موسم الذهاب إلى الحل السياسي

فلم يعد من المسموح به كما يبدو الاشتغال على الوقت، والاستمرار في طريقة الإدارة السابقة للأزمة، والاستثمار فيها من أي كان، الواقع الموضوعي فرض نفسه على الجميع، ولا يغير من حقيقة الأمر الاستمرار في العنتريات الإعلامية على هوامش هذه اللقاءات..

كلمة السر

قطار الحل السياسي في سورية انطلق، والأحداث تتدحرج، وتبقى كلمة السر فيما يجري هي التوازن الدولي الجديد، - قوى السلم تتقدم، قوى الحرب تتكيف - أو تحاول التكيّف مع الواقع الجديد، أما مكابرة الأتباع وعنجهية أتباع الأتباع هنا وهناك، لم تعد ذات جدوى... حتى «هادي البحرة» أصبح داعية حل سياسي، وسيذهب الى موسكو؟! هل هناك ما هو أوضح من هذا الموقف، ليستنتج المتابع على أساسه بأن آمر العمليات الدولي، أعطى أوامره بالتكيّف مع الوقائع الجديدة التي تقول: أن واشنطن لم تعد قادرة على التحكم بالوضع،  وآمر العمليات هذا معروف عنه أنه لم يقدم يوماً على شيء، يتناقض مع مصالحه.
السؤال الذي يطرح نفسه على جدول الاعمال: ما المطلوب ونحن أمام عدو يتراجع بالمعنى الاستراتيجي، وفي الوقت نفسه يمتلك ما يمتلك من الأدوات التي قد تساعده على العبث، ولو مؤقتاً، والاشتغال على موضوع الوقت لمزيد من الاستنزاف، والعمل مع متشددي النظام واستدراجهم مجدداً إلى ملعب الفعل ورد الفعل في الجوانب الإجرائية من الحل السياسي .. ؟

ضربات متتالية

إن خوض معركة مع أي عدو متراجع، يتطلب الهجوم بضربات متتالية، لفرض مزيد من التراجع عليه، ومثل هذه الضربات في المآلات التي وصلت اليها الأزمة الوطنية، تكمن تحديداً في الهجوم على جبهة الحل السياسي، والخروج من الملعب الذي فرض على الجميع، أي ملعب العنف، الذي يعتبر أداة للقوى الفاشية في المركز الإمبريالي الدولي للتحكم بتطور الأوضاع في بؤر التوتر ومنها الكارثة السورية.

معركة من طراز خاص

السوريون عموماً، أمام معركة جديدة، في مسار الأزمة السورية، يمكن تسميتها بمعركة الحل السياسي، ومعركة الحل السياسي هذه، معركة من طراز خاص، تتطلب الانطلاق من المصلحة الوطنية العليا، وتحديداً من الحفاظ على وحدة سورية كدولة وشعب كهدف لا يوازيه هدف آخر، وكعامل مشترك يمكن أن يتوحد عليه أغلبية السوريين.. معركة متعددة الإحداثيات، تتطلب لجم القوى المتشددة في كل الأطراف، تبدأ بوقف العنف البيني، ولا تنته عنده.

 عن دور السوريين

موسم المشاورات المتعلقة بالأزمة السورية، هو خيار مفروض دولياً، عمل له على مدى سنوات الأزمة حلفاء سورية، وبالدرجة الأولى روسيا الاتحادية، على مسارين، مسار منع انهيار الدولة السورية ومؤسساتها، ومسار الحل السياسي بين السوريين.
هذا الجهد الدولي، عامل أساسي لتوفير البيئة النقيضة لبيئة العنف القائمة، بيئة الحل السياسي، ويبقى أن تستكمل بجهود السوريين، متكاملاً مع جهد الحلفاء الدوليين، لتتوحد جهود الجميع من أجل إيقاف الكارثة الإنسانية، ومحاربة الإرهاب، والتغيير العميق الجذري والشامل.