الافتتاحية: نحو الحلول السياسية العاجلة والشاملة

الافتتاحية: نحو الحلول السياسية العاجلة والشاملة

تؤكد الوقائع الملموسة على الأرض أن الأزمة الوطنية تتعمق أكثر فأكثر بسبب مواقف القوى المختلفة الفاعلة على خط الأزمة، فيرتفع يوماً بعد يوم منسوب الدم السوري بسبب العنف والعنف المضاد، وما زال ملف المعتقلين والمفقودين مفتوحاً،  ويتدهور الوضع الاقتصادي، وما يدل على ذلك تراجع قوة الليرة السورية أمام سلة العملات وتشير توقعات المختصين إلى تفاقم ذلك خلال الفترة القريبة القادمة، مما ينذر بإنهاك الاقتصاد الوطني في المجالات كافة. وتشهد الأسواق فلتاناً في أسعار مواد الاستهلاك الشعبي، مما يؤثر سلباً على مستوى معيشة المواطنين، مضافاً إليها عدم توفر بعض السلع الإستراتيجية كالمحروقات، وتزداد مظاهر الفلتان الأمني بتفشي حالات الجريمة والقتل والخطف في بعض مناطق البلاد، وعلى أثر كل ذلك يزداد طرداً قلق المواطن السوري على حياته ومستقبل البلاد.

وفيالمسارالإقليمينجدأنالدوائرالامبرياليةالمأزومةوالمحكومةبالتراجع،تحاولأنتصعدالموقفضدإيرانعبرالتهديدبالحربكأحدأشكالتفريغالأزمة،وتحاولبناءقواعدعسكريةفيليبياعلىالحدودالمصريةتحسباًلتطوراتفيغيرمصلحتهاعلىالساحةالمصرية،إلاأنهباتمنالواضحتراجعدورتلكالدوائربسببعمقالأزمةالرأسماليةوتوازنالقوىالجديدالآخذفيالتشكلعالمياًعلىأثرذلك،فالموقفالروسييتجذريوماًبعديومفيرفضالهيمنةالأمريكية،وبدأيأخذزمامالمبادرةفيالعديدمنالملفاتالدولية،ومنهاالأزمةالسورية،وترتفعنبرةالتحديفيتصريحاتومواقفالساسةالروسالذينباتوايضعونالخطوطالحمراءغيرالمسموحتجاوزهاأمريكياً،وتتخبطأيضاًمحاولاتالأنظمةالإقليميةوالرجعياتالعربيةللتحكمبمسارالأزمةالسوريةمنذمبادرتهاالملغومةوانتهاءًبتصريحاتوزيرالخارجيةالقطريالأخيرة،والتييقصدمنهاإحياءفكرةتدويلالأزمة،أيأنهثمةمناخدوليوإقليمييتبلورلمصلحةسوريةكوطنوشعبولكنالنظاممازالوفيأغلبالحالاتيعتمدعلىالأرضتلكالمعالجاتالتيلمتثبتالوقائععدمجدواهافحسببلأثبتتأنهاتعمقهاأكثرفأكثر،وهذامالايسمحباستثمارهذاالمناخالدوليلمصلحةالبلاد,أيأنطريقةإدارةالأزمةمنجانبالنظاملا  تنسجممعالظرفالدوليالإيجابي،والذيلايستطيعأحدضماناستمرارهفيظلوضععالميمضطرببكلإحداثياته،وهناتبرزالمفارقةالمرة!؟

إنتوازنالقوىالداخليفيالبلادالذيتشكلبعدانطلاقالحركةالاحتجاجيةالسلميةالمشروعة،والتشابكاتالدوليةوالإقليميةمعالأزمةالسوريةومستوىالخطرالذيوصلإليهالوضعبعدعشرةأشهرعلىالأقلفيبعضالمناطق،وبعدأنتمالتفريطبفرصعديدة،إنكلذلكيتطلبمنطقاًجديداًفيالتفكيروالعمل،منطقاًيعتمدالحلولالسياسيةالشاملةدونتباطؤلأنالزمنليسعنصراًمحايداًفيالمعادلةالسوريةالراهنة, لابلوكماأثبتتالوقائعكلماتأخراعتمادالحلالسياسيالشاملفإنالزمنيلعبدوراًإلىجانبالقوىالمعاديةلمصالحالشعبالسوري،ومنهناكانمنالضروريالإسراعفيتشكيلحكومةالوحدةالوطنية،وهيحكومةاستثنائيةوفيظرفاستثنائي،حكومةمؤقتةلهامهمةمحددة،وهيتأمينأجواءالخروجالآمنمنالأزمة،حكومةفاعلةوصاحبةقرارفعليمحررةمنكلأشكالالوصاية،حكومةواسعةبالمعنىالنوعي،تضمممثليكلالقوىالحيةوالنظيفةفيالنظاموالمعارضةالوطنيةوالحركةالشعبية،تكونأداةلحلالأزمةحلاًوطنياًكخطوةأولىولابدمنهاعلىطريقالتغييرالوطنيالديمقراطيالجذريوالشامل. إنخطوةتاريخيةكهذه،وفعلاًنوعياًبهذاالمستوىكفيلبردكلأشكالالتدخلالخارجيعلىأعقابه،وكفيلبتعريةقوىالمعارضةالمشبوهة،التيجعلتمندماءالسوريينسلعةفيبازارالمشاريعالدولية،وكفيلبردعتلكالقوىالمتطرفةالمتطفلةعلىالحركةالشعبيةوالمدعومةمنالخارج،وأخيراًكفيلبزجالأغلبيةالشعبيةفيالمعركةبمايخدمكرامةالوطنوالمواطن.

آخر تعديل على الإثنين, 31 آذار/مارس 2014 15:23