي للأزمة السورية، ونشاط ممثلي حزب الإرادة وجبهة التغيير والتحرير سياسياً وإعلامياً فيه لجهة تثبيت ذاك الحل، حلاً وحيداً موضوعياً للأزمة بما يضع حداً للكارثة الإنسانية التي تعصف بالسوريين.

وأكد الاجتماع أن الاتجاه العام لتطور الأوضاع في سورية لا يزال قائماً باتجاه الحل السياسي، بما يترتب عليه كاملاً، سياسياً واقتصادياً- اجتماعياً وديمقراطياً، على الرغم من المعيقات والعراقيل كلها التي يضعها المتشددون من أطراف الصراع السوري المختلفة، والتي تهدف عملياً إلى استمرار العنف والحرب والإرهاب ضماناً لاستمرار مصالحها الضيقة، خلافاً لتصريحاتها التي تعلن القبول بالحل السياسي.

أشاد المجلس بالاقتراحات الملموسة والعملية التي قدمها وفد منصة موسكو إلى محادثات جنيف السورية- السورية، والخاصة بالمرحلة الانتقالية وجسم الحكم الانتقالي تطبيقاً للقرار الدولي 2254 وبقية القرارات والبيانات الدولية ذات الصلة بحل الأزمة السورية بالوسائل السياسية.

وأدان الاجتماع مواصلة الحكومة الحالية والمصرف المركزي لسياسات التحرير الاقتصادي، السعري والسلعي ضمناً، المحابية لقوى الفساد وكبار التجار، محذراً من أن التدهور المريع في الوضع المعيشي ينبئ بانفجارات فوضوية اجتماعية كبرى مع تجلياتها وأمراضها المرافقة كلها، بما يفاقم من الكارثة السورية القائمة.

كما أكد الاجتماع، أن المجازر وعمليات استهداف المدنيين المتنقلة هنا وهناك، وحتى المجزرة المرتكبة بحق الليرة السورية مؤخراً، هي عبارة عن ردود فعل من تلك القوى التي لا تريد الحل السياسي التغييري الذي تراه وشيكاً، داعياً إلى ضرورة حماية المدنيين وتثبيت الهدن وتوسيعها وعدم تسييس المساعدات الإنسانية، وإلى ضرورة استكمال عملية فرز المسلحين السوريين بين موالٍ للإرهاب، ورافض عملياً له، بما يسهم في تأريض وعزل معرقلي الحل السلمي من الأطراف المختلفة.

وشدد المجلس المركزي لحزب الإرادة الشعبية على حتمية الحفاظ على سورية دولة موحدة أرضاً وشعباً وذات سيادة، رافضاً مختلف الطروحات التفتيتية والتقسيمية أياً كانت مسوغاتها، داعياً في الوقت ذاته إلى ضرورة وجود لامركزية إدارية موسعة تقودها مركزية قوية وديناميكية، تمنح الأطراف صلاحيات إدارة شؤونها الإدارية والخدمية والثقافية.

وفي بقية البنود المدرجة على جدول أعماله شدد الاجتماع على ضرورة مواكبة البنى التنظيمية للحزب للتطورات الميدانية والسياسية الجارية في البلاد، وقرر استكمال ورش العمل التنظيمية المخصصة لهذه الغاية وتطويرها. وتابع كذلك مناقشة اللوائح الانتخابية ومسودات الوثائق التي ستعرض على مؤتمر الحزب الذي سيحدد موعده النهائي لاحقاً.

كما استعرض الاجتماع الأوضاع الخطيرة، بالمعنى المعيشي والأمني الشخصي، للعمال السوريين في القطاعين العام والخاص، ورأى أن الطرح الطبقي لمشاكل العمال السوريين خلال مؤتمراتهم النقابية لا يزال خجولاً في مقابل ترويج سياسات الحكومة السورية على الصعد كافة، مشدداً على ضرورة إيجاد أشكال مفيدة لضمان مصالح عمال القطاع الخاص. كما توقف عند نشاط الحزب نقابياً وسياسياً وإعلامياً في هذا المجال العمالي والنقابي، وأقر التوجهات المطلوبة.

وناقش اجتماع المجلس أيضاً الضرورات والتحديات الإعلامية الماثلة أمام الحزب بهيئاته كافة، وأقر المهمات والتوجهات ذات الصلة، مرحباً بإطلاق النسخة الإنكليزية من موقع «قاسيون» الالكتروني، ولاسيما في ظل المعركة الإعلامية الشرسة المفروضة على الشعب السوري وقواه الوطنية.

وفي ملف العلاقات الخارجية، توقف الاجتماع عند أهمية انعقاد وانتهاء المؤتمر 11 للحزب الشيوعي اللبناني، وأهمية تطوير العلاقات الرفاقية بين الحزبين الشقيقين في ظل التحديات التي تواجه الشعبين، على المستويات كلها، بما فيها مواجهة أطماع ومخططات الاحتلال الإسرائيلي.

 

دمشق 14/5/2016

المجلس المركزي لحزب الإرادة الشعبية