بيان من حزب الإرادة الشعبية
يدين حزب الإرادة الشعبية في سورية التصريحات المشينة التي أدلى بها، ومن تركيا، الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي أندرس فوج راسمونسن والتي يتجاسر فيها بالمطالبة علناً باعتماد النموذج البوسني التفتيتي التقسيمي لحل الأزمة في سورية، مذيلاً ذلك بالحديث الممجوج عن الحرية والعدالة.
إن تصريحات من هذه الشاكلة لا تعبر عن إرادة السواد الأعظم من السوريين المتمسكين بوحدة بلدهم وسلامة أرضهم وسيادتها وهي بالتالي لا تحمل أية بشرى لكل السوريين التواقين فعلاً للخلاص من أزمتهم الكارثية الخانقة والتي يغذيها المتشددون من كل شاكلة ولون، بمن فيهم صاحب التصريح الذي يتمنى العودة بعقارب زمن ميزان القوى الدولي إلى أيام كانت فيها واشنطن وأدواتها التنفيذية وفي مقدمتها حلف الأطلسي متفردة بحكم العالم، تنهي وتأمر وتقسم وتتلطخ أياديها بالدماء على هواها ثم تتنصل من ذلك لتبسط هيمنتها.
إن استحضار الحديث عن النموذج البوسني اليوم هو تصرف مشبوه بتوقيته وغاياته لأن نموذج دايتون 1995 مرفوض من كل الوطنيين السوريين أياً كانت اصطفافاتهم السياسية وهو لا يصلح نموذجاً لسورية 2014 ولاسيما مع توجه مختلف الأطراف الداخلية والإقليمية والدولية نحو إحياء مسار الحل السياسي في سورية بهدف وقف العنف ووقف التدخل الخارجي وإطلاق العملية السياسية بما يحافظ على سورية واحدة موحدة بأرضها وشعبها ودورها الإقليمي ويحقق التغيير الوطني الديمقراطي الجذري والعميق والشامل المستحق للسوريين منذ عقود.
إن تجارب الشعوب قاطبة، القريبة والبعيدة، من يوغسلافيا حتى ليبيا مروراً بالعراق وغيره، تعرف أن الحرية والعدالة لا تأتي على فوهات حلف الأطلسي ولن تأتي اليوم من تصريحات الدائرين في فلكه، بل تأتي بمختلف أشكال النضال الشعبي السياسي الكفيلة بإحداث التغييرات المنشودة.
دمشق 22/12/2014
حزب الإرادة الشعبية