دير الزور.. تحت خط النار دون خط الإعلام
مازالت العديد من المناطق في الوطن تشهد تصعيداً وتوتراً سبب ارتفاعاً في منسوب سيلان الدم السوري الطاهر إضافة للخسائر المادية وتخريباً وتدميراً للمنشآت العامة والخاصة والبنية التحتية والتي هي ملك للشعب والوطن.
فقد ترافق منسوب العنف والأعمال المسلحة في الفترة الأخيرة، مع منسوب القمع من قصف عشوائي وقصف مما دفع مئات الآلاف من المدنيين لهجر مدنهم ومناطقهم وقراهم وأحيائهم.. ومنازلهم لإنقاذ الشيوخ والنساء والأطفال.. ومن بقي منهم نتيجة فقره أو ضيق ذات اليد.. أو لعدم إمكانية الخروج أو إيجاد مكان يأويه بقي هدفاً للقتل.. وما شهدته دير الزور ومازالت منذ أكثر من 25 يوماً يعتبر كارثةً حيث هجر أكثر من 80% من أبناء المدينة عدا أبناء المناطق والقرى الريفية.. وقد صاروا مشردين لا مأوى لهم.. كما أن أغلب الشهداء والمصابين هم من المدنيين الفقراء والأبرياء.
والشيء اللافت للنظر ان التغطية الإعلامية لقنوات الإعلام الغربي كالجزيرة والعربية و bbc عربي وفارنس 24 لم ترتق إلى مستوى مايحصل في ديرالزور والسبب ليس لعدم وصول الأخبار لها.. وإنما لعدم وجود تنوع طائفي في ديرالزور ليتم توظيفه وبل تضخيمه كما جرت العادة.
كما أن الإعلام حصر ما يجري بالأعمال الارهابية.. وهذا ليس يفقد الثقة به وإنما يتحول إلى نقيض..
إن من حمل السلاح ورفع وتيرة العنف تحت حجة حماية المدنيين لم يحقق ذلك وإنما العكس فقد ارتفع عدد الشهداء والمصابين اضعافاً مضاعفة، ناهيك عن بقية الخسائر المادية وتدمير أحياء بكاملها.
ومن مازال يعتقد أن الحل الأمني القمع سينهي الأزمة.. أو رفع وتيرته لتدمير الحاضنة الاجتماعية للمسلحين سيقضي عليهم.. إنما يخدع نفسه قبل ان يخدع الآخرين أولاً .. ناهيك انه يعمق الجرح والغضب الشعبي، ويسيء إلى سمعة جيشنا الوطني.. عدا ما يتعرض له من خسائر بشرية ومادية تخدم مصلحة العدو الصهيوني.
إيقاف الحل الأمني العسكري من قصفٍ عشوائي مدفعي او من دبابات والطيران المروحي.. واقتحامات.. وقنص سيكون مدخلاً لقطع الطريق على تواجد المسلحين مواجهتهم من الأهالي وخاصةً بعد أن لمسوا نتائجه الكارثية على المدنيين في مناطق تواجدها لأنها تصبح هدفاً للمسلحين ويجب أن يكون دقيقاً..
إن تحقيق ذلك سيتيح ايضاً للمواطنيين المهجريين العودة إلى مدنهم ومنازلهم وهو بمتناول جهاز الدولة أكثر من غيرها.
وهو يقطع الطريق لاحقاً على تدخل القوى الخارجية المعادية لمصلحة الشعب والوطن