يقول محتجّ..

يقول محتجّ..

«صرختُ ولم يسمعني أحد».. يقول شاب عاطل عن العمل لا يترك مظاهرة الآن إلا ويخرج بها.. ويردف:

«بحثت عن عمل ولم أجد.. جعت ولم أتمكّن إلا من التطفّل على زاد الآخرين ممن لا يكفيهم زادهم.. مرضتُ ولم أستطع أن أشتري الدواء.. حاولت ألا أنظر إلى واجهات المحلات لكي لا أشتهي ارتداء حذاء جديد أو قميص أو بنطال.. حُرمتُ من متابعة الدراسة.. لم أتجرأ على مصارحة فتاة الحي بحبي لها لأتجنّب أسئلة المستقبل المخيفة.. انعزلت عن الناس والأخبار والأحلام.. أكلتني الهموم وابتلعني اليأس.. وها قد جاءت اللحظة التي أنتظرها لأعبّر قليلاً عما يكاد يفتك بي.. فلا يخونّي أحد.. ولا يلمني أحد.. ولا يرمني أحد بالاتهامات.. أنا سوري غيور على بلدي ولكن ينقصني كل شيء.. ولن أخرج من الشارع قبل أن أحصل على كل شيء»..

آخر تعديل على الأربعاء, 23 نيسان/أبريل 2014 16:49