هيستيريا إعلامية تنضح بفضائح الكذب!
هيستيريا إعلامية إن صح التعبير أصابت الإعلام الغربي ومشتقاته بعد الإعلان الروسي عن ضربات ضد تنظيم داعش الإرهابي وتنظيمات إرهابية أخرى من مشتقاته. سرعان ما انتقلت العدوى إلى الإعلام (العربي) الذي يدور في الفلك الغربي لتثبيت دعاية الغرب حول الضربات الروسية ببث ادعاءات مختلفة تشكك بنوايا الروس وسلوكهم العسكري على الأرض
الدعاية الإعلامية التي حاول تثبيتها الغرب، هي أن داعش لم يكن هدفاً للضربات الجوية الروسية، بل كانت الأهداف وفقاً لبعض الروايات تترواح من معارضة مسلحة معتدلة، ومدنيين سقطوا نتيجة القصف الروسي، تتالت بعدها تصريحات رسمية غربية أكدت أن الأداء الروسي لم يخرج عن أهدافه المعلنة بضرب داعش وأمثالها، تبعها هجمات إعلامية مضادة أداها الإعلام الروسي بحرفية ضد مزاعم الإعلام الغربي ومشتقاته. وترصد قاسيون في هذه التغطية أهم السجالات الإعلامية التي دارت حول ذلك.
قناة العربية: أقل استنفاراً تمهيداً لإنقلاب لاحق!
بدورها كانت قناة العربية التابعة للسعودية أقل استنفاراً من قناة الجزيرة في إطار تغطيتها للعملية الروسية، فيما قد يفهم منه إشارة سعودية سياسية تمهد لإنقلاب لاحق وفقاً لمراقبين. واكتفت القناة بوضع التدخل الروسي في سياق طائفي كعادتها حيث نشرت مقالاً تحدثت فيه عن أن (الكنيسة الأرثوذكسية الروسية التدخل العسكري لـ موسكو في سوريا معركة مقدسة).
كما نقلت القناة عن جون ماكين أحد أبرز الوجوه الأمريكية الداعمة للفاشية قوله أنه (يمكنني أن أؤكد أن هذه الغارات استهدفت الجيش السوري الحر أو مجموعات دربتها وسلّحتها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية).
وأضاف ماكين الذي ضاق ذرعاً على ما يبدو بالتراجع الأمريكي في المنطقة بالقول: (أن الرسالة الروسية للولايات المتحدة هي ألا تقوم بطلعات جوية فوق سورية، وأضاف السيناتور الجمهوري: إن الرئيس الروسي بوتين يعود بقوه إلى الشرق الأوسط لأول مره منذ السبعينات، واتهم الإدارة الأميركية بالتراجع والوقوف مكتوفة الأيدي)..
CNN العربية: المعارضة المعتدلة عميلة للـCIA!
هذا وبث موقع CNN بالعربية فيديو لمعسكر مدمر تحدث فيه أحد نشطاء ما يسمى بـ(المعارضة المعتدلة) عن أن «غارات روسية» استهدفت معسكراً تدريبياً للواء في إدلب، ونسب موقع CNN بالعربية هذه التصريحات إلى قائد الجبهة الشمالية في لواء صقور الجبل المعارض.
المثير في هذا السياق أن وسيلة الإعلام الأمريكية التي جهدت لتثبت أن من تتحدث عنهم هم معارضة معتدلة عبر الفيديو، اضطرت للاستناد في أن أحد مقاييس اعتدال هذه المعارضة هو ارتباطها بوكالة الاستخبارات الأمريكية، لدرء تهمة ارتباط مثل هذه المعارضة بداعش، وقال الموقع: (تابع علي في مقابلة مع CNN بالقول: «معسكرنا التدريبي يقع في جبل الزاوية في إدلب وكنا نتلقى دعماً عسكرياً أمريكياً للمساعدة على قتال داعش في حلب وإدلب،» لافتاً إلى أن 2000 مقاتل يحاربون في لواء صقور الجبل.» وأضاف موقع CNN بالعربي بالتالي: ( يشار إلى أن اللواء يتم تنظيمه من قبل وكالة الاستخبارات الأمريكية، أو ما يُعرف بـ»CIA» في كل من المملكة العربية السعودية وقطر)!.
كما ختمت القناة تقريرها بالتالي (يشار إلى أن موقع CNN بالعربية لا يمكنه التأكد بشكل مستقل من الأنباء والمعلومات التي يتم تناقلها عبر وسائل التواصل الاجتماعي) وذلك لترك مسافة “مهنية” تجنبها مغبة التقلبات السياسية في مواقف الساسة الأمريكيون.
الاستخبارات الأمريكية تُكذب البيت الأبيض
أكدت الاستخبارات العسكرية الأمريكية أن القوات الجوية الروسية العاملة في سورية لم تقصف أية قوى معارضة تدعمها واشنطن بخلاف ما زعم البيت الأبيض.
وقال نائب قائد أركان القوات الأمريكية لشؤون الاستخبارات الجنرال روبيرت أوتو للصحفيين الخميس 1 تشرين الأول: إن القوات الجوية الروسية لم تقصف مثل هذه المجموعات من المعارضة السورية.
وأضاف أن السؤال عن شكل رد الفعل الأمريكي في حال حصول مثل هذه الحالة يحمل صفة افتراضية.
تصريحات قائد أركان القوات الأمريكية لشؤون الاستخبارات تتناقض مع مزاعم المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست، بأن روسيا تستهدف في سورية قوى «المعارضة المعتدلة» وليس «داعش»، فحسب.
وتأتي تصريحات إرنست في سياق حملة إعلامية مضادة، يقول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنها بدأت حتى قبل أن تبدأ المقاتلات الروسية طلعاتها في أجواء سورية.
وتسوق تقارير بعض وسائل الإعلام الغربية معلومات حول سقوط ضحايا مدنيين بسبب الضربات الروسية.
وأشار الرئيس الروسي إلى أن موسكو مستعدة للحرب الإعلامية بشأن عمليتها في سوريا، قائلا: «المعلومات الأولى عن سقوط ضحايا مدنيين صدرت حتى قبل إقلاع طائراتنا»، لكن بوتين استدرك بالقول إن ذلك «لا يعني أن علينا تجاهل معلومات من هذا النوع».
وقال بوتين إن الاستخبارات ووزارتي دفاع روسيا والولايات المتحدة تقوم بتطوير تبادل المعلومات بشأن الوضع في سورية، معرباً عن أمله في إنشاء آلية دائمة معنية بذلك، وذكر أن دولاً من المنطقة تشارك في تبادل المعلومات.
الجزيرة القطرية: 10 منشورات في 24 ساعة ضد الروس
قناة الجزيرة القطرية بثت أكثر من 10 منشورات متنوعة خلال 24 ساعة على صفحتها على الفيسبوك في يوم 2/10 وذلك في محاولة للتجييش الإعلامي المضاد للدور الروسي الذي يقوم بضرب داعش، وذلك في اتساق كامل مع الدعاية الغربية، والتي كان أبرز عناوينها على صفحات القناة: (ما الذي سيقوله أردوغان للرئيس الروسي بخصوص الحل في سوريا؟ ولماذا يعتقد أن العمليات الروسية موجهة ضد المعارضة السورية المعتدلة وليس ضد تنظيم_الدولة؟) في محاولة منها لاستخدام أردوغان كفزاعة هزيلة في وجه الروس.
كعادتها كررت القناة في جملها رواية الغرب باستخدام ورقة المدنيين، الأمر الذي تجاهلته القناة على مدار أكثر من عام جراء ضربات التحالف الأمريكي للأراضي السورية، والذي لم ترى فيه (استباحة) لسورية كما تصف العمل العسكري الروسي في سورية، فتحدثت عن أن (المناطق التي استهدفها القصف الروسي كانت عصيّة على النظام مثل مدينتي تلبيسة والرستن، كما استهدف القصف التجمعات المدنية ومراكز توزيع الخبز وسوق الخضار) ناسبة هذه الأحاديث إلى (نشطاء) منعاً للتبني الكامل للروايات..
كما لم تنس الجزيرة استنهاض الهمم والتجييش الشعبوي للفئات المتطرفة، وذلك باستلهام إمكانية التورط الروسي في سورية على شاكلة التخدل السوفييتي في لأفغانستان إبان ثمانينات القرن المنصرم، والذي على إثره تم إنشاء تنظيم القاعدة بتحالف أمريكي خليجي أطلق تنظيم العرب المجاهدين العرب الأفغان نواة تنظيم القاعدة اللاحق.