تصاعد الحراك في دير الزور

تتابع قاسيون الأحداث في دير الزور وتطوراتها وانعكاساتها وخاصةً حقّ أبناء الشعب في التعبير عن رأيهم والمطالبة بحقوقهم التي تؤيدها.. وفي الوقت ذاته تشجب كلّ أساليب القمع ومحاولات تشويهها وتخوينها أو حرفها عن مسارها نحو الفوضى .. ففي البوكمال أثار ما قام به أحد العشائريين من نشر مسلحين من قبيلته أمام المساجد استفزازاً شعبياً وعشائرياً يجب محاسبته عليه.. وكذلك ما قام به بعض الفاسدين والمسؤولين في المدينة بمحاولات مواجهة مع المتظاهرين يوم 8/4 كمؤيدين ومنهم من كان يحرض عليهم ويعتبرهم خونة، وهو ما كاد يؤدي إلى صدامٍ شعبيٍ رغم أن هتافات المحتجين اقتصرت على:

(سورية، حرية، سلمية.. بالروح بالدم نفديك يا درعا.. ديرية وما بينا خيانة).

 

هذا وقد جرت اعتقالات لقسمٍ من المحتجين أمام المتابعين، وكذلك اعتقل وسام المشعان وهو يصور ويوثق الأحداث لقاسيون مع مراسلها، وتعرض للضرب والتعذيب، وصودرت كاميرا التصوير ولم تُعاد، ومن ثمة أخلي سبيله مع البعض مساءً بعد مطالبة علنية مباشرة أمام المتابعين بالإفراج عنه وعنهم، وتحميل المسؤولية لمن اعتقلهم ومحاسبتهم. وقد استجابت إحدى الجهات الأمنية لذلك، وقد كان تعاملها مع المتظاهرين محط تقدير بعكس الجهة التي اعتقلته.

هذا وقد قام الأهالي في مساء يوم الأحد 12/4 بتشييع مواطنين استشهدا في حمص يوم 9/4 أثناء ذهابهما لبيع خضارٍ فيها.. وأصيب ثالث برصاص غير معروف هوية مطلقيه حسبما أفاد مقربون من ذويهم، وقد جالت تظاهرات التشييع شوارع دير الزور مساءً بشعارات متنوعة، وأكثرها بالروح بالدم نفديك يا شهيد.. ومنددة بالممارسات ومن وراءها.. ورافقها حشدٌ كبير من الأهالي المتضامنين وكذلك من رجال الأمن الذين طلبوا من أصحاب المحلات التجارية إغلاقها..!

إن من يسلح أقاربه وينشرهم.. ومن يتعمد مواجهة المتظاهرين أو يمنعهم من التعبير عن رأيهم ومطالبهم ويعتقلهم.. واستمرار هذه الممارسات، مسؤول عن توتير الأوضاع وتفجيرها، وهذا يصب في مصلحة خلق الفتن الداخلية والمخططات المعادية ونشر الفوضى..

إن المطالب الشعبية تؤكد على ضرورة القيام بالإصلاحات الجذرية والشاملة ومحاسبة الفاسدين الكبار وليس بتغيير الوجوه. وكذلك بحماية حق المواطنين في التعبير عن رأيهم ومطالبهم المشروعة بالطرق السلمية وهو حقّ يكفله الدستور..

إنّ الاستجابة لمطالب الشعب وما يريده هي الكفيلة بقطع الطريق على المعادين للشعب والوطن ومخططاتهم سواء من الخارج أو الداخل، كما أنها كفيلة بتحقيق كرامة الوطن والمواطن..