بيان.. الوطن في خطر ولا خيار أمام سورية إلا المقاومة
تأبى الكرامة الوطنية لأي مواطن سوري ولأي مقاوم عربي من المحيط الى الخليج إلا أن يتخذ موقفاً وطنياً واعياً وفعالاً ضد خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما جملة وتفصيلاً ليس فقط لان الامبريالية الأمريكية عدوة الشعوب على طول الخط ،بل كذلك لأن مضمون وأهداف الخطاب الاستراتيجية ترتبط بتلبية الشروط والاملاءات الأمريكية وتحقيق مصالحها الاستعمارية وعلى رأسها الحفاظ على أمن الكيان الصهيوني ودوره الوظيفي في المنطقة.
• كنا ولا نزال نؤكد أن النظام الرسمي العربي يلعب دور التابع الذليل للتحالف الامبريالي –الصهيوني ولا تهمه الصفعات التي يتلقاها من واشنطن وتل أبيب شريطة البقاء في السلطة مع استعداد قادة دول الاعتلال العربي للبطش أكثر بشعوب البلدان العربية ومنعها من التحرر والتقدم الاجتماعي والديمقراطي.
• لقد تصرف باراك أوباما تجاه بلدان المنطقة وكأنه الحاكم والآمر الناهي واستخدم اسلوب وزير الدعاية النازي غوبلز عندما تحدث عن الثورات العربية وحاول إبعاد حتى شبهة مجيء الولايات المتحدة بالحكام المستبدين العملاء والذين لعبوا ويلعبون دورهم في تنفيذ المخططات الأمريكية – الصهيونية في المنطقة منذ السادات و مبارك وزين العابدين بن علي وصولاً الى الذين لازالوا في سدة السلطة من العائلات الرجعية الحاكمة بزعامة آل سعود في كل الجزيرة العربية ، واليمن السعيد .
• لقد صفع أوباما كل الواهمين بدور واشنطن في صنع السلام بالمنطقة وحل القضية الفلسطينية ،عندما جدد التعهد بحماية أمن الكيان الصهيوني عبر الحديث عن «يهودية الدولة وتكريس الاستيطان ومفهوم تبادل الاراضي» وعدم مقاربة موضوع القدس وحق العودة ، كل ذلك مقابل دولة فلسطينية مقطعة الأوصال ومنزوعة السلاح ولا تتجاوز مساحتها 12% من مساحة فلسطين التاريخية بعد الابقاء على الكتل الاستيطانية وجدار الفصل العنصري وأكثر من 70% من مصادر المياه تحت سيطرة الاحتلال.
• لعل أكثر ما تجلت فيه وقاحة التدخل الاستعماري المرفوض في شؤون سورية الداخلية، هو حديث أوباما عن الشعب السوري وخياراته في الاصلاح وفيمن يحكمه ، حيث «فوض نفسه» مدافعاً عن الشعب السوري والذي لم يكن يوماً إلا مقاوماً ضد الجرائم الأمريكية الموصوفة بحق الشعوب من أفغانستان حتى أمريكا اللاتينية. إن جوهر موقف ادارة أوباما من سورية ينحصر في استخدام ما يجري فيها من احداث لتسعير عناصر الفوضى اللاخلاقة وإعادتها إلى مرحلة ما قبل قيام الدولة الوطنية وهذا يعني انهاء دور سورية الاقليمي وضرب جبهة المقاومة والممانعة وكذلك حل الصراع العربي – الاسرائيلي لصالح المخطط الامبريالي – الصهيوني وتكريس انتصار الليبرالية الاقتصادية على الأرص سياسياً و بشكل نهائي في سورية وكل بلدان المنطقة .
• من هنا تأتي ضرورة الرد الشعبي والرسمي على الموقف العدواني الامريكي الجديد أكثر بكثير مما شهدناه حتى الآن، والذي يجب أن يكون تحت الشعارات التالية :
«مقاومة التدخل الخارجي ضرورة وطنية كبرى، نعم للوحدة الوطنية- لا لإراقة الدماء،
تحرير الجولان قضية وطنية جامعة وملحة، الوطن في خطر ولابد من المقاومة الشعبية الشاملة».
دمشق 2011/5/21
رئاسة مجلس اللجنة الوطنية
لوحدة الشيوعيين السوريين