وفد مجلس قيادة العشائر السورية من موسكو يؤكد استحالة حل الأزمة إلا عبر الوسائل السياسية
قالت وزارة الخارجية الروسية الاثنين 18 آب إن الأزمة السورية لا حل لها بالقوة، ولا يمكن تسويتها إلا بالوسائل السياسية والدبلوماسية.
وأشار بيان للخارجية الروسية في ختام اجتماع جرى بموسكو في اليوم ذاته بين ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي، مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط، ووفد مجلس شيوخ قبائل شمال شرق سورية، إلى أن الطرفين شددا على أن «الأزمة التي طالت في سورية لا حل لها بالقوة، ويمكن تسويتها فقط عبر الوسائل السياسية والدبلوماسية، ومن خلال حوار شامل بين السوريين».
وأوضح البيان أن النقاش تطرق إلى «مهمة انضمام القبائل المتحالفة في سورية إلى العملية السياسية لصالح وقف العنف وإعادة إصلاح البنية الاجتماعية والاقتصادية المدمرة في البلاد»، مضيفاً «أن الاهتمام خلال النقاش تركز على الوضع القائم في سورية، بما في ذلك في المناطق التي تسكنها القبائل شمال وشمال شرق سورية، حيث لوحظ في المدة الاخيرة تزايد نشاطات جماعة «الدولة الاسلامية» الإرهابية بشكل حاد».
ويضم وفد مجلس قيادة العشائر السورية :الأمير فيصل محمد عبد الرحمن- رئيس مجلس قيادة العشائر، والشيخ غوار الحسو- شيخ عشيرة الراشد، عضو مجلس قيادة العشائر، والشيخ محمد العاكوب- شيخ قبيلة حرب، عضو مجلس قيادة العشائر، والشيخ محمد الحسن- أحد شيوخ قبيلة الخواتنة، عضو مجلس قيادة العشائر، ود.عباس حبيب- المنسق العام لمجلس العشائر.
المجلس يدعو لمؤتمر سوري في روسيا
ودعا الوفد إلى عقد مؤتمر تشاوري في روسيا من أجل أن يتوجه هذا المؤتمر السوري الداخلي بعد ذلك إلى دمشق، وهناك يشارك فيه أيضا شيوخ القبائل. وقال منسق مجلس القبائل السورية عباس حبيب في مؤتمر صحفي في مقر وكالة «روسيا سيفودنيا» بموسكو إن مهمة المؤتمر هي توحيد جميع قوى المجتمع السوري، لافتاً إلى أن الوفود يمكن أن يكون لها تفويض من معظم الأطراف في سورية، مضيفاً «نحن نوجه الدعوة للجميع. لدينا دعوة رسمية، لكن الموعد سيتحدد بعد زيارتنا إلى الدول المجاورة لسورية وإلى المحافظات السورية. ونحن سنتفق مع زملائنا الروس على موعد محدد لمؤتمرنا».
وأشار حبيب إلى أن مجلس القبائل السورية يسعى إلى تنفيذ المهمة التي عجز عنها المبعوث الدولي والعربي المشترك السابق إلى سورية الأخضر الابراهيمي.
رغبة جامعة
وقال إننا ومن خلال المشاورات التي تمت مع شيوخ القبائل ومع أبنائهم في خارج سورية في العراق وفي السعودية وتركيا والأردن تبين أن هناك رغبة لدى الجميع في العمل من أجل عقد مؤتمر تشاوري في موسكو ينتقل فيما بعد إلى دمشق مضيفاً أن المجلس أخذ على عاتقه ترتيب مثل هذا اللقاء بعد أن حصل على الموافقة الشعبية ولم يبق سوى مناقشة الموضوع مع القوى السياسية ولا بد من الكثير من الوقت للاتفاق معها، معرباً عن أمله بأن النتائج ستكون إيجابية وتاريخية.
وأضاف حبيب إننا نسعى جاهدين لوقف عمليات العنف والاقتتال والخراب والتدمير خصوصاً في منطقة الجزيرة السورية باستخدام كل الوسائل المتاحة لافتاً إلى أن المجلس سيقوم بجولة عربية وإقليمية إلى الدول التي لها تأثير على الوضع في سورية، قائلاً لكننا بدأنا جولتنا من موسكو لأن لها عمق تاريخي وحجم عالمي وموقفها من سورية كان موقفاً ثابتاً منذ بداية الأحداث بأن الحل في سورية لا يمكن إلا أن يكون حلاً سياسياً، مشيرا إلى أن استقبال الجانب الروسي للوفد كان رائعاً ومتفهماً لموقف المجلس وكان هناك تطابق في وجهات النظر بين المجلس والخارجية الروسية مؤكداً أن المجلس سيبلغ الخارجية الروسية عن موعد المؤتمر التشاوري في حينه.
تطابق بوجهات النظر
بدورهم اعتبر ممثلو قيادة مجلس العشائر السورية أن وقف العنف والمواجهات المسلحة وحل النزاع في سورية لا يمكن أن يكون إلا عن طريق الحلول السياسية والسلمية وعبر الحوار السوري- السوري فقط وبدون تدخل أطراف خارجية فيه.
وقال أعضاء الوفد في المؤتمر الصحفي إنه كان هناك تطابق في وجهات النظر مع الخارجية الروسية وتقارب بالأفكار فالكل يريد حل القضية السورية حلا سياسيا لأن سفك الدماء والقتل والتدمير لا توقف بالعنف. وأضاف أعضاء وفد مجلس العشائر السورية أن مبادرة تشكيل مجلس العشائر السورية في مطلع تموز هذا العام جاءت لوقف نزيف الدم السوري ووقف الدمار والخراب وتدمير الإنسان فكراً وجسداً ما نتج عنه تفككاً اجتماعياً وأخلاقياً نتيجة تجاذب القوى التي لا تريد لسورية الخير بل وأدخلت سورية في نفق اقتتال لا ينتهي «وإننا نبحث عن بصيص ضوء للوصول إلى نهاية هذا النفق للخروج من هذا المأزق الذي أدخلنا إليه الغير» وأكدوا على أن «وطننا كان مثالا يقتدى به ونموذجاً رائعا للتآخي والمحبة بين كل أبنائه».
وأشار أعضاء الوفد إلى نجاح مهمتهم بلقائهم ممثلي الخارجية الروسية وإلى الاتفاق معهم على بذل كل الجهود الممكنة لدعوة جميع الأطراف السورية إلى مؤتمر تمهيدي تشاوري يعقد بداية في موسكو ليكمل أعماله فيما بعد على الأرض السورية ليجمع السوريون فيه على الاتفاق الذي ينهي هذا الوضع بين أبناء الوطن الواحد.
باب المجلس مفتوح
وناشد أعضاء الوفد الشباب السوري «إننا ننادي كل أبناء سورية الغيارى والنشامى جميعاً لنقف وقفة رجل واحد لحقن دماء أبنائنا ولوقف التدمير والخراب وللتعاون معا لوضع خطة عمل ومبادرة على مستوى القطر من أجل إنقاذ سورية الحبيبة وإخراجها من هذه الكارثة التي لا تبقي وتذر» مشيرين إلى أن البيان التأسيسي لمجلس العشائر السورية حصل على تأييد وتواقيع شيوخ عشائر وقبائل عديدة منهم الشيخ حميدي الدهام شيخ عشيرة شمر والشيخ حسن المسلط شيخ عشيرة جبور والشيخ فيصل عبد الرحمن شيخ عشيرة طيّ وشيوخ عشائر الراشد، الجوالة، حرب، بني سبعة، الغنامة، أليسار، الحريت، الشعيطات، البكير، البوخطاب، البومعيش، البوعاص، والخواتنة، مؤكدين أن باب الانضمام إلى المجلس يبقى مفتوحاً أمام كل من يريد.
وفي مقابلات مع مراسل «سانا» في موسكو قال الشيخ فيصل عبد الرحمن رئيس مجلس العشائر السورية إننا بتشكيلنا المجلس قررنا «أن تصل متأخراً خير من ألا تصل أبداً» لذا وإن كنا قد تأخرنا ثلاث سنوات ونصف السنة ولكن أن نبدأ الآن أفضل وذلك لعلمنا أن روسيا ليس لها أطماع ولا ترغب بتقسيم سورية وهذا من الأسباب الرئيسية التي جعلتنا نتوجه أولا إلى روسيا كونها الدولة الوحيدة التي لا تدعو إلى تقسيم سورية. وأضاف إننا قابلنا السيد بوغدانوف وشرحنا له أهداف زيارتنا وقلنا إننا أبناء العشائر السورية نريد عقد مؤتمر وطني تشاوري لحل الأزمة السورية إذ كفانا دماء وأنتم الروس أصدقاءنا منذ القدم ووقفتم معنا دائماً وعليكم أن تقفوا معنا في هذه المرة أيضاً وأكد على التفاهم في وجهات النظر والتطابق في الرؤية بين الجانبين.
الإرهاب شامل
من جانبه اعتبر الشيخ محمد العاقوب الحربي شيخ قبيلة حرب عضو قيادة مجلس العشائر السورية أن تعريف الإرهاب بالنسبة للقبيلة والعشيرة منذ عهد آبائنا وأجدادنا يعتبر إرهابياً كل من يتعدى على الحياة وعلى أموال الناس وعلى الحرمات واغتصاب النساء لذلك إن الإرهابي بالنسبة لأفراد العشيرة أو غيرها هو كل من يقوم بهذه العمليات.
يذكر أن مجلس قيادة العشائر السورية في المنطقة الشمالية الشرقية لسورية تأسس في تموز 2014 بهدف توحيد جهود المواطنين السوريين هناك لإيجاد مخرج من الأزمة الطاحنة التي تعاني منها سورية، ووضع حد للصراع العسكري والأهلي فيها، وبهدف إحياء وصيانة وحماية وحدتها الوطنية الفريدة من نوعه، وأصدر لاحقاً بيانه التأسيسي.