حراك ما قبل «فيينا» مستمر.. موسكو: تشكيل لجان فرعية حول سورية تجربة أمريكية «فاشلة»

حراك ما قبل «فيينا» مستمر.. موسكو: تشكيل لجان فرعية حول سورية تجربة أمريكية «فاشلة»

أكدت موسكو أن واشنطن لم تنسق معها قبل بدء عمل اللجان الفرعية في فيينا حول سورية، معتبرة الخطوة الأمريكية «فاشلة»، معلنة رفضها تقسيم المشاركين في مفاوضات فيينا إلى أساسيين وفرعيين.

وقالت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية في مؤتمر صحفي الخميس 12 تشرين الثاني، إن روسيا لا تقبل فرض حلول للأزمة السورية وخطوات أحادية الجانب في عملية التسوية.
وأشارت زاخاروفا إلى أن هذه اللجان لم تفترض مشاركة كل من إيران والعراق ولبنان وإيطاليا والاتحاد الأوروبي، موضحة أن روسيا لا تدرك حتى الآن الصيغة التي تعمل بها هذه اللجان وأهدافها، ودعت المتحدثة باسم الخارجية الروسية إلى «العمل المنسق على أساس التفاهمات المتفق عليها دون مثل هذه الخطوات الأحادية الجانب والمتسرعة» التي تضر العملية، كما شددت الناطقة الدبلوماسية مجدداً على ضرورة التوصل إلى اتفاق بشأن تحديد قائمة موحدة للتنظيمات الإرهابية.
وذكرت أنه لم تجر حتى الآن أي مشاورات دولية حول هذه المسألة قبيل اجتماع فيينا المقبل، وذلك على الرغم من أن روسيا طرحت هذه المسألة بقوة خلال اجتماع فيينا السابق، باعتبار أنها تمثل أحد العناصر المحورية في سياق عملية فيينا.
وكانت الخارجية الروسية قد اصدرت في اليوم السابق بياناً صحفياً أوضح أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بحث في اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي جون كيري الأربعاء 11 تشرين الثاني التحضيرات لاجتماع فيينا بشأن الأزمة السورية.
وجاء في البيان أنه خلال الاتصال الذي بادر إليه الجانب الأمريكي، شدد لافروف على ضرورة الالتزام بما اتفق عليه خلال اللقاء الأول في فيينا في 30 تشرين الأول، وهو أن الهدف الأول من هذه الصيغة يتمثل في المساعدة على بدء الحوار بين السوريين أنفسهم، على أساس المساواة، مع الاستفادة من إمكانيات جميع الأطراف الخارجية المؤثرة على الوضع في سورية.
عبداللهيان
يمثل طهران في «فيينا»
في هذه الأثناء، أعلنت السفارة الإيرانية في موسكو، يوم الجمعة 13/11/2015 أن أمير عبد اللهيان مساعد وزير الخارجية الإيراني سيشارك في لقاء فيينا المزمع عقده يوم السبت 14/11/2015، موضحة أن تخفيض مستوى تمثيل البلاد في المفاوضات يرتبط بانشغال وزير الخارجية محمد جواد ظريف بفعاليات أخرى مدرجة على جدول أعماله.
وسبق أن أوضح عبد اللهيان نفسه في تصريحات له بلبنان الأربعاء أن المشاركة الإيرانية في المفاوضات المكرسة لتسوية الأزمة السورية تتوقف على «أجوبة يجب أن تقدمها واشنطن عن الأسئلة بشأن خطوات أحادية أقدمت عليها دون استشارة الآخرين».
بدورها أعلنت وزارة الخارجية الروسية الخميس أن إيران لم تفقد اهتمامها بمفاوضات فيينا حول سورية، حيث قال ميخائيل بوغدانوف مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا نائب وزير الخارجية الروسي، إن الجانب الإيراني بصدد اتخاذ قرار بشأن المشاركة في اجتماع فيينا، مؤكداً أن «اهتمامهم كبير».
وكان وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والإيراني محمد جواد ظريف قد دعيا اللاعبين الخارجيين إلى دعم الحوار السوري- السوري من أجل التوصل إلى حل، بدلاً من محاولات حسم نتائجها مسبقاً.
وأوضحت وزارة الخارجية الروسية أن الوزيرين واصلا خلال مكالمة هاتفية جرت بينهما الأربعاء تبادل الآراء حول سبل تسوية الأزمة في سورية.
من جهتها نفت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا الأنباء التي أوردتها بعض وسائل الإعلام والتي زعمت أن روسيا تعد مشروع اقتراحات ما حول تسوية الأزمة في سورية لتقديمها إلى اجتماع فيينا القادم.، قائلة «إن هذه الأنباء لا تتطابق مع الواقع».
 مشاركة صينية مجدداً
وفي سياق متصل باجتماعات فيينا، ذكرت بكين أنها تولي اهتماماً كبيراً لمحادثات فيينا حول سورية، مؤكدة تمثيلها في الاجتماع المقبل على مستوى نائب وزير الخارجية لي باو دونغ.
وأعرب متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في تصريحات الجمعة 13 تشرين الثاني عن أمله في توصل الأطراف المشاركة في لقاءات فيينا إلى توافق حول إطلاق عملية التسوية السياسية للأزمة السورية في أقرب وقت.
كي مون..
أما الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون فقد حث الدول المشاركة في محادثات فيينا حول سورية على العمل على تقريب مواقفهم من أجل إطلاق العملية السياسية في سورية.
وأضاف في كلمة ألقاها في افتتاح القمة الرابعة للدول العربية ودول أمريكا اللاتينية في الرياض، أواسط الاسبوع الماضي «أن العديد من الدول بينها السعودية شاركت في مفاوضات فيينا مؤخراً وعلينا مواصلة العمل على تقليص الاختلاف في مواقفنا والسعي إلى بدء عملية سياسية حقيقية في سورية ووضع حد لما يجري هناك».
وبحسب بيان نشر على موقع منظمة الأمم المتحدة على الانترنت فإن «بان» حث (أيضاً) خلال لقائه الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز السعودية على العمل مع مبعوثي الأمم المتحدة إلى سورية، ستافان دي ميستورا، واليمن، اسماعيل ولد شيخ أحمد».
«لاينبغي أن تكون فيينا
فرصة ضائعة..!»
 بدوره دعا مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا في وقت سابق القوى العظمى إلى الاستفادة من الاندفاعة التي حققتها محادثات فيينا وإلى وضع عملية سياسية قادرة على حل الأزمة في سورية.
ونقلت «اف ب» عن دي ميستورا قوله في ختام اجتماع لمجلس الأمن الدولي قدم خلاله عرضاً عن المباحثات التي أجراها في دمشق وواشنطن وموسكو حول الأزمة في سورية «إن اندفاعة فيينا لا يجوز تفويتها»، مشيراً إلى أن هذه اللقاءات يجب أن تعطي أهدافا قابلة للتحقيق، وأحد هذه الأهداف يجب أن يكون تخفيف العنف».
وأضاف «إن عملي هو التأكد من أن الدول المهمة مثل روسيا والسعودية وإيران ستجتمع حول الطاولة وتقدم عملية سياسية»، لافتاً إلى أنه «حان الوقت كي تواجه هذه الدول هذه التحديات».

وقالات + قاسيون