بيان من حزب الإرادة الشعبية
تتعرض الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة والقطاع وأراضي 48 لموجة حقد صهيوني أعمى جديد، تتركز شراسته اليوم بالقصف الفتاك على قطاع غزة الذي أوقع مئات الضحايا الفلسطينيين الجدد، بين شهيد ومصاب، جلهم من النساء والأطفال.
إن العدوان الإسرائيلي على غزة اليوم وما سبقه من حملات اعتقال وقتل وتنكيل في أرجاء فلسطين المحتلة كافة لا علاقة له كما يزعم ساسة الكيان وإعلامه بالرد على مسألة اختطاف ومقتل ثلاثة مستوطنين، بل إن ما يبيته «الإسرائيلي» من خلال إرهابه هذا هو محاولة توجيه ضربة قاسية للمقاومة العسكرية الفلسطينية كي يصبح «أوسلو» ومنطقه، القائم على الإملاءات والتنازلات وخفض سقف الحقوق التاريخية، طريقاً وحيداً أمام الشعب الفلسطيني الأعزل، إلا من إرادة صموده وتمسكه بالأرض والحقوق.
يؤكد حزب الإرادة الشعبية المعارض في سورية أن الكيان الصهيوني يمعن في عدوانه اليوم مستفيداً من غياب الاحتضان العربي بالعموم للقضية الفلسطينية، وسط وضع إقليمي ودولي معقد، تنتقل فيه الأزمات من مكان إلى آخر، بانتظار إيجاد حلول وطنية وجدية لها، وبانتظار تكرس ميزان القوى الدولي والإقليمي الجديد، والذي لن يكون في مصلحة الأمريكي والصهيوني وعملائهم الإقليميين والمحليين.
إن محاولة الكيان الصهيوني وداعميه تصوير العدوان المستمر على غزة على أنه «اشتباك عسكري متبادل مع حماس»- وليس عدواناً على الشعب الفلسطيني ككل- لا يعد اجتراراً لمجافاة الحقائق والوقائع كما دائماً فحسب، بل يحاول ضرب الوحدة الوطنية الفلسطينية وضرب أية مصالحة فلسطينية لأنها ستجر فشلاً سياسياً كاملاً للسياسة الصهيونية، مثلما يحاول بالعمق قطع الطريق على انتفاضة فلسطينية شعبية ثالثة، تبرز معالم اندلاعها مع تفاقم مختلف الأوضاع السياسية والمعيشية والأمنية تحت نير الاحتلال وممارسات سلطاته في طول الأراضي الفلسطينية وعرضها، ومع قنوط القواعد الشعبية الفلسطينية من أداء نخبها السياسية القائمة وتنازعها على فتات النفوذ وتحاصصه، هنا وهناك.
إن صمود الشعب الفلسطيني المتجذر في أرضه وتمسكه بخيار المقاومة الشاملة هما الكفيلان بحمايته وبوقف العدوان الصهيوني الأرعن ولجمه عن تحقيق أهدافه. ويبقى المطلوب من كل القوى الحرة حقاً في العالم غير الحر هو تثبيت حق الفلسطينيين بهذه المقاومة والحفاظ على الثوابت الفلسطينية وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير على كامل التراب الفلسطيني بما فيه الأراضي المحتلة في عام 1948 وهي الحقوق التي تشكل أساس وحدة الشعب الفلسطيني ونضاله.
دمشق 11/7/2014
حزب الإرادة الشعبية