بيان من لجنة محافظة السويداء لحزب الإرادة الشعبية حول الأحداث الأخيرة في المحافظة
تسارعت الأحداث الميدانية في محافظة السويداء ومحيطها خلال الأيام الأخيرة، وهو ما يتطلب فهم أسباب هذه التطورات ودوافعها العميقة لبناء موقف وطني وعقلاني يحفظ دم السوريين، ويرد مخططات أعداء الشعب السوري إلى نحورهم. وإننا في لجنة محافظة السويداء لحزب الإرادة الشعبية نرى هذه التطورات ضمن الإحداثيات التالية:
أولاً: إنّ التقدم المتنامي لعملية الحل السياسي في سورية، يدّب الرعب في قلوب المتشددين من الأطراف المختلفة، والذين يعيشون اليوم أسوأ حالاتهم، كما أنّه يقلص الخيارات أمام أعداء سورية التاريخيين، الأمريكيين والصهاينة، وحلفائهم الإقليميين من أتراك وقطريين وسعوديين. وهو ما يخلق حاجة مشتركة لدى هؤلاء الأعداء، للمضي قدماً في تنفيذ شعار كيسنجر «إحراق سورية من الداخل» والاستمرار في نزيف الدم السوري، علّ ذلك يؤخر عملية الحل السياسي، أو يؤثر على شكلها ومضامينها باتجاه المحاصصات، وإعادة اقتسام البلاد ونهب ثروات شعبها بين الفاسدين الكبار على «أسس طائفية»..
ثانياً: تتزامن عمليات الترهيب والتخويف، مع عملية استهداف واضح لمؤسسة الجيش العربي السوري ولدورها. وما ينبغي الانتباه إليه ليس الانتقادات التي يوجهها الناس لأداء هذه المؤسسة، في هذه الحالة أو تلك، بل لما تحاول بعض القوى بناءه على هذه الانتقادات باتجاه ضرب مؤسسة الجيش،ٍ كمؤسسة أساسية ضامنة لوحدة البلاد أرضاً وشعباً، وهي المؤسسة التي تتكون بغالبيتها الساحقة من أبناء الشعب السوري الفقير. وإن الحفاظ على هذه المؤسسة هو مسؤولية الوطنيين جميعهم، ولنا في موقف الزعيم الوطني الراحل سطان باشا الأطرش من الجيش السوري أيام أديب الشيشكلي مثال وقدوة تحتذى.
ثالثاً: إنّ محاولة تزييف حقيقة الصراع وإعطائه شكلا طائفياً، يستهدف أول ما يستهدف، إحراق المحافظة من داخلها، عبر تحييد الآراء المتزنة والعقلانية. وإنّ محاولات الإحراق من الداخل تعكس قبل كل شيء حقيقة أنّ دخول المحافظة من خارجها هي محاولات شديدة التكاليف والصعوبة، إن لم تكن مستحيلة، وذلك لوجود إرادة الصمود والمقاومة ولاتساع وصعوبة الجغرافيا.
وفقاً لما تقدم فإننا ندعو القوى الوطنية والشعبية في سورية، وفي محافظة السويداء إلى ما يلي:
• مع التزام أعلى درجات العقلانية وضبط النفس، لا بد من سلوك طريق الآباء والأجداد في الدفاع عن الوطن تحت شعار «الدين لله والوطن للجميع».
• التفاهم والتعاون مع مؤسسة الجيش العربي السوري، وعدم السماح بإيقاع أي شرخ بين الجيش والمدنيين.
• الاستعداد لخيار المقاومة الشعبية الوطنية باعتباره الخيار الأكثر فاعلية والأكثر جدوى.
• عدم الانسياق وراء أية استفزازات ذات طابع طائفي والتعامل معها بكل الحكمة اللازمة.
• عدم السماح بتمرير مخططات الفتنة الرامية الى الإيقاع بين أبناء المحافظة وإخوتهم المهجرين من مختلف مناطق البلاد، الذين يستضيفهم جبل العرب.
السويداء 12/6/2015
حزب الإرادة الشعبية
لجنة محافظة السويداء