جميل لـ«الجمهورية»: «موسكو2» تمهيد لـ«جنيف3»
يؤكّد أمين حزب «الارادة الشعبية» والقيادي في جبهة «التغيير والتحرير» المعارضة نائب رئيس الحكومة السورية السابق قدري جميل: أن موسكو وجّهت الدعوات الى أطراف النزاع السوري لعقد جولة جديدة من جلسات الحوار السوري-السوري في السادس من نيسان المقبل.
يشدّد جميل في حديث خاص لـ«الجمهورية» على ضرورة اعتماد «المهمة الثلاثية الرقم1» التي أقرتها الجبهة، وهي إنهاء معاناة الشعب السوري التي تحوّلت إلى كارثة إنسانية شاملة، من خلال إيجاد حلّ سياسي يحقق التغيير الوطني الديمقراطي، ومكافحة الإرهاب.
ويقول إنّ هذا هو خيار السوريين التوّاقين الى الخلاص ووقف نزيف الدم، والحفاظ على وحدة سورية وسيادتها أرضاً وشعباً، بصرف النظر عن انتماءاتهم. ويرى أنّ ميزان القوى الدولي والإقليمي يسير في عكس الاتجاه الأمريكي، أيْ ضدّ القوى التي عملت على عرقلة مساعي إعادة الوضع السوري إلى مسار الحلّ السياسي.
ويؤكد أنّ روسيا لاعب دولي، وهي تؤمن بأنْ لا حلَّ في سورية سوى الحلّ السياسي، وهي تعمل للانتقال من منصة استضافة جلسات حوارية على أساس بيان «جنيف-1» إلى منصة جنيف-3، من أجل التوصل إلى حل يوقف التدخل الخارجي والعنف، ويسمح للسوريين بإنجاز عمليتهم السياسية المتوافق عليها في ما بينهم.
ويعتبر جميل «أنّ واحدة من القضايا التي تحلها اجتماعات موسكو هي تصويب الخلل الأمريكي المتعمد الذي كان قائماً في جنيف-2، أي حصر تمثيل المعارضة في المؤتمر بالائتلاف وتنصيبه حزباً قائداً للمعارضة وممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب السوري. واليوم يدخل الائتلاف مرحلة إعادة تكوين لأنه لم يحقق الغاية التي أرادها منه مشكّلوه.
ويرى أنّ أمام الائتلاف أو «بعضه» فرصة عبر مسار موسكو، ليكون جزءاً من الحلّ في المشهد السوري اللاحق، انطلاقاً من أنّ الجولة الأولى من مشاورات موسكو فاقت توقعات نجاحها، فهي وفق أصحاب الدعوة كانت تمهيدية وتشاورية وغير ملزمة.
ولكنها جاءت بعد أكثر من سنة من جنيف-2، وأكثر من ثلاث سنوات من لقاء تموز 2011 التشاوري في دمشق، وقد ساهمت في كسر الجليد بين الأطراف الداخلية للنزاع، فأتاحت لعدد كبير من ممثلي المعارضة تبادل وجهات النظر فيما بينهم ولاحقاً مع ممثلي النظام.
وفيما يتعلق بجدول أعمال الجولة الثانية، يؤكد جميل أنه لا يزال قيد التشاور بين لجنة المتابعة الروسية التي يترأسها مدير معهد الاستشراق البروفسور فيتالي نعومكين، وبين الأطراف التي حضرت تلك الجولة، والأطراف المدعوة الى الجولة المرتقبة.
ويشدد على أهمية التركيز في لقاءات موسكو المقبلة على إجراءات بناء الثقة المتبادلة، وعلى بحث الالتباسات في تفسير بيان جنيف1، وخصوصاً تلك المرتبطة بالمرحلة الانتقالية ومنصب رئاسة الجهورية، بالإضافة إلى ضرورة إضافة ملحق للبيان، يهدف إلى تطويره ليشمل القضايا التي لم تكن بارزة في حينه، وتحديداً الإرهاب وسبل مكافحته.
ويرى جميل، أنّ جولة موسكو الثانية تسير جدّياً في اتجاه حسم موضوع تمثيل المعارضة في جنيف المقبل بعيداً عن الشكل السابق، وفي شكل متوازن وعادل ومن دون إقصاء أحد.
ويعتبر جميل أنّ التصريحات الأمريكية عن تسليح وتدريب مجموعات مسلحة سوريّة، لها طابع إعلامي واستفزازي ومعرقل للحلّ، وقد يكون هدفها محاولة تحسين المواقع التفاوضية، خصوصاً أنّ الوضع الميداني يفيد أنْ لا أفق أمام مقولات الحسم والإسقاط بالسلاح. وهذا لا يعني أنّ الجيش السوري ضعيف، بل على العكس فهو أثبت قوّته في مواجهة أكثر من ثمانين دولة بالوكالة عبر تمرير المسلحين وتمويلهم وتسليحهم.
ويختم جميل مؤكداً «إنّ جبهة التغيير والتحرير ترى أنّ الحل في سورية ينبغي أن يكون وطنياً ديموقراطياً وجذرياً وشاملاً، يسمح بالتغيير السلمي للنظام السياسي والاقتصادي الاجتماعي والديموقراطي في البلاد، بما يشمل جملة من التحوّلات الكفيلة بإنهاء الأزمة ومفاعيلها، ومنع إعادة إنتاجها، وبالحفاظ على وحدة وسلامة وسيادة سورية.
كما وردت في صحيفة الجمهورية الثلاثاء 24/3/2015 وهي منشورة كاملة بالنص الكامل للأسئلة والأجوبة على موقع قاسيون www.kassioun.org/politics/item/12827-2-3