علاء عرفات: لن ننتظر حتى تنضج أفكار الآخرين بالحضور!
أجرى الرفيقان د. قدري جميل و م. علاء عرفات جملة من اللقاءات الإعلامية على هامش اجتماع موسكو التشاوري (من 26-29/كانون الثاني)، وضّحوا خلالها تقييمهم لما جرى في موسكو خلال مرحلتي النقاش، بين المعارضة نفسها في اليومين الأولين، وبينها وبين الوفد الحكومي في اليومين التاليين، كما عبروا عن رؤية حزب الإرادة الشعبية والحلفاء في جبهة التغيير والتحرير لموقع هذا اللقاء التشاوري ضمن عملية الحل السياسي ومكافحة الإرهاب المنشودتين في سورية، كما بيّنوا وقائع التشاورات مفندين الإشاعات التي تداولتها وسائل إعلام مختلفة، تابعة لأطراف متباينة ومتناقضة، أريد لها أن تفشل اللقاء أو تقلل من أهميته. وفيما يلي مقتطفات من هذه اللقاءات..
:التقت قناة سكاي نيوز يوم الاثنين 26/1 الرفيق علاء عرفات ضمن حوار جمعه مع سمير نشار عضو ائتلاف الدوحة، ونورد هنا بعضاً من الأسئلة التي وجهت للرفيق عرفات
هل لهذا اللقاء أي جدوى على الأمد الطويل؟ البعض يقول: أن النظام يجتمع بالمعارضة المقبولة من طرفه، وبالتالي ليس هناك من جدوى فعلية من مثل هذا اللقاءات، ما رأيك؟
هذا الاجتماع عقد لينجح، وأعتقد أن إمكانيات النجاح مؤمنة في هذا الاجتماع، ليس فقط بطبيعة الطيف الحاضر، وإنما بطبيعة الظرف الدولي والإقليمي والداخلي السوري، الذي يقتضي من جميع السوريين معارضةً ونظاماً ومن جميع الوطنيين العمل من أجل إنهاء الكارثة الإنسانية. واجتماع موسكو هو مدخل عملي تحضيري للحل السياسي الذي يعبر عنه مؤتمر جينيف، والذي - في حالتنا هذه- سيكون مؤتمر «جنيف-3»، هذه هي المسألة.
ما هي ماهية الخلاف بينكم أنتم كجبهة وبين النظام؟ ما هي الأشياء التي تختلفون عليها؟
أشياء كثيرة!! أولاً حول الحريات السياسية وطبيعة النظام، فالنظام غير ديموقراطي، والنظام بالمعنى الاقتصادي-الاجتماعي فيه فساد ونهب إلى حد بعيد، حيث يجري توزيع الثروة خلافاً لمصلحة الناس. هناك عملية تمركز كبير للثروة عبر السياسات الليبرالية الاقتصادية، كل هذا يجري ضمن إطار نظام يصون هذا النمط من توزيع الثروة، بمعنى أنه لا يؤمن المستوى الضروري من الحريات السياسية التي تسمح بانتقاد كل الظواهر سواء في المجال الاقتصادي- الاجتماعي أو في المجال السياسي أو في المجالات الأخرى.
هل بالفعل الشخصيات الحاضرة اليوم في موسكو تمثل المعارضة الرخوة ولا تساند ثورة الشعب السوري التي قامت قبل أربع سنوات.. ما رأيك؟
المهمة الآن هي وقف الكارثة الإنسانية، وهو ما يحتاج إلى مواقف صلبة جداً في مواجهة الكلام الذي ما يزال يتحدث حول أن هناك وقت، ويصر على الاستمرار في الطريقة التي كان يعمل بها الائتلاف بالمعنى العسكري والتسليح واستجلاب الدعم.. وبما يتعلق بالرئيس الأسد، وجوده أو عدم وجوده، ففي بيان جينيف ليس هناك ما يشير إلى بقاء الرئيس الأسد أو رحيله، الائتلاف ذهب إلى «جينيف-2» من أجل أن يتمسك يهذه النقطة لا من أجل ان يبحثها، وكان ينبغي بحث هذا الموضوع على طاولة المفاوضات في حينه، المهم أن الطرفين ذهبا إلى «جينيف-2» لإفشاله، واليوم ليس هناك وقتاً نضيعه ونهدره بمثل هذه المواقف، فبعد فترة، ربما لن تكون طويلة، لن يكون هناك موضوع ليختلف عليه السوريون، قد لا تكون سورية التي نعرفها موجودة، ينبغي أن يتمتع جميع السياسيين السوريين بحس عال من المسؤولية اتجاه البلد، يجب تطوير المواقف، ويجب رؤية الواقع كما هو. المعارضة الموجودة في موسكو هي المعارضة التي تعمل جدياً على أساس بناء حل سياسي حقيقي يتم فيه تغيير ديموقراطي سلمي جذري للنظام ومحاربة جدية للإرهاب بوقتٍ متزامن، أما بقية القضايا فهي في إطار الحوار والنقاش ويجري حلها بالتدريج، فعملية الانتقال الديموقراطي السلمي ليست عملية تجري خلال أيام لا بد من مرحلة انتقالية تحتاج الاتفاق عليها. أيضاً محاربة الإرهاب تحتاج لعمل كبير من السوريين وهي لم تعد فقط مسؤولية السوريين؛ أصبحت مسؤولية ذات طابع إقليمي ودولي.
لماذا أتعبتم أنفسكم وذهبتم إلى موسكو؟! كان بالإمكان أن تجتمعوا بالنظام في دمشق؟
هذا كلام غير ممكن، وهذا ما يردده بعض الأطراف في الموالاة. النظام لا يمكن أن يتم التفاوض معه دون راع وضامن، الإخوة في المعارضة وكل السياسيين يعرفون أن هناك مستوى من عدم الثقة بين النظام وبين قوى المعارضة. لا يمكن أن يتم حوار جدي في دمشق. آخر مرة جرى حوار مقبول ومعقول كان في تموز 2011، بعد ذلك لم يحدث أن جرى أي حوار جدي في دمشق، لأن القضية أولاً: خرجت من الإطار الداخلي السوري وأصبحت قضية مدوّلة، وثانياً: لأن هناك مستوى عال من عدم الثقة بين الأطراف المختلفة، فلابد من وجود طرف راع وضامن لما يجري الاتفاق عليه.
في حال غياب الائتلاف عن هذه المفاوضات، هل برأيك سيكون لأي حوار في موسكو أي مصداقية؟
نعم، بالتأكيد سيكون هناك مصداقية حقيقية عالية، الائتلاف جرت دعوته ولم يأت، وبقية الأطراف لن تنتظر لا الائتلاف ولا غيره. إذا تمكنا من عقد اتفاق سنسير إلى الأمام، وإذا تمكنا من تحضير مؤتمر «جينيف-3» سنذهب لمؤتمر «جينيف-3»، لن نحاول أن نستبعد أحداً ولكن لن ننتظر الآخرين حتى تنضج أفكارهم بالحضور، سورية أمام استحقاقات كبيرة، أمام كارثة انسانية، وأمام احتمال الزوال، لذا لا يجوز التأخير، والركون إلى ترف المواقف التي يطرحها البعض.
الحوار هذا سيستمر.. لن يتوقف ولن يكون عارضاً..
كما التقت إذاعة شام إف إم الرفيق علاء عرفات مساء الأربعاء 28/1، أي بعد انتهاء أعمال اليوم الأول من النقاش بين وفدي المعارضة والحكومة..
كيف جرت المحادثات لهذا اليوم بين وفد الحكومة ووفد الشخصيات المعارضة؟
الحقيقة كما هو متوقع كانت نقاشات حامية بعض الشيء، ولا أقصد بحامية أنه كان هنالك سجال، لم يكن هنالك سجال كبير، ولكن باعتبار أن هذا اللقاء هو اللقاء الأول من نوعه، إذ لم تشهد الأزمة السورية لقاءً من هذا النوع سابقاً، المداخلات كانت صريحة وواضحة من قبل مختلف الأطراف، وكان هنالك توضيحات متبادلة سواء من قبل الوفد الحكومي أو من قبل أطراف المعارضة المختلفة. أعتقد بشكل عام أن الأجواء في مجملها هي أجواء إيجابية وأعتقد أنه سيتم بناء مجموعة غير قليلة من التوافقات في هذا الاجتماع يمكن أن يبنى عليها فيما بعد سواء في اجتماع تشاوري آخر، أو ربما مؤتمر تفاوضي كما هو مطروح استناداً إلى بيان جنيف وتنفيذ بيان «جنيف1»، وربما يقود هذا الاجتماع إلى «جنيف-3».
ولكن أستاذ علاء تحدثت التسريبات وحتى الأنباء أن مشادات وخلافات حصلت في صفوف الشخصيات المعارضة، حتى قبل تقديم الورقة التي اتفقتم عليها لوفد الحكومة، وهنالك اختلافات حول بنودها.
هذا غير صحيح، المشكلة أن الإعلام في سورية يبدو أنه يريد ويرغب لمثل هذا الاجتماع أن يفشل، يبدو أن بعض الإعلاميين هواهم في هذا الاتجاه، الوضع ليس كما عرض، الوضع أن هنالك فعلاً جرى وضع ورقة، كان هنالك حولها نوع من التوافق وليس اجماع، وهنالك أحد آخر لديه ورقة أخرى وهي تتقاطع إلى حد بعيد مع الورقة الأولى، وجرى الاتفاق على أن يتم تقديم الورقتين فليس هنالك مشكلة، هذا الاجتماع تشاوري وليس هنالك بنود للموافقة عليها، كان المطلوب تيسير الأمور للحوار مع الوفد الحكومي ووضع العناوين التي ينبغي أن تناقش، هذه هي المسألة التي كانت تحل، أي هي مسألة إجرائية بالدرجة الأولى، وليس لها جانبها السياسي.
تابعنا أستاذ علاء رد الدكتور الجعفري على صالح مسلم الذي طالب بتغيير اسم الجمهورية العربية السورية، وإلغاء اسم الجيش العري السوري. ما هو موقفكم الصريح من هذا الطلب إذا لم تحدث خلافات بين الشخصيات المعارضة؟
الحقيقة لم يطلب الأستاذ صالح مسلم مثل هذا الطلب من أحد، صالح مسلم والآخرين من الأخوة الأكراد الموجودين في صفوف المعارضة طرحوا مسألة تغييب المجموعة أو القومية الكردية في الوضع السوري، ولم يطالب أحد بتغيير شيء. إنّ طرح مسائل من هذا النوع في النقاشات ووضع الأفكار ليس بقصد التغيير ولكن بقصد توضيح فكرة أخرى هي أن هنالك من هو مغيب ولا يجري ذكره، هذا الذي رأيتموه ووصل إلى الإعلام على أنه طلب لتغيير الاسم، والحقيقة أن ذلك لم يجر، وليس مطروحاً أساساً، وأعتقد أن ما جرى تسريبه إعلامياً المقصود منه الإثارة وربما الإساءة إلى ما يجري في موسكو.
إن كان هنالك خلاف بينكم وبين وفد الحكومة، فما هو؟
الحقيقة هي أنّ السمة الأساسية لما يطرحه وفد الحكومة هي التشبث بالطرح السائد لديه خلال كامل الفترة الماضية من أن هنالك مؤامرة متجنباً الأخطاء التي جرت. المعارضة تصر على أنه لا شك أن هنالك مؤامرة، ولكن هناك أخطاء كبيرة جرى ارتكابها من قبل الحكومة والنظام فيما يتعلق بمسائل اقتصادية- اجتماعية وغيرها. النقاش يدور هنا، والوفد الحكومي يعترف ببعض الأخطاء، فقط بعضها. المهم في هذا الاجتماع أنه ستخرج الأطراف المختلفة بقناعة أن لا حل للأزمة للسورية إلا من خلال الحل السياسي، وهذا الكلام مهم. النقطة الثانية التي أعتقد أنه سيجري الاتفاق حولها هي: أن الحوار هذا سيستمر، لن يتوقف، لن يكون عارضاً، وأعتقد أن هنالك نقاطاً أخرى يمكن البناء عليها استناداً إلى هذا الكلام.