نحن السوريـــــــــين...
ينشأ اليوم، في هذه اللحظات من التاريخ، وضع جديد وتتغير كل الموازين.. ولكن ربما من المبكر الحديث عن المآلات..
فجأة اكتشفنا نحن السوريين أننا مواطنون بامتياز، وجدنا أنفسنا في واجهة الحدث، وظهرنا في وسائل الإعلام المختلفة، على شاشات التلفزيون وشبكات الانترنت، ثم أصبحنا في قلب الحدث ومحوره، وأصبح الجميع يتحدث باسمنا ويمثلنا في الداخل والخارج.. يتصارعون باسمنا و«من أجلنا»، لأنهم اكتشفوا فجأة أننا يمكن أن نكون «شعباً» يمكن أن «يريد».. ولذلك فهو «يستحق»، وتطوعوا لإعطائنا دروساً في الوطنية وتعليمنا كيف نكون وطنيين على «قياسهم»؟
ثم يكتشف البعض، ممن أغلق أبوابه على نفسه ومصالحه ومشاريعه الخاصة، «متأخراً» أننا مواطنون، وأن لنا «حقوقاً» ومطالب مشروعة تنازل واعترف ببعضها، ويصارع متعنتاً في معظمها الأكثر أهمية، ويطرح مشروعه أيضاً باسمنا ومن أجل ديمقراطيتنا وحريتنا وحقوقنا المدنية والإنسانية، ولكن من موقع آخر! والطرفان، رغم الاختلاف الظاهري للموقع، الذي يدعي كلّ منهما أنه يمثلنا منه، لا يختلفان عن بعضهما من حيث أنهما لا يملكان الثقة بالسوريين الذين مازالوا يجلسون أمام وسائل الإعلام وقنوات الأخبار ويراقبون بحذر كيف يصنع لهم «آخرون» نموذجاً خاصاً للوطنية على مزاجه، وكيف يمتطي هؤلاء«الآخرون» أحلامهم وطموحاتهم وآمالهم، ويدّعون أنهم يمثلونهم دون حتى أن يحاولوا أن يقطعوا المسافة التي تفصلهم عنه، ويكتشف السوريون أنهم مجرد مادة ووقود لتلك «المشاريع» المتصارعة.
في ذروة لهاثهم اليومي وراء حاجاتهم اليومية ومطالب حياتهم، يقف السوريون صامتين ومندهشين، أمام كل من يهتف باسمهم وبما «يريدون ..»، بينما تقف حقوقهم ومطالبهم المشروعة فعلياً منتظرة على الرف..
نحن السوريين، رغم صمتنا الآن، سنكون يوماً ما، ما نريد ..