المواطن السوري.. والزيتون السوري

المواطن السوري.. والزيتون السوري

أعلنت معظم المديريات الزراعية في معظم المحافظات السورية بدء موسم عصير الزيتون لهذا العام.. والجميع كما كل حول، متفائل بموسم جيد..

لكن السنوات تمر، والزيت يكثر ويفيض بشدة عن الحاجة، ويتم تصدير معظمه إلى بقاع الأرض كافة كونه من النوع المنافس ويعد من الأفخر عالمياً، ومع ذلك، فآخر المستفيدين من زيادته وفيضه وعائداته المواطن السوري المنهك صاحب الدخل المحدود جداً.. وهو أمر قد لا يقبله أو يصدقه العقل..

فقد وصل عدد أشجار الزيتون في سورية إلى نحو مائة مليون شجرة، النسبة العظمى منها في طور الإنتاج والإثمار، ومع ذلك ما فتئت أسعار الزيوت والثمار تحلق، وما يزال معظم أصحاب الهم والبطالة والفقر المقيم والعلل المتزايدة غير قادرين إلا على استهلاك الرديء من هذه الثروة التي لا يحلم غيرنا بنصفها أو ربعها..

فلماذا يبقى سعر الزيت والزيتون في حدود مجنونة؟ ولماذا ما يزال محرماً على السوريين التنعم بعض ثروات وعائدات بلدهم وأراضيهم وحقولهم؟ وإلى متى سيستطيع المواطن التحمّل، وكل شيء في هذه البلاد يسير على عكس مصالحه وطموحاته وتطلعاته وآماله وأحلامه بـ«السترة» والكفاية؟

ظل الفقراء في بلدنا حتى وقت قريب، يأكلون عندما يستبد بهم الجوع، بالإضافة للخبز طبعاً، الزيت والزعتر، والزيت والملح، والزيت والبصل... والآن الكثيرون منهم لا يستطيعون إلى الزيت سبيلاً.. فكيف يجرؤ المسؤولون الاقتصاديون والحال كذلك، على الاستمرار في الحديث عن النمو وانتعاش الاقتصاد؟؟ ألا يدعو هذا للصراخ؟!