عرفات: اجتماع القاهرة يناقض أهدافه المعلنة..!

عرفات: اجتماع القاهرة يناقض أهدافه المعلنة..!

أجرت إذاعة «شام اف ام»، مساء الاثنين 8/6/2015، حواراً عبر الهاتف مع الرفيق علاء عرفات، أمين حزب الإرادة الشعبية، عضو قيادة جبهة التغيير والتحرير، في سياق تغطية الإذاعة لاجتماع عدد من المعارضين السوريين في القاهرة، ومن أجل استطلاع رأي الجبهة في ذلك، وفيما يلي أجزاء من الحوار:

 بداية ما هو موقفكم من لقاء القاهرة الذي جمع مئات الشخصيات من المعارضة السورية؟

نحن كنا من أنصار هذا الاجتماع، لأننا كنا نعتقد أنه يمكن أن يقلل الاختلافات وتفاوت المواقف بين أطراف المعارضة المختلفة، ولكن اتضح أن هذا المؤتمر لا يوجد ضمن برنامجه مثل هذه المسألة فعلياً، وهو استبعد العديد من القوى. حضرتك تقولين أنه جمع المئات، وأنا معلوماتي تقول أنه لم يجمع أكثر من مائة وخمسين بقليل من المعارضين، علماً بأن الدعوة قد وجهت لأكثر من مائتين وثلاثين، بمعنى أن هناك غياباً يتجاوز سبعين أو ثمانين شخصاً.


الجبهة لم تدع إلى هذا المؤتمر، صحيح؟

لا، الحقيقة الجبهة لم تدع إلى هذا المؤتمر. جرى بحث هذا الموضوع معنا من هيئة التنسيق، وكانت هناك طروحات لدى الجبهة أنها لا تريد الذهاب كضيف، بل تريد أن تشارك في إعداد الوثائق من الصفر، وتريد أن يكون لها رأي، مثلها مثل الآخرين من المدعوين، وأشياء أخرى تتعلق بتمويل هذا الاجتماع. هذه المطالب لبي بعضها، وبعضها الآخر لم يلب. واتضح أن الموضوع ليس موضوع مطالبنا، بل هناك من يريد أن يفتح معنا بازاراً بعدد الممثلين، ونحن طلبنا أن نمثّل مثل الآخرين، ثم اتضح أن قضية البازار والأشخاص هي ذريعة من أجل الاستبعاد. وفيما بعد- كما سمعت وكما طرح التقرير (الذي أذعتموه قبل قليل)- وقبل المؤتمر ببضعة أيام قيل إن الذين سيحضرون اجتماع القاهرة هم «الذين قطعوا بشكل كامل مع النظام». هذا ما طُرح، وطرحه الأستاذ هيثم مناع. أولاً: نحن لم نفهم إن كان جميع الأشخاص الموجودين في هذا الاجتماع قد قطعوا مع النظام، وأولهم الأستاذ هيثم مناع..!


إلى ماذا تلمح أستاذ علاء؟ إلى أن السيد هيثم مناع لا زال يتواصل مع النظام؟

المسألة تقول: «من قطع مع النظام». حسناً، ولكن ما المقياس؟ من الذي سيقول أن هذا قطع، وذلك لم يقطع؟ وهل السيد هيثم مناع نفسه الذي يطرح هذا الطرح قادر أن يبرهن على أنه قطع؟ هذا ما أريد قوله. ليس هناك أي تلميح، هناك تصريح في هذا الكلام. إذاَ، طرح المسألة بهذا الشكل كان مقصوداً منه أن يجري اتهام هذا الطرف أو ذاك، هذا الشخص أو ذاك، من أجل استبعاده، وليس من أجل وضعه (للشكل) قاعدة للتطبيق. ما كنا نراه نحن، وعدد كبير من الحضور يشاطرنا الرأي فيه، أنه ينبغي جمع أطراف المعارضة الوطنية التي تلتزم بالتغيير الجذري السلمي الشامل للنظام. كل من يتبنى برنامجياً هذا الطرح فليكن عضواً في هذا الاجتماع، هذه مسألة. المسألة الثانية: نحن كنا نشترط، ولا زلنا، أن لا يخرج عن هذا المؤتمر كيان سياسي جديد. ولكن تسمية الاجتماع بمؤتمر، بالمعنى التقني، يعني أنه سينتج عنه جسم سياسي جديد، وهذا خلاف أساسي. الأخوة المصريون المستضيفون لهذا الاجتماع صرحوا علناً، بعد تصريحات السيد مناع، أنه لن يكون هناك جسم سياسي جديد. ومازال الطرح قائماً، ولكن هذه المرة ليس علناً. أما لماذا نحن لا نريد أن ينتج عن هذا الاجتماع كيان سياسي جديد؟ لأن كياناً سياسياً جديداً، بالإضافة للكيانات القائمة، يعني زيادة عملية التشرذم في صفوف المعارضة. وهكذا يمكن أن يؤدي هذا الاجتماع إلى نتيجة معاكسة لما تم الإعلان عنه، إذا كان المعلن توحيد المعارضة وتجميعها، فستكون النتيجة عكسية، ولذلك سنرى ما سينتج عنه. ولكن لا أعتقد أن الأمور ستكون إيجابية.


بالنسبة لتفاهماتكم مع هيئة التنسيق بعد هذا المؤتمر، هل ذهبت أدراج الرياح؟

لا أعتقد ذلك. أعتقد أن هذه التفاهمات ستتعزز بعد المؤتمر، فالأخوة في هيئة التنسيق يعتبرون اجتماع القاهرة اجتماعهم، وهم قدموا جهوداً كبيرة فيه، ولكن الأمور ذهبت خلافاً لما يريدون، وهم سيبذلون جهدهم لتكون الأمور في الاتجاه السليم، وهذا ما سمعته منهم قبل الذهاب إلى الاجتماع.


ما الجدوى الفعلية من مجمل اللقاءات والمؤتمرات ما دامت لا ترتبط بأرض الواقع فعلياً وبالميدان؟

إذا تم الوصول إلى اتفاقات سياسية فإن من يحاربون في نهاية المطاف سيتوقفون بكبس الأزرار..! ما يجري له علاقة كبيرة بما يجري على الأرض، فالقوى المسلحة التي تتحرك تحركها قوى، سواء من هذا الطرف أو ذاك. من طرف النظام، القوى التي تقاتل يحركها النظام، ومن طرف ما يسمى بالمعارضة المسلحة، فتحركها قوى إقليمية وقوى دولية. وبالتالي جملة هذه الاجتماعات، إذا تمكنت من الوصول إلى اتفاق وتوافق، يمكن وقف هذا النزاع. يبقى هناك عنصر واحد بعيد عن الضبط هو موضوع القوى الإرهابية، أي داعش وجبهة النصرة. إذا أمكن إيقاف القتال جزئياً بين الطرفين، الذين يمكن أن يتفقا، يصبح القتال مع النصرة وداعش أسهل بكثير على هذه الأطراف.

«لسنا بعيدين عن دخول مرحلة الحل السياسي!»..


وخلال استضافة إذاعة «ميلودي إف إم» للرفيق علاء عرفات ضمن برنامجها «إيد بإيد» يوم الثلاثاء 9/6/2015، دار الحوار حول جملة التطورات الإقليمية والداخلية، ونعرض هنا لجزء من اللقاء:
هل سنشهد انعطافاً أو تحولاً في الموقف التركي بعدما حصل في الانتخابات البرلمانية التركية؟

خسر أردوغان السيطرة المطلقة التي كان يؤمنها عبر الأكثرية في البرلمان، الآن هو مضطر من أجل أن يشكل حكومة أن يدخل ضمن تحالف، أي أنّ عليه أن يغير سياساته، وبالتالي فقد دخلنا مرحلة تغيير السياسات. لا يجوز انتظار أشياء سريعة جداً ولكن من الواضح أن التغيير سوف يبدأ في الحالة التركية عبر عملية صراع وتجاذبات، ولكن هذه العملية بدأت.
أهم ما في هذه المسألة هو أن هزيمة أردوغان استمرار لسلسلة هزائم الإخوان المسلمين، أي أن الإخوان ينهزمون في المنطقة. والإخوان المسلمون تاريخياً هم قوى تنفذ برامج لقوى خارجية، الأمريكان وحلفائهم. واليوم عندما تسقط هذه القوى في الانتخابات وتخرج من السلطة وتتراجع، فمعنى ذلك أن هذا الخط في طور التراجع، هذه هي الحقيقة الأساسية التي ينبغي التوقف عندها، البعض يذهب إلى التفاصيل لفهم أوجه العملية، ولكن لا يجوز نسيان الخط العام، الذي هو تراجع هذه القوى وشبيهاتها.

هل يجري هذا التراجع بإرادة أمريكية ــ غربية؟

لا، بل بإرادة شعبية، لأن الأمريكان ليسوا ضد أردوغان، بل معه، لأن لديهم مشكلة بالبدائل، أي إذا ذهب أردوغان فمن سوف يأتي؟

تحت الهواء كنا نتحدث حول الأزمة السورية، وحضرتك استخدمت مفردة «هانت». ذكرني هذا المصطلح بمصطلح «خلصت»، فبأي معنى تقصد أنها «هانت»؟

أقصد أنه إذا كانت تلك الدول والأطراف الضالعة في الأزمة السورية، وأقصد الأطراف الخارجية، قد دخلت بمآزق. فالسعودية دخلت مأزقها منذ شهرين أو ثلاثة على خط اليمن وخطوط أخرى، وتركيا دخلت مأزقها الآن في الوضع الحالي. ومن جهة أخرى، فعوامل وعناصر الحل السياسي في سورية ناضجة، وهناك حراك دولي وإقليمي بهذا الاتجاه. عليه، يستطيع أن يتنبأ المرء أننا لسنا بعيدين عن دخول مرحلة الحل السياسي فيما يتعلق بالأزمة السورية.
من هنا كان تقديري، بأنني لا أعتقد أن الموضوع سيطول، وهناك تقديرات كثيرة من السياسيين، سواء في الداخل أو في الخارج، بأنه لن ينتهي عام 2015 إلا ويكون  قد بدأ عقد الاتفاق. وهنا لا أقول أن الأزمة «خلصت»، بل بدأ عقد الاتفاق والذهاب نحو الحلول. فالأزمة السورية من النوع الذي يأخذ وقتاً طويلاً من حيث تداعياته، بمعنى آخر، إذا نظرنا إلى حجم الدمار بأشكاله المختلفة، فإن إنهاء الأزمة بالكامل هو عملية لن تكون قصيرة بل ستكون مديدة، ولكن إذا بدأت سيكون هناك تسارع في وتيرتها وهو ما نأمله ونعتقد أنه سيحدث.