جميل: ما تغير ليس الموقف الروسي بل مواقف الآخرين
أكد د. قدري جميل أمين حزب الإرادة الشعبية وعضو قيادة جبهة التغيير والتحرير في اتصال هاتفي أجرته معه صحيفة الشرق الأوسط السعودية الصادرة في لندن أن هناك تشويشاً يلحق على الدوام بالموقف الروسي من الأزمة السورية.
تصريحات جميل جاءت في سياق الرد على أسئلة ضمن معالجة الصحيفة لرؤيتها لما وصفته بتحولات في الموقف الروسي نشرتها في عددها الصادر يوم الأحد 31/5/2015، استقصت خلالها بعض الأخبار واستطلعت خلالها آراء عدد من الشخصيات. ونعيد فيما يلي نشر ما أوردته «الشرق الأوسط» تأويلاً من تصريحات د.جميل:
يؤكد الدكتور قدري جميل، نائب رئيس الوزراء السوري السابق الموجود في روسيا منذ نحو سنتين، أنه «لم يلحظ تغييراً في الوقف الروسي». وقال جميل في اتصال مع «الشرق الأوسط» إن ما تغير ليس الموقف الروسي، بل مواقف الآخرين. وأردف: «الموقف الروسي استند دائماً إلى الإصرار على الحل السياسي ومن دون شروط مسبقة، والذي تغير هو أن الآخرين بدأوا الآن يتحدثون عن الحل السياسي، وبدأنا نرى مؤتمرات تعقد للمعارضين لبحث مرحلة الحل».
وأشار جميل إلى أن «عقلية جديدة بدأت تظهر في أوساط القوى التي كانت تراهن على الحل العسكري»، واستطرد «أنا في قيادة تيار معارض قديم قدم سورية (في إشارة إلى تاريخ تأسيس الحزب الشيوعي في 1924- محرر موقع قاسيون)، والآن تحديداً أمين حزب الإرادة الشعبية ومن قيادة جبهة التغيير والتحرير التي تضم 12 تشكيلاً، أي حزباً وتياراً معارضاً، وقدمنا عشرات الشهداء ومئات المعتقلين، وإذا كنا ضد عسكرة المعارضة فلا يعني هذا أننا لسنا معارضة جذرية حقيقية، فقد رأينا إلى أين أوصلنا الاحتكام للسلاح».
وشدد جميل على أن «الروس ليسوا مع النظام وليسوا مع المعارضة، فقد كان هناك تشويه لموقفهم، بل هم مع سورية كمؤسسات ودولة». ورداً على سؤال عن مدى واقعية هذا الكلام في ظل الدعم الروسي العسكري والسياسي للنظام، أجاب «هم يتعاطون مع الدولة السورية، على أساس القانون الدولي». وشدّد على أن الروس لم يتدخلوا، بل منعوا التدخل المخالف للقانون الدولي، وإذا كان «الفيتو» تدخلا فليت كل التدخلات تكون مثله بما يسمح للشعب السوري بأن يقرر مصيره».
وتابع جميل كلامه فقال «لقد كلّ لسان الروس وهم يقولون إنهم ليسوا مصرّين على أحد، وإنهم يريدون للسوريين أن يقرّروا مصيرهم.. ولو ترك الروس الأمور تسير دون تدخل (في إشارة إلى الفيتو الروسي- الصيني المزدوج- محرر قاسيون) لرأينا في سورية ما رأيناه في ليبيا، وعلى الأقل هناك في سورية الآن بقايا دولة وبقايا جيش»، في إشارة إلى التدمير الواسع الذي أصابهما وهما عماد استمرار سورية (محرر قاسيون).