عرفات: أتهم الائتلاف والمعارضة الخارجية بأنها قدمت خدمة كبيرة للنظام!

عرفات: أتهم الائتلاف والمعارضة الخارجية بأنها قدمت خدمة كبيرة للنظام!

التقت خلال الأسبوع الفائت كل من إذاعة «ميلودي إف إم»، وقناة «الحرة»، وموقع «المحاور الإخباري»، ووكالة الأنباء الصينية، وقناة «الاتحاد»، وقناة (العالم) مع الرفيق علاء عرفات أمين حزب الإرادة الشعبية وعضو قيادة جبهة التغيير والتحرير، وتناولت اللقاءات بمعظمها اجتماع الرياض لقوى من المعارضة السورية، وفيما يلي ننشر مقتطفات من مقابلتي الحرة وموقع المحاور الإخباري، على أنّ بعض المواد الكاملة منشورة في موقع قاسيون..  

حول موقف الجبهة من اجتماع الرياض

«نحن من حيث المبدأ مع اجتماع المعارضة من أجل تحديد وفدها الذي قرره اجتماع فيينا، المشكلة أن المبادرة السعودية في عقد هذا الاجتماع في الرياض أتت من حيث التطبيق مخالفة عملياً لقرارات فيينا، من حيث الدعوات، لأن القرار يقول إنه ينبغي دعوة أوسع طيف للمعارضة وتمثيلها في هذا الاجتماع. المسألة الثانية أن هذا الاجتماع كان من المفترض أن يكون تحت إشراف الأمم المتحدة، وأثناء التحضيرات لم تظهر الأمم المتحدة بتاتاً في هذا الاجتماع، لذلك من وجهة نظرنا وانطلاقاً من قرار فيينا نقول إن هذا الاجتماع قد فشل قبل أن ينعقد حسب طريقة التحضير له».

هل غياب مجموعة من المعارضة عن الاجتماع كفيل بفشله، وماذا لو شكل الاجتماع وفداً وذهب إلى فيينا ونيويورك؟

«طبعاً هو احتمال قائم، ولكن ما قيمة ذلك إذا كانت هناك قوى أخرى لم تجر دعوتها، وبالتالي لم تلحظ مطالبها؟ على سبيل المثال هناك حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يمثل طيفاً واسعاً من الأكراد ولديه قوات حماية الشعب، ولديه مطالب ورؤى محددة كان ينبغي أن تلحظ في هذا الاجتماع، بالإضافة إلى القوى الأخرى التي لديها رؤاها أيضاً، والقوى التي جرى تغييبها أيضاً ليست مجموعة، وإنما هي قوى جدية حقيقية موجودة على الأرض، وهي أهم بكثير من قوى دعيت وأفراد تمت دعوتهم. المسألة الثانية هي دعوة الفصائل المسلحة. الفصائل المسلحة جرت دعوتها قبل صدور القائمة السوداء، قائمة الإرهاب، وإن دعوة بعض الفصائل من هذا النوع قبل صدور هذه القائمة هو استباق لمحاولة تلميع بعض المسلحين الذين يمكن أن يكون تصنيفهم ضمن قائمة الإرهاب، وبالتالي هذا الاجتماع عملياً لم يأخذ هذه النقطة بعين الاعتبار. وهذه المسألة إذا حدثت فهذا يعني أنه مطلوب أو يجري الدفع باتجاه تشكيل وفد المعارضة بحيث يؤدي بهذه العملية نحو الفشل، ربما يكمن في هذه المسألة أن السعودية تريد أن تدفع الأمور باتجاه إبعاد الحل السياسي وعدم نجاحه. إن عملية إبعاد الحل السياسي أو إفشاله يمكن أن تكون أحد أدواتها، العمل شكلياً باتجاه الحل السياسي ولكن من حيث المضمون نسفه من الداخل، أعتقد أن هذا ما يجري الآن في الرياض».

معارضة لتجميل صورة النظام؟! 

ورداً على سؤال بأن هناك من يشكك بمعارضة الداخل بأنها تخدم النظام قال عرفات: «عملياً وبالممارسة الحقيقية إذا كنا نريد أن نحدد من الذي خدم النظام، فهو عملياً ذلك الطرف الذي دفع الأمور باتجاه التسلح، لو أنّ الحركة الشعبية السورية استمرت دون تسلح لكان حظها من النجاح أكبر بكثير،  لذلك أنا أتهم الائتلاف والمعارضة الخارجية بأنها لعبت الدور الأساسي عملياً في عسكرة الحراك الشعبي ودفع الأمور بهذا الاتجاه وبالتالي قدمت خدمة كبيرة للنظام. المسألة الثانية أن القوى المستبعدة ليست وليدة اللحظة كما هو الائتلاف حالياً، حزب الاتحاد الديمقراطي هو حزب قديم، صالح مسلم كان موجوداً في سجون النظام هو وعدد كبير من مناضلي هذا الحزب، أيضاً في جبهة التغيير والتحرير هناك معتقلين ممن أقاموا في سجون النظام عشرات السنين، الاستاذ عادل نعيسة والأستاذ فاتح جاموس ود.يوسف سلمان وغيرهم الكثير، وهم معارضون معروفون، ومعارضتهم ليست حديثة وليست منذ بضع سنوات أو بضعة أيام أو أشهر أو أسابيع، لذلك هذه الاتهامات مردودة على أصحابها، البعض يعتقد أو يريد أن يفهمنا أن معارضة النظام تقتضي حمل السلاح، وتقتضي رفع شعارات غير قابلة للتطبيق أدت وتؤدي عملياً باتجاه البلاد نحو التدمير وموت عدد كبير من الناس، هذه مسألة مختلفة، بعض أطراف المعارضة الخارجية لديها مثل هذا التصور، وهي حرة بهذا التصور».

لو لم يواجه الحراك الشعبي من النظام بالعنف والرصاص لما اضطر إلى التسلح وإلى الذهاب باتجاه العسكرة، هل برأيك كان ممكناً استمرار الحراك الشعبي سلمياً؟

«بطبيعة الحال كان ذلك ممكناً، ولكن نشاط بعض القوى هو الذي دفع بالأمور بهذا الاتجاه مدعومة من بعض دول الجوار التي بدأت تدخل على خط الأزمة السورية وعملياً ذهبت المسألة كلها إلى العمل المسلح. المسألة الأخرى التي أريد أن أقولها، اليوم تلك القوى التي رفعت شعارات مثل الإسقاط وحمل السلاح تتحدث عن حل سياسي، في حين أن القوى التي كانت تتحدث عن حل سياسي منذ اللحظة الأولى يجري اتهامها بأنها ديكور إلى جانب النظام، هذه من مفارقات الأزمة السورية مع الأسف،  مع أن الذي انتصر في نهاية المطاف اليوم هو موضوع الحل السياسي، لا يحق للقوى التي كانت تتحدث عن إسقاط النظام بالسلاح اليوم أن تقول إنها هي من تمثل الشعب السوري وإنها هي من سيذهب إلى صياغة الحل السياسي، هذه القوى عملياً هزمت وهزم طرحها السياسي بما يتعلق بحمل السلاح وإسقاط النظام بالسلاح، يجب عليها أن تطرح شيئاً آخر وتذهب لتجد طريقاً مع كل القوى السياسية المعارضة من أجل صياغة الحل السياسي اللاحق».