السّيارات المُفخخة.. بوابة جحيم!
شهدت العديد من المناطق السورية فتح بوابة جديدة من أبوب الجحيم التي يجري دفع الشعب السوري نحوها، وشكلاً آخر من أشكال القتل والتخريب والتدمير،غير القتال المباشر والقصف العشوائي أو الممنهج والاغتيالات، هذا الشكل الوحشي والدموي هو استخدام المتفجرات والعبوات الناسفة التي تزرع على الطرقات، وأخطرها السيارات المفخخة والتي تطال في غالبيتها المدنيين الأبرياء وممتلكاتهم.
وهي تأتي في إطار الحرب التي يشنها المسلحون والتكفيريون على الدولة والمواطنين، وأيضاً في إطار الصراع بين المجموعات التكفيرية كما يجري بين داعش والنصرة ومن يناصر كلّ منهما من جهة، وفي صراعهما المزدوج مع ما يسمى الجيش الحر من جهةٍ أخرى، وذلك بحسب مرجعية كل تنظيم مسلح وتبعيته للقوى الإقليمية والخارجية، والهدف من هذه التفجيرات والسيارات المفخخة، إطالة أمد الأزمة، وعرقلة الحلول والمصالحات، وتوسيع الفوالق الاجتماعية على أساس ديني طائفي، وقومي، وعشائري، وتجاهل الصراع الأساس بين مستغِلين وظالمين وفاسدين وقوى الإرهاب والتكفير الفاشية العالمية من جهة، والمواطنين المضطهدين والذين سحقهم الفقر والجوع والبطالة، وتفاقم الأزمة.
تفجيرات شاملة
ففي محافظة دير الزور جرى تفجير عدة سيارات مفخخة وعبوات ناسفة ، واحدة في مدينة البوكمال ذهب ضحيتها حوالي عشرة وذلك قرب مقر «الهيئة الشرعية» لما يسمى بجبهة النصرة، وكذلك إطلاق نار على سيارة عند مدخل بلدة السيّال ذهب ضحيته أربعة مواطنين،وسيّارة أخرى في المياذين في سوق بيع الغنم والسلاح، ذهب ضحيتها حوالي 30 مواطناً، وواحدة في مدينة موحسن مع عدة عبوات ناسفة، وكلها في إطار الصراع بين «داعش والنصرة» وبقية المجموعات المسلحة وبعضها اخذت طابعاً عشائرياً.
وفي محافظة الحسكة انفجرت سيارة مفخخة في ناحية القحطانية ذهب ضحيته أكثر من عشرة مدنيين بهدف إثارة النزعات العرقية.
وفي ريف محافظة حماة في بلدة الحُرّة انفجرت سيّارة مفخخة، ذهب ضحيتها حسب وسائل الإعلام حوالي 36 مواطناً مدنياً في اطار تأجيج النزعات الطائفية.
لا شكّ أنّ هذه التفجيرات في المناطق التي ذكرناها ومناطق أخرى واستمراريتها، هي تعبير عن فشل وعجز القوى التكفيرية عن تحقيق كامل أهدافها المباشرة،والذي هو تعميق الفوالق الاجتماعية بوسائلها السابقة والتغطية الإعلامية الغربية والرجعية وجر الشّعب السوري إلى حربٍ أهلية، وتقسيم الوطن السوري على أساس هذه الفوالق، توافقاً مع مخططات رأس المال المالي العالمي الصهيوني وفاشيته الجديدة.
ولا شكّ أيضاً أنّ ذلك بات يتطلب مواقف جريئة وشجاعة من القوى الوطنية، والتوافق على بدء الحلّ السياسي الجذري والشامل، ومواجهة جدية للقوى التكفيرية الفاشية،والليبرالية الاقتصادية، وهما من أدوات الرأسمال العالمي، وذلك عبر حوار جدّي لإنهاء معاناة الشعب السوري، ومنع حدوث حرب الأهلية وتقسيم الوطن .