بيان من الشيوعيين السوريين: الشعب يريد تحرير الجولان و فلسطين
ـ انتفاضة الحدود اليوم من الجولان إلى مارون الرأس إلى كل فلسطين، وما رافقها من سقوط عشرات الشهداء ومئات الجرحى لم تصنعها قيادات النظام الرسمي العربي وكل مبادراته ومساوماته ومفاوضاته مع العدو الصهيوني، بل صنعتها أجيال «النكبة» من أبناء وأحفاد المقاومين الأوائل، حيث أثبتوا خطأ وفشل النظرية الصهيونية القائلة: «الكبار يموتون والصغار ينسون»!.
ـ ها هو خيار المقاومة الشعبية الذي رأينا نموذجه اليوم يحدد اتجاه البوصلة الصحيح ضد العدو ويرسم طريق التحرير ويستعيد زمام المبادرة دفاعاً عن الكرامة الوطنية ويعزز وحدة الشعب والأرض بدماء الشهداء والجرحى ويستقطب الألوف من السوريين والفلسطينيين واللبنانيين نحو أشرف وأنبل معركة لتحرير الأرض والإنسان، بعيداً عن مستنقعات الفتنة والطائفية والعرقية والتي هي من صنع التحالف الإمبريالي - الصهيوني والرجعي العربي.
ما حدث اليوم يختلف عما سبقه منذ ثلاثة وستين عاماً حيث لم يعد تاريخ 15 أيار تاريخاً لنكبة شعب فلسطين، بل تاريخاً لبداية زوال الكيان الصهيوني عبر التمسك بحق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس عبر تكامل كفاح الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال وفي الشتات، وانخراط الجماهير في البلدان العربية في خيار المقاومة الشعبية الشاملة ضد الاحتلالين الأمريكي والصهيوني في المنطقة.
وهذا يتطلب رفض المساومة والمفاوضات مع قوى الاحتلال حتى تحرير الأرض كاملة، وهذا هو نتنياهو يعتبر «ما حدث اليوم تهديداً وجودياً على إسرائيل»، في حين سعى ويسعى قادة العدو إلى جر العرب إلى «المفاوضات والتنازلات» بالترغيب والترهيب.
ـ تستحق فلسطين كما يستحق الجولان هذا اليوم المشهود وتجمع عشرات الألاف من محاور مارون الرأس وعين التينة وقلنديا لمواجهة الاحتلال واختراق كل الحواجز والتقاء المقاومين الأبطال من داخل الحدود وخارجها العزل من كل سلاح إلا سلاح الإرادة والمقاومة. وهذا ما سيغير المعادلات السياسية ويغير ميزان القوى لمصلحة قوى المقاومة والمواجهة في المنطقة، ويحقق النصر النهائي على قوى الاحتلال الامبريالي.
ـ إن ما حدث اليوم في عين التينة ومجدل شمس بالجولان الصامد يؤكد صحة ما جاء في بلاغ اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين في 2522011 حول ضرورة طرح موضوع تحرير الجولان على الشعب كمهمة وطنية جامعة وملحة في مواجهة رموز الشحن الطائفي ومحاولات أعداء الداخل والخارج إعادة المجتمع السوري إلى ما قبل قيام الدولة الوطنية، في مواجهة العدوان الذي يلوح في الأفق وأخذ زمام المبادرة نحو التحرير وعند ذلك ستنتقل سورية بشعبها مع كل تاريخه الوطني والكفاحي من موقع الممانعة إلى قيادة المقاومة في كل هذا الشرق العظيم.
هذا هو أقرب طريق لتعزيز الوحدة الوطنية وعزل كل المشبوهين الذين حاولوا ركب موجة مطالب الجماهير المحقة، أو مقاومتها من تكفيريين مسلحين أو فاسدين كبار وكل الذين يستقوون بالخارج على الوطن.
ـ كل التحية والإجلال للشهداء والجرحى الفلسطينيين والعرب في الجولان ومارون الرأس على حدود فلسطين وداخلها في يوم 15 أيار 2011، يوم بداية عودة ملايين اللاجئين الى فلسطين عبر تفعيل خيار المقاومة الشعبية الشاملة.
دمشق 15/5/2011
رئاسة مجلس اللجنة الوطنية
لوحدة الشيوعيين السوريين