الرّقة.. تحتجّ وتستغيث..!
مدينة الرقة التي كانت هادئةً وما زالت هادئةً نسبياً وتحتضن مئات الآلاف من المهجرين من محافظاتهم وخاصةً من محافظة دير الزور شقيقتها التوأم ومن حلب وحمص حيث تضاعف عدد سكانها في الريف والمدينة.. مما أدى إلى اختناقاتٍ كبيرةٍ في كلّ مستلزمات المعيشة اليومية.. ناهيك أنّ حاجاتها الأساسية قبل الأزمة لم تكن كافيةٍ نتيجة سياسات التهميش والنهب والفساد.. ومؤخراً بات ريفها مرتعاً للأعمال المسلحة والعنف مما دفع في تفاقم الأمور أكثر فأكثر..
حاولت إحدى التنظيمات المسلحة دخول مزرعة القحطانية التي تبعد عن المدينة ما يقارب 12 كيلومتر، الا أن الاهالي رفضوا بقاءهم في القرية، وكانت المفاجأه المؤلمة تعرض المزرعة الى قصف مدفعي من القوات النظامية في يوم الأربعاء في التاسعة صباحاً 26/12/20012 مما أدى الى وقوع مجزرة، ذهب ضحيتها 31 شهيداً من النساء والأطفال، منهم ثمانيةٍ من عائلةٍ واحدة.
ونتيجة مواقف الأهالي الرافضة للقمع والعنف والسلاح ومطالبتهم بمحاسبة المسؤولين عن محاولة توتير وتفجير المنطقة قامت إحدى الجهات المسؤولة بزيارة الموقع، وقام أحد المواطنين الذي فقد أسرته بالكامل إلقاء دفتر العائلة قائلاً إنه لم يعد بحاجةٍ إليه حيث لم يبق من الأسرة إلاّ هو.. وعلى أثر ذلك أغلقت المحلات التجارية والأسواق أبوابها صباح السبت في مدينة الرقة وانطلقت مظاهرة شبابية احتجاجاً على المجزرة ومطالبة بالمحاسبة وكان أبرز هتاف للمتظاهرين هو «لا سنية ولا علوية بدنا وحدة وطنية».ومن جانب آخر وصل سعر ليتر المازوت 300 ليرة والبنزين 500 ليرة والخبز يكاد يختفي من الوجود في المحافظة.
وإذا كان يمكن تفهّم أسباب نقص المواد وارتفاع أسعارها في المناطق المتوترة التي تشهد أعمالاً مسلحة وبسبب تقطع طرق المواصلات فإن مدينة الرقة والطرقات المؤدية إليها كانت ومازالت آمنة نسبياً وسالكة وخاصةً مع العاصمة دمشق..
لذا نطالب مع الأهالي بالتحقيق وبمحاسبةٍ علنية وسريعة للمسؤولين عن الجريمة. ومنع تكرارها.. ووضع حلولٍ فورية لتوفير مستلزمات المعيشة ومتطلبات الحياة اليومية، ومحاسبة الفاسدين والمقصرين وتجار الأزمات.. وندعو الأهالي والمهجرين للتصدي لكل من يحاول توتير المنطقة أو أن يستغلّ لقمة عيشهم وأمنهم سواء من قوى في النظام أو من حملة السلاح وقوى العنف الاخرى.
مراسل قاسيون/ الرقة