القيادي السابق للإخوان المسلمين عصام العطار في مراجعات... لكنها متأخرة..!
هل يعيد التاريخ نفسه كما يقال في مأساة وملهاة لكن بشكل أكثر مأساوية أو أكثر سخرية!؟ ألم يحن الوقت ليقوم الكثيرون بمراجعة مواقفهم الحالية... وليس القديمة..!؟
عصام العطار أحد القادة المهمين في الإخوان المسلمين وكان هو الناطق باسمهم والمسؤول عن العلاقات في التنظيم العالمي لجماعتهم...
ولعلها المصادفة هي التي جعلتني أستمع إلى جزء لا بأس به من اللقاء معه في قناة الحوار في يوم الثلاثاء 2012/7/24 حوالي الساعة الواحدة ليلاً..
في برنامج مراجعات.. والقناة هي من القنوات الإعلامية المساهمة في الحرب الإعلامية الصهيونية الرجعية على سورية وطناً وشعباً وتحاول تشويه التاريخ والمواقف..
في هذه الحلقة تحدث العطار عن أحداث ومواقف في فترة مهمة من تاريخ سورية وهي الممتدة من 1956 ــ 1958 وكان وما يزال خير معبر عن مواقف الإخوان المسلمين وسياساتهم وممارساتهم الدموية... وتحدث بموضوعيةعن ذلك.. لكنه لم يكن واضحاً وموضوعياً في حديثه عن المرحلة التاريخية والقوى السياسية الأخرى.. ومن المواقف التي تطرق لها:
أكد أن موقف الإخوان المسلمين في تلك الفترة هو مواجهة الشيوعيين والقوى الوطنية واليسارية في المجتمع والجيش.
اعترف أن قرار تأميم قناة السويس كان صحيحاً وأن دور الإخوان اقتصر على إرسال برقيات إلى الدول الأوروربية بحكم العلاقة معها يعلنون تأييدهم للقرار.. وطبعاً لم يقر أنهم لم يشاركوا في مواجهة الدولة الاستعماريةوعدوانها.. وأنهم كانوا ينفذون سياساتها في المنطقة.
اعترف أن ترشيح المرشد العام مصطفى السباعي في الانتخابات التكميلية لعام 1957 في مواجهة رياض المالكي (مرشح القوى التقدمية والوطنية) كان تحت تأثير أشخاص في مواجهة إجماع شعبي ورسمي وسياسي بمن فيهمالشاعر والسياسي فخري البارودي وخالد العظم (البرجوازي الأحمر).
أقر أن الوحدة مع مصر تمت دون علم الرئيس.. ومن الضباط القوميين وأنه كان مع الوحدة لكن ليست الاندماجية بسبب الفرق في التطور السياسي بين البلدين.. وهنا نشير إلى موقف حزبنا الحزب الشيوعي السوري الذي هومع الوحدة المتدرجة والديمقراطية بسبب مستوى التطور السياسي والاقتصادي بين البلدين وأن النقاط الـ /13/ التي وضعها أثبتت الأيام والوقائع صحتها وأن الوحدة لن تستمر وهو ما حدث.. وليس كما صور بأنه ضد الوحدة..
أقر بموافقة الإخوان المسلمين على حلّ الحزب.. لكنه لم يشر إلى أن الحزب الشيوعي لم يوافق على حل نفسه وهو الحزب الوحيد.. وقد تعرض جراء ذلك للقمع الشديد وتعرض الآلاف منهم للاعتقال واستشهد الكثير منهموعلى رأسهم القائد الشيوعي الرفيق الشهيد فرج الله الحلو.. ناهيك عن الاعتداءات التي تعرض لها الشيوعيون من الإخوان والقوميين..
وهنا لنا عتب على قناة اليسارية لعدم وضعها صور الشهداء الشيوعيين والتعريف بهم ومنهم فرج الله الحلو في عرضها ليوم الشهيد الشيوعي بـ 21 حزيران.
لاشك أن «مراجعات عصام العطار» حول هذه المرحلة التاريخية والمواقف.. تقودنا إلى المواقف الحالية للإخوان المسلمين وللكثير من القوى التي تدعي القومية وحتى التقدمية والتي تشترك في تنفيذ المؤامرة على سورية شعباًووطناً ومواقف تلتقي مع قوى الفساد والقمع.. أي توافق المعارضة والموالاة لأخذ سورية من الداخل.. هذه الثنائية الوهمية (المعارضة والموالاة) تبين أن الصراع ليس من أجل التغيير السلمي الديمقراطي ومن أجل مصالحالشعب والوطن. وإنما صراع على السلطة والذي ذهب ضحيته آلاف الشهداء من المدنيين والعسكريين عدا التخريب والتدمير للمدن والبلدات والقوى وبناها التحتية و الخسائر المادية وزعزعة السلم الأهلي والنسيج الاجتماعيوالذي يمارسه الطرفان وإن بنسبٍ ومواقع مختلفة.
ولابد من الإشارة أنه بات من الضرورة كتابة وتوثيق تاريخ الحزب الشيوعي.. وإعادة كتابة تاريخ سورية منذ الاحتلال الفرنسي إلى الآن بموضوعية وليس وفق رغبات.. أو تمجيداً لهذا الشخص أو ذاك.
ولعل التساؤل الأخير والمهم في هذا الوقت والذي تجب الإجابة عنه هو:
ألم يحن الوقت ليقم الكثيرون بمراجعة مواقفهم من أجل الخروج الآمن من الأزمة.. من أجل مصلحة الشعب والوطن اللذين لا أحد فوقهما ولا أحد إلى الأبد إلا هما..؟!