عرفات: القادم من الأيام يحمل معه حلاً أكيداً وفي الآجال الزمنية الموضوعة
التقت إذاعة سوريانا الحكومية، يوم الخميس 21 نيسان، مع الرفيق علاء عرفات أمين حزب الإرادة الشعبية لتسأله عن مستجدات الوضع السياسي وخصوصاً تطورات مفاوضات جنيف.. فيما يلي مقتطفات من هذا الحوار، والحوار كاملاً منشور على موقع قاسيون الالكتروني..
بدأت المحاورة بسؤال عن تقييم جولة جنيف الثانية، وهل تعني مجرياتها فشلاً للحل السياسي وعودة للحل العسكري؟ عن ذلك أجاب عرفات: «لا طبعاً، إن انعقاد جولات جنيف بحد ذاته هو مؤشر يُفهم منه أن الأزمة السورية ذهبت إلى الحل السياسي، أما بقية العناصر فهي عناصر مُلحقة. التصعيد العسكري الذي جرى في الشمال خصوصاً يتحرك على إيقاع الحل السياسي وليس العكس».
وفد الهيئة العليا.. «كوكتيل»
«ما يُسمى بوفد الهيئة العليا للتفاوض هو عبارة عن كوكتيل بالمعنى السياسي والعسكري»، هذا ما قاله عرفات في معرض إجابته عن سؤال حول تفسيره لسبب انسحاب وفد الرياض من المفاوضات، وتابع: «وفد الرياض ليس قوة واحدة موحدة، هو طرف واحد ولكنه ليس موحداً، وبالتالي هنا تعمل عناصر متعددة. جميعنا نعرف أن جزءاً من الموجودين في الهيئة العليا للتفاوض يدينون بولائهم بشكل أساسي للأتراك، وآخرون للسعوديين. فلننس إذن أن وفد «الهيئة العليا» هو الذي أخذ القرار بالانسحاب، وهنا يجب أن نبحث عن القوى الإقليمية والدولية، ما مصلحتها وماذا تريد في هذه اللحظة» وأضاف: «بالدرجة الأولى، الظاهر أن الأتراك هم الذين قاموا بالدفع باتجاه الانسحاب، وفي نهاية المطاف الأطراف المعادية للحل السياسي تم إجبارها على حضور جنيف، وفي كل خطوة وخصوصاً عندما يتم الاقتراب من الوصول إلى منعطف أو إلى نهاية في هذه المفاوضات سنجد نوعاً مما يمكن أن نسميه «الجفل»، يرون أن الأمور لا تسير كما كانوا يريدون، وهذا كان واضحاً منذ البدايات لأي أحد يقرأ سياسية، لن يكون الحل في سورية لا على هوى وفد الهيئة العليا، وليس على هوى الحكومة السورية أيضاً، سيكون هنالك حل وسط في نهاية المطاف»
حلول وسط
وحول النقطة نفسها تابع عرفات يقول: «إذا كان الطرح الآن عند جماعة الرياض أنهم يريدون هيئة حكم انتقالي غير موجود فيها الرئيس، بمعنى شيء يشبه ما يسمى «مجلس قيادة الثورة» عندما يحث انقلاب في بلد من البلدان يعملون شيئاً اسمه مجلس قيادة ثورة فهذا لن يحصل. والوفد الحكومي يتحدث عن حكومة موسعة وانتخابات برلمانية وليست رئاسية، في حين أنه في القرار 2254 عملياً يفهم أنه يوجد انتخابات برلمانية ورئاسية، ثانياً القرار 2254 لا يتحدث عن حكومة يتحدث عن جسم انتقالي، لأن كلمة حكومة وحتى إن كانت موسعة، تعني استناداً للدستور حكومة بصلاحيات وفق الدستور، وفي سورية الحكومة كحكومة ليس لديها من الصلاحيات ما يكفي، الصلاحيات الأساسية في الحكم في سورية موجودة في رئاسة الجمهورية وليس في الحكومة، وبالتالي إذا تم تشكيل حكومة اليوم استناداً للدستور الحالي فهذه الحكومة ستكون غير قادرة على تنفيذ ما هو مطلوب منها لذلك النقاش يدور هنا حول هذه المسألة».
الإعلام الرسمي والإعلام الوطني!
تطرق الحوار بعد ذلك إلى الإعلام الرسمي السوري وحجبه أصواتاً معارضة بعينها، وتحول الحوار في حينه سجالاً من جهة المحاورة التي حاولت الدفاع عن الإعلام الرسمي.. عرفات: «نادراً ما يتم دعوتهم، مثلاً يمكن لأحد المسؤولين السوريين أن لا يعجبه هذا الحديث، وينبّه عليكم ألا تدعوني مرة أخرى! يعني أنتم موظفين في نهاية المطاف، ويمكن أن يطلبوا منكم أن لا تقوموا بدعوة فلان من الناس، وهذا يحدث كثيراً، وهناك الكثير من الشخصيات المحجوبة عن الإعلام!». المحاورة: «يجب أن تسمح لي، نحن فعلياً نقوم باستضافة شخصيات من المعارضة الداخلية بالأسماء، ما هي الأسماء المحظورة»، عرفات: «أنا مثلاً منذ سنة حظرت، لم تتم دعوتنا، لم يعجبهم موقفنا السياسي، وبالتالي يجب الانتباه أن في سورية إعلام دولة، أي إعلام حكومي، وليس إعلام وطني بالمعنى الشامل، يعني السيد وزير الإعلام أو أحد المسؤولين يطلب حجب بعض الأسماء والجميع ينفذون». المحاورة: «قمنا بتغطية مؤتمركم في دمشق «كنتو رح تدبحوا بعض يا جماعة»». عرفات: «أنا لم أكن في المؤتمر الذي تتحدثين عنه، وهذا المؤتمر تم إعداده من قبل جماعتكم، وأنتم من رتبتموه، وبالتالي هؤلاء الذين «دبحوا بعضهم» هم جماعتكم الذين ظهرتموهم ولمعتموهم، هم المرضي عنهم. وبالعودة إلى موضوعنا، ليس المطلوب من المعارضة أن تتوحد لأن توحيد المعارضة هو مطلب أمريكي، المعارضة لديها برامج مختلفة وممكن أن تتجمع وأن تتفق على نقاط محددة ولكن لا ضرورة لتوحيدها، ويمكن لأحد مثل الدكتور الجعفري أن يقول ليس لدينا معارضة بل لدينا معارضات، هذا طبيعي وكما سيحدث عندما ستخرج هذه الحكومة من الحكم ستتحول إلى معارضات، أنا واثق من هذا، وبالتالي ليست سبة أن يكون هناك معارضات، ثانياً دخول العامل الدولي على موضوع الأزمة السورية وبالتالي ارتهان البعض أو تأثرهم أو تفاعلهم يؤدي إلى إظهار مواقف تؤدي عملياً إلى نوع من إعاقة تجميع المعارضة، يعني مثلاً تركيا تضع فيتو على القوى اليسارية في سورية وعلى الأكراد، لماذا لا يوجد تمثيل لحزب الاتحاد الديموقراطي في جنيف؟ لأن تركيا لا تريد ذلك وهناك تفاعل من قبل الغرب معها، بالمناسبة هل تستضيفون حزب الاتحاد الديموقراطي في الإعلام؟ لا أظن، هذا معارضة أيضاً، وبالتالي هذه العناصر التي نتحدث عنها هي التي تؤدي عملياً إلى عدم تجميع قوى المعارضة، وإن كانت حالة قوى المعارضة اليوم أحسن بكثير مما كانت عليه في السابق».
أوباما وترتيب الدور السعودي
حول أهداف اللقاء بين أوباما والسعودية، وطريقة قراءته قال عرفات، أنه لا بد من تثبيت نقطة أولى في القراءة بأن: «الولايات المتحدة الأمريكية أصبحت طرفاً متراجعاً، وهذا الطرف يحاول أن يقيم ترتيبات في المناطق التي يخرج منها، والولايات المتحدة على وشك الخروج من المنطقة بالمعنى العسكري والسياسي، وبالتالي نشأ وضع مرتبط بالدول الإقليمية، وأدوارها في المنطقة، فإيران على سبيل المثال دورها يتصاعد، بينما السعودية وتركيا في مأزق، وعملياً المرتبطين بالولايات المتحدة يتراجعون معها، وبالتالي الأمريكيون الآن في طور محاولة رسم الملامح من وجهة نظرهم للمنطقة ولعلاقة حلفائهم ببعضهم البعض. اليوم الزيارة للمملكة السعودية، تحدث في إطار هذه الترتيبات لرسم حدود الدور السعودي، حيث تحاول المملكة أن توسع دورها، ولا بد من ضبطها. أي أن الأمريكيين يحاولون أن يرسموا حدود حركة حلفائهم ليتوسعوا ضمنها، وهي من حيث الجوهر إملاءات رغم أن شكلها قد لا يكون كذلك».
وجود «الكيان» على طاولة البحث
وفيما يتعلق بموقف حكومة الكيان الصهيوني وتصريحاته حول الجولان السوري المحتل، أكّد عرفات: «هذا السلوك نابع من مخاوف أساسية، وعلى رأسها مسألتان، الأولى: أنه إذا كان الكيان الصهيوني يعيش طول الوقت على الحماية الأمريكية والغربية، فاليوم ميزان القوى العالمي لم يعد يسمح بتوفير هذه الحماية من قبل هذه الأطراف، فهو يحاول أن يبحث عن مخارج، لأنه دون هذه الحماية الغربية فإن استمرار الكيان مسألة صعبة. المسألة الثانية المقلقة بالنسبة للكيان، تتعلق بالحل السياسي، فقبل أيام كان نائب الرئيس الأمريكي يتحدث أنه لا بد من أن يقوم حل الدولتين، لأنه إذا لم يتم هذا الحل، فلابد من اللجوء إلى حل الدولة الواحدة، وإذا حدث ذلك فلا مستقبل لـ(إسرائيل)».
وأضاف: «بمعنى آخر، الكيان الصهيوني يشعر بخطر وجودي في المنطقة، وهو يسعى لإيجاد مخارج من هذا الوضع، فالكيان الصهيوني، أصبح وجوده ككيان عنصري موضع بحث على الطاولة، أن يبقى أو لا يبقى، وهذا ما يفرضه التطور التاريخي العالمي في المنطقة».
حل أكيد وضمن الآجال الموضوعة
وعن الآفاق المنتظرة من جنيف قال عرفات: «القادم من الأيام فيما يتعلق بالحل السياسي، يحمل معه حلاً أكيداً، وفي الآجال الزمنية الموضوعة، وكلما اقتربنا باتجاه الوصول إلى الحل فإن أحداً سيحاول أن يزيد اشتعال المعارك، وعندما لا ينجح، فإن الهدف السياسي من التصعيد لن يتحقق، وسنذهب إلى حل، والهدف العسكري كذلك لن يتحقق لأنه بالوصول إلى حل سياسي، فإن ميزان القوى العسكري لن يكون لصالحهم أيضاً»