حوج لـ«سبوتنيك»: الصراع يدور بين قوى الحرب وقوى السلم!

أجرت إذاعة صوت روسيا/سبوتنيك بالعربية يوم الإثنين 8\6\2015 حواراً عبر الهاتف مع الرفيق عصام حوج أمين حزب الإرادة الشعبية، وعضو مجلس جبهة التغيير والتحرير،  وتمحورت الأسئلة حول التوازن الدولي الجديد، وتجلياته العسكرية، وتأثيره على ملفات المنطقة، والأزمة السورية، وينشر موقع قاسيون فيما يلي الحوار كما جرى ..

كيف تقرأ أهمية المناورات المشتركة بين روسيا وكل من مصر والصين؟

تأتي هذه المناورات في سياق التوازن الدولي الجديد الذي يتشكل ويتبلور ويتوضح منذ سنوات، والذي يأتي نتيجة التراجع الأمريكي على المستوى العالمي. ذلك التراجع الذي بدأ اقتصادياً، ومن ثم سياسياً، ويتجلى الآن في الجانب العسكري، بشكل واضح وصريح من خلال مؤشرات عدة نراها في مناطق مختلقة من العالم.


ما دور تطور العلاقات العسكرية بين روسيا وحلفائها في التوازن الدولي الجديد؟

لا شك أن العلاقات العسكرية التي تتطور بإطراد بين روسيا وحلفائها، سواء كانت الصين أو غيرها، تأتي تعبيراً عن جانب من ذلك التوازن. فالتكامل بين روسيا كعملاق عسكري، والصين كعملاق اقتصادي، سيؤدي بشكل طبيعي إلى تكون تلك القوة الدولية التي تستطيع أن تكون معادلة أولاً، ومن ثمة مواجهة، للهيمنة الأمريكية ومحاولة استفرادها بالقرار العالمي..
هذه التحركات التي تجري، أو النشاطات العسكرية بين روسيا وحلفائها في مناطق عديدة من العالم، إنما تعبر عن تثبيت التوازن الدولي الجديد بجانبه العسكري، سواء كان ذلك من خلال الاستعراض العسكري في الساحة الحمراء في ذكرى الانتصار على الفاشية، والدلالات والرسائل التي حملها هذا الاستعراض العسكري، أوبالمناورات المشتركة الروسية الصينية- أو المصرية- الروسية. إن التراجع الأمريكي وتراجع دور الحلفاء والوكلاء الإقليميين للأمريكيين في هذه المنطقة، والمناطق الأخرى من العالم يتجلى أيضاً، وبشكل أوضح بإقرار أغلب تلك القوى اليوم- مكرهة- بضرورة التوجه للحلول السياسية.


كيف يمكن أن يؤثر التحالف الروسي- الصيني في ملفات منطقة الشرق الأوسط، ومنها الازمة السورية؟

لا شك أن هذه التحالفات بالنسبة لمنطقة شرق المتوسط كمنطقة هامة بالمعنى الجيوسياسي عالمياً، وازدياد النفوذ والدور الروسي والصيني فيها، سيؤدي إلى تثبيت هذا التوازن الدولي الجديد، بمعنى أن تثبيت مواقع الروس والصينيين في الصراعات الدولية والملفات الساخنة في هذه المنطقة، سيؤدي إلى ذلك الوضع الذي لن تكون فيه الولايات المتحدة قادرة بشكل مباشر، أو حتى من خلال حلفائها بطرق غير مباشرة، أن تلعب بالملفات الإقليمية. فكما هو معروف، في الوقت التي تعلن فيه أنها ستذهب إلى الحل السياسي تفوض حلفائها أو وكلائها، بتوتير الأوضاع في المنطقة، وفي سورية. إن تطور الأحداث وتطور قوة العملاق الروسي الصيني ومعه دول بريكس وحلفائهم في المنطقة سيؤدي بكل تأكيد إلى توجه الملفات الساخنة في المنطقة نحو الحلول السياسية، باعتبار أن الصراع اليوم يتبلور بشكل ما، كصراع بين قوى السلم والحرب في العالم. ومن الجدير بالذكر، أن الحروب التي تديرها الإدارة الأمريكية، هنا وهناك، هي تعبير عن التراجع الأمريكي على المستوى العالمي، فتحاول الاستعاضة عن هذا التراجع بما تمتلكه من قوى عسكرية، و لكن ما دام هناك تراجع في الميدان الاقتصادي، وهناك تراجع في الميدان السياسي سيتمخض عنه بكل تأكيد تراجع في قدرة الولايات المتحدة على التحكم بالحروب، وبؤر التوتر الموجودة في هذه المنطقة. ولابد أن تتجه هذه الملفات نحو الحلول السياسية.


ما الدور الذي يمكن أن تلعبه ايران في التوازن الدولي؟ 

إن الصراع بين القوى الدولية فعّل نوعاً ما دور المراكز الإقليمية المختلفة، ومنها إيران، ومن الواضح أن إيران في اصطفافها  اليوم تقف مع المحور الروسي الصيني، وبالتالي إيران من الممكن أن تلعب دوراً على المستوى الإقليمي. وأوكد هنا على المستوى الإقليمي- وبما يوظف باتجاه تثبيت التوازن الدولي القائم. يعني أن إيران ستكون موضوعياً قوة هامة في تثبيت التوازن الدولي، وهي بما تمتلك من قوى اقتصادية، ودور إقليمي، ودورها التاريخي في دعم المقاومات في المنطقة، فإنها تمتلك أوراق قوية للتأثير على مجرى الأحداث في المنطقة، وبالتالي على مجرى الأحداث على المستوى العالمي.