الإلحاح على التلويح بورقة محروقة..
نشرت «قاسيون» في عددها الماضي وفي أعداد سابقة وعلى صفحاتها الاقتصادية رأيها في مشاريع إعادة الإعمار التي يتبناها الدردري وآخرون يشتركون في منطقهم الليبرالي وفي علاقتهم الطيبة مع المؤسسات الدولية
كما تناولت مادة في صحيفة الأخبار اللبنانية بتاريخ 18/5/2013 وتحت عنوان «إعادة الإعمار: القطبة السورية المخفية»، الموضوع نفسه مشيرة بالاسم لأيمن قحف رئيس تحرير موقع «سيريان ديز» على قناة روسيا اليوم، والذي دافع من خلالها عن الدردري وروّج لمشروعه ومشروع الأسكوا المسمى «مارشال السوري» لإعادة الإعمار.
وجاء رد أيمن القحف عبر موقعه بتاريخ السبت 1/6/2013 حيث لم يتبرأ من دفاعه عن الدردري وإنما أصر عليه، وعدّل تعديلاً طفيفاً هو أن التمويل يجب أن يأتي من الدول الصديقة، الأمر الذي يتعارض تماماً مع طروحات الإسكوا وعبد الله الدردي، اللهم إلا إذا كان أيمن قحف يعتبر واشنطن ومعسكرها دولاً صديقة، ولا تفيد في نفي ذلك الشتائم المجانية التي يلقيها ضد «المشيخات النفطية»، لأن المشروع الذي يقدمه الدردري والذي يدعمه السيد قحف هو بالذات مشروع تلك المشيخات.
يتزامن كلام «قحف» مع تصريح الورقة المحروقة عبد الله الدردري الذي قال فيه: «من لديه شيء على حكومة عطري فليرفع عليها قضية». ويبدو أن الإصرار على مشروع إعادة الإعمار وفق الصيغة التي تطرحها كل من الأسكوا ممثلة بالدردري ومجموعة العمل التابعة لمجلس اسطنبول، لا يأتي من معارضين فقط وإنما من ركاب الأمواج والفاسدين داخل النظام، الأمر الذي يعيد التأكيد على قضية أساسية هي أن الانقسام بين معارضين وموالين ليس سوى انقسام وهمي والفرز الحقيقي هو الفرز العميق بين الوطنيين وبين غير الوطنيين.